الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1) الكهف.
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، الذي بعثه الله نورا وهدى ورحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم ...
طلبت مني أحدى أعضاء نادينا المبارك أن أكتب عن سورة الكهف، مما جعلني أعيش معها أيام وليالي، واتقلب في صفحات التفسير وكلمات علماءنا الكرام المبجلين الذين أناروا لنا الطريق ودلونا على هدي نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم بما فتح لهم الله
وأول مالفت نظري هي كلمات الشيخ الشعراوي رحمه الله تبارك وتعالى، أول من رباني دينيا بعد أبي رحمهما الله....
أشار فضيلة الشيخ أن الله تبارك وتعالى أفتتح بالحمد لله 5 سور قرآنية... وهي فاتحة الكتاب فجاءت الحمد لله رب العالمين مغلفة ومصانة ومحصنة بالرحمن الرحيم:
<!--{ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)} كان لنا لقاء مع فاتحة الكتاب هنا في النادي، واعتقد انكم ستجدونها كلها في صفحة السيدة الفاضلة آمة الجواد { دروس مهمة } وفي الحقيقة كان لقاءا رائعا مع الحمد لله رب العالمين.. عشت معه بفكري ومشاعري وبكل كياني، وقد وجدت حياتي في الحمد لله رب العالمين.. إندملت بها جراحي العميقة، وآنست بها غربتي، وذقت بها حلاوة الحمد لله رب العالمين ..وهذا بفضل الله وبحمده .
<!-- {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} الأنعام.. في هذه السورة الكريمة نجد حيثيات الإيمان، والأسس التى وضعها العلي العظيم للحصول على النور والخروج من الظلام.... كما أن بها وصايا ربنا وستجدونها أيضا في النادي تحت اسم وصايا الرحمن لعباده الكرام، لا يمكن لمؤمن أن يتجاهلها ففيها نجاتنا من الأحزان والأوهام والوساوس والأكاذيب والظلم والظلومات.. كما أن بها أيضا البنية الأساسية لبناء المجتمع على أساس العدل والرحمة وتكافؤ الفرص.
<!-- {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا } [الكهف] وفي هذه لنا لقاء وموعد بإذن الرحمن وهي سورة يتودد فيها ربنا إلينا، يضم إليه عباده الذين به آمنوا، يسري عنهم بقصص تاريخية تحمل عبر ومواعظ وحكمة بالغة بالغة بالغة، أدعو الله تبارك وتعالى أن ييسر لنا فهمها والتفقه فيها وأن تكون عبرة لنا تسكن قلوبنا وتقربنا من ربنا العزيز الحميد سبحانه وتعالى علوا كبيرا .
<!--{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}..[سبأ] هذه السورة الكريمة تعطينا حيثيات الحمد لله الذي به نصل إلى نعيم الآخرة بإذن الله تعالى وسيظل الحمد لله يصاحبنا ليصبح آخر دعوانا إن شاء الله تعالى [دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ۚ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ] يونس.
<!-- {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۚ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} سورة فاطر.. وهذه فيها حيثيات الحمدلله أن جعل السموات والأرض وجعل الملائكة رسلا وقد عرفنا بهيئهم وشكلهم العام وهو أنهم أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع، ثم يزيد الله في الخلق ما يشاء.
هذه مقدمة بسيطة، لكي تستعدوا معي لهذه الرحلة الربانية عبر الزمان، يقص ر بنا تبارك وتعالى على نبيه وصفيه من بين خلقه وخاتم رسله صلى الله عليه وسلم ما يثبت به فؤاده، والفؤاد تعجز الكلمات عن وصفه، فأي شرح له يقلل من قيمته، ولكن لنعرف قيمة الفؤاد علينا بسماع الآية التالية:
وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)
[ الإسراء]
الفؤاد هو خلاصة ما يكمن في أعماقنا، كل ما ندركه ونفهمه من السمع والبصر والمشاعر والأفكار والأعمال التى نقوم بها ونحن معتقدين فيها... فالفؤاد هو أنت، والفؤاد هو أنا، والفؤاد هو الشخص بكل كيانه، فهو العقيدة ووجهة النظر وهو السمع والبصروالمشاعر .. هذا والله أعلى وأعلم
فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)
[ النجم ]
أي شرح لهذه قد يقلل من معناها الجميل والقوي والحكيم والعظيم بعظمة الخالق العلي العظيم سبحانه وتعالى ذو الملكوت والجبروت والعزة والكبرياء.
أخي وأختي في الله إن رأيتم فيها صواب فهو من الله العلي العظيم فادعو إليها من أحببتم من خلق الله.. وما بها من خطأ فمني واستغفر الله لي ولكم أنه هو الغفور الرحيم.
سبحانك اللهم وبحمدك.... أشهد أن لا إله إلا أنت.. أستغفرك وأتوب إليك
ساحة النقاش