<!--
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tabla normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; text-align:justify; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:12.0pt; font-family:"Times New Roman","serif"; mso-fareast-language:EN-US;} </style> <![endif]-->
سلسلة الصبر الجميل [ 1 ]
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا (70) [النساء]
يا ترى من نطيع في حياتنا؟..
الطاعة من الأمور الجبرية، نجد أنفسنا مجبرين على طاعة بعض الناس، رؤساءنا في العمل، أبوينا، قاداتنا وخاصة في الجيش، أباطرة القوات المسلحة..
وأحيانا نطيع أنفسنا فنتبع هوانا، وأحيانا نطيع في صورة نلبي، يقول لك صاحبي وقد دعاني مقدرش اقوله لا..
وأحيانا نطيع زوجاتنا وأولادنا، تحت أي بند من مسميات الطاعة، وأحيانا نطيع الشيطان، يوسوس لنا بفكرة جهنمية فنطيعه ونتبع هوانا...
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ
نحن هنا في حياتنا الدنيا لنطيع الله ونطيع الرسول صلى الله عليه وسلم لنفوز بصحبة الذين أنعم الله عليهم،أما بقية الناس فلهم علينا واجب الإحسان إليهم والمودة في القربى وطاعة أولي الأمر مالم يخالفوا أمر الله.
وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69)
يخيل إلى إن لم أخطئ أننا سنكون بصحبة الغفور الودود... اللهم أجعلنا من هؤلاء برحمتك يا أرحم الراحمين..
ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا (70)
ما أعظمك يارب العالمين، وما أرحمك يا أرحم الراحمين، ربي ذابت قلوبنا شوقا لفضلك وكرمك وعظيم سلطانك فلا تحرمنا هذا الفضل العظيم برحمتك يا أرحم الراحمين.. أخي في الله وهب لنا ربنا مفتاح الوصول إلى كل ذلك فتابع معي ودقق في الآيات التالية رحمك الله، ثم لا تبخل على من تحب من خلق الله ورفقاء الطريق بما ساقه الله إلينا من رزق حسن:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)
سلسلة الصبر الجميل [2]
وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24) الرعد
بسم الله الرحمن الرحيم .. سلام الله عليكم ورحمته وبركاته .. مرة أخرى نلتقي مع الصبر نحاول أن نكتشف مواطن الجمال فيه ... تحدثنا كثيرا عنه، وليس ذلك إلا لأننا في حاجة ماسة جدا لأن يكون صبرنا جميلا، حتى لا نتألم..
اليوم سنحاول أن نتخيل أنفسنا في رحلة، رحلة عمل أو للنزهة أو للفسحة والترويح، أو لزيارة المقابر، سنتخيل عائلة من أب وأم وأولادا كبارا وصغارا في سفر إلى بلد بعيد ولكنه حلم حياتهم جميع أفراد العائلة يشتركون معا في تحقيق حلم حياتهم وهو السفر إلى البلد الذي يحلمون بالحياة على أرضه، دع الحبل لخيالك ليسرح بك حيث تحب... أنا مثلا أحلم أن أرى جنة الرحمن، وصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأمهات المؤمنين..
وآخر سيعيش بخياله في أمريكا أو استراليا أو اندونيسيا أو تركيا أو أي بلد.. ومما لا شك فيه أن الوصول إلى غايتنا سيتطلب سفرا وربما كان طويلا وغير مريح، فهناك طائرات وسيارات ومطارات وكنترول وترانزيت وساعات طويلة من المشقة والعناء....
التوجه من مكان لآخر.. ومن اتوبيس إلى تاكسي، ومن تاكسي إلى وسيلة أخرى، كل ذلك وفي صحبتنا أطفال وحقائب وضرائب ومدفوعات ، كل تلك المشقة ستهون لحظة أن نفكر أننا قريبين جدا من تحقيق حلمنا...
ربما بكت الأطفال وربما تذمر الكبار، ولكننا نهدئهم ونقول لهم لم يبقى إلا قليل لنرتاح ونحقق حلمنا المشترك، إذا كل أفراد الأسرة أشتركوا في حلم واحد وأيضا كلهم صبروا صبرا جميلا... ألستم معي في هذا؟؟
سؤال لماذا كان صبرهم صبرا جميلا؟
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
جواب.. لأنهم لديهم جميعا حلما كبيرا وجميلا ومن أجله هانت عليهم مشقة الرحلة.. إذا نحن أيضا في رحلة الحياة الدنيا التى حتما ستنتهي يوما ما .. فإذا كان حلمنا الكبير هو جنات النعيم ومرضاة الله هانت علينا مشقة الحياة، وأصبح صبرنا الذي قرنه الله تبارك وتعالى بالصلاة يحملان معا أملنا في لقاء ربنا والحلم الجميل للفوز بجنات النعيم.. وهكذا نحقق أمر الله لنا بأن نصبر صبرا جميلا { فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا }.
وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ
عندما تكون حياتنا كلها إبتغاء وجه ربنا ومرضاته سيتحول صبرنا إلى صبرا جميلا لأنه يحمل لنا حلما جميلا وهو أن نكون ممن يرون وجه الله تبارك وتعالى، وهذا الحلم في حد ذاته هو الدافع لكل الأعمال الصالحة والطيبة والتى ذكرها لنا ربنا في الآية.. وفي الوقت نفسه ستشكل لنا تلك الأعمال حاجزا معنويا قويا يقينا به الله المعاصي.
جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23)
كلمات الآية تجعل القلوب ترق وتحن وتذوب شوقا إلى جنات عدن مع الآباء والأبناء والأزواج والملائكة يدخلون علينا من كل باب، والله لا أرى ولا أسمع ولا أحلم بأجمل من هذا،جنات عدن مع كل من نحب الأباء والأبناء والخلان والأحباب... ربي ما أعظمك وما أكرمك اللهم اجعلنا منهم يارب العالمين .
سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24) الرعد
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. ملائكة الرحمن .. في جنات النعيم .. حيث ما لا أذن سمعت ولا عين رأت ولا خطر على قلب بشر... وفي آية أخرى يدخلون على أهل الجنة من كل باب... والله هذه هي الحياة الحقيقية وليست تلك التى خربها شياطين الإنس والجن.
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9) دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (10) يونس
أنت يا من فقدت عزيز عليك.. لا تحزن فربما كان الآن ممن هداهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار يستمرون في وردهم اليومي سبحانك اللهم ويحييهم ربهم وملائكته الكرام بالسلام، ثم يكون موقفهم وموقفنا إن شاء الله هو في الحمد لله رب العالمين .
سلسلة مقالات الصبر الجميل[3]:
علاقة الصبر بالخشوع لله رب العالمين
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)
****
الآن سنستخرج من كتاب الله كلمة { خاشعة } حتى نتعرف أكثر على الخشوع كيف هو
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۚ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [فصلت 39].
التفسير الميسر
ومن علامات وحدانية الله وقدرته: أنك ترى الأرض يابسة لا نبات فيها، فإذا أنزلنا عليها المطر دبَّت فيها الحياة، وتحركت بالنبات، وانتفخت وعلت، إن الذي أحيا هذه الأرض بعد همودها، قادر على إحياء الخلق بعد موتهم، إنه على كل شيء قدير، فكما لا تعجز قدرته عن إحياء الأرض بعد موتها، فكذلك لا تعجز عن إحياء الموتى.
وجهة نظري المصاحبة للتفسير الميسر، أن قلب الإنسان يجب أن يكون كتلك الأرض اليابسة، بمعنى أن يكون قلبك حالة وقوفك بين يدي الله خاليا من كل شيء إلا من خوفك من الله العلي العظيم ورجاءك في مغفرته فهو سبحانه القاهر فوق عباده وهو ولي نعمتك وهو تودد إليك بعينيك وشفتيك ولسانك وأب ضحى براحته من أجلك وأما حملتك وهنا على وهن واعطتك من جسدها غذاءا ومن قلبها حبا وعطفا وحنانا ومن شخصها رعاية واهتماما وتضحية. فعندما يدخل قلبك ما تفهم من آيات الرحمن يحدث فيه كما يحدث للأرض اليابسة{ الخاشعة} فيكون كلام الله هو الماء العذب الذي يروي شجرة الإيمان فيك فيطمئن القلب وتخشع الجوارح ... هذا والله أعلى وأعلم .
******
خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۖ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ [القلم 43]
التفسير الميسر
منكسرة أبصارهم لا يرفعونها، تغشاهم ذلة شديدة مِن عذاب الله، وقد كانوا في الدنيا يُدْعَون إلى الصلاة لله وعبادته، وهم أصحَّاء قادرون عليها فلا يسجدون؛ تعظُّمًا واستكبارًا.
وهنا أيضا أقول لك يا من تبحث عن الخشوع، أحفظ بصرك بعدم ارساله إلى ما حرم الله، فإن حفظته ولم تنظر إلى حرام فقد نجحت في أن تحفظ قلبك وبالتالي لسانك وبالتالي إيمانك ثم يحفظ لك ربك كامل حياتك .
*****
خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۚ ذَٰلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ [44 المعارج].
التفسير الميسر:
فاتركهم يخوضوا في باطلهم، ويلعبوا في دنياهم حتى يلاقوا يوم القيامة الذي يوعدون فيه بالعذاب، يوم يخرجون من القبور مسرعين، كما كانوا في الدنيا يذهبون إلى آلهتهم التي اختلقوها للعبادة مِن دون الله، يهرولون ويسرعون، ذليلة أبصارهم منكسرة إلى الأرض، تغشاهم الحقارة والمهانة، ذلك هو اليوم الذي وعدوا به في الدنيا، وكانوا به يهزؤون ويُكَذِّبون.
وأضيف أن تلك النظرات التى نرسلها هنا وهناك نفتح بها الباب للمعاصي، التى يزينها لنا الشيطان، وأخطر ما في النظرة أن تهيج مشاعرنا وشهواتنا، فنقع فيما يغضب ربنا فيخرج الإيمان ومعه الخشوع.. لذلك أمرنا ربنا بأن نغض من أبصارنا.
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ [ الغاشية2]
التفسير الميسر:
وجوه الكفار يومئذ ذليلة بالعذاب، مجهدة بالعمل متعبة، تصيبها نار شديدة التوهج، تُسقى من عين شديدة الحرارة.
وأضيف أن الكيس الفطن هو من يقيم وجهه لله العلي العظيم في صلاته فيخشع قلبه وجوارحه، ومعنى إقامة الوجه أن يجعل نظره محل السجود، ولا يفكر إلا في ما يقول أو يسمع من الآيات، ولا يسمع كذلك إلا القرآن الكريم فينصت إليه ويعتبر بما يدخل قلبه من معاني القرآن الكريم .. هذا والله أعلى وأعلم .. ولنا في الخشوع لقاء مع شروطه التى وضعها لنا ربنا في سورة المؤمنون.
فحتى يحين ذلك الوقت أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه... وأوصيكم ونفسي بتقوى الله فهي التى تروي فينا شجرة الإيمان وتبعث فينا البهجة والسرور والإطمئنان.
