بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين المبعوث بالحق هدى ورحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم
وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117) هود
لابد لنا أن نعرف حقيقة ما يجرى حولنا حتى نعلمها لأولادنا لكي لا ينجرفوا في تيارات العداء والخصومة والمشاحنة..
أعرف أننا فقدنا الثقة في كل البشر.. واصبحنا نصدق اقرب شيء لهوى نفوسنا.. فقد اختلط على الكبار الحابل والنابل... لذلك هذه دعوة لنثق بالله العلي العظيم خالق الخلق ملك الملوك رب الناس ملك الناس إله الناس .. وهو ذو الملكوت والجبروت والعزة والكبرياء...
يقول الله تبارك وتعالى مخاطبا الإنسان.. إنسان هذا العصر في كل مكان .. وقد أبعد من خطابه كل المخلوقات وخاطب الإنسان وحده .. فهو سيد المخلوقات رغم ظلمه ونسيانه وجحوده .. وكذبه على نفسه وعلى الله ...
يقول رب العالمين لبني الإنسان.. الذي خلقه وعلمه البيان .. وسخر له الشمس والقمر ورزقه رزقا حسنا أينما كان .. يقول له رب العالمين الذي خلقه وخلق له قوته وقوت عياله :........
وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10) وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14) إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17) الطارق .
ربما يكونه في هذه رد على كل سؤال يطرأ في عقول أبناءنا.. وربما كان فيها ردع وردأ كل فكرة شيطانية يروج لها أعداءنا.. وربما تطمئن بها قلوب الكبار والحيارى والضعفاء والذين لا يستطيعون شيئا.. وربما كان فيها تبريرا كافيا لما نراه بأعيننا في كل بلد عربي ...
وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117) هود
إن هلكنا فهذا نتيجة أننا لم نصلح .. نتيجة الكذب والظلم والغش والنفاق والحقد والغل وسوء المعاملة وإهلاك النفوس .. وإضاعة الدنيا والدين والوقت الذي هو أثمن ما يملك الإنسان{ عفوا هو أثمن ما ملكه الله للإنسان } ولدينا هنا في كتاب الله وفي هذه الصفحة سبب ما نحن فيه .. كما لدينا أيضا هنا الوسيلة الوحيد للتغير لكي نصل إلى بر الآمان وتتوحد وجهتنا ..
ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53) كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ (54) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (55) الأنفال
هذه توضح لكل مخلوق يحتار عقله فيغذيه بما يرى على السطح .. الآن عليه أن يعرف عمق الحقيقة التى ليس بعدها إلا الضلال والتى هي تحت سطح ما يرى .. لأن الله تبارك وتعالى هنا يقول لنا أنه لم يكن يغير نعمة أنعمها على قوم حتى يكفروا بها ويهملوا دينهم والدين هنا بمعنى المعاملة بمعنى الأخلاق الكريمة والحميدة وليست اللحى الطويلة والكلام المعسول ولكن الدين هنا هو الصدق والآمانة ومعاملة الناس معاملة طيبة .. حتى لوكان يسجد لصنم .. فهو إنسان وهو من خلق الرحمن .. وله حق الإنسانية وحق الوطن ثم حقوقه تزداد بإزدياد تعايشنا معه ..
لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ (11) الرعد
له معقبات من بين يديه.. يقول لنا ربنا أين تذهبون؟ عليكم ملائكة كرام من أمامكم ومن خلفكم .. ثم هم يحفظونكم من أمر الله .. لأن كل مايجري في حياتنا هو من أمر الله .. وكل ما يصيبنا على مستوى الفرد والجماعة والأمة والشعوب والدول هو من أمر الله ..
إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ
ويخبرنا الله تبارك وتعالى صراحة أن لن يغير ما بنا حتى نغير أخلاقنا .. حتى ندع الكذب والخيانة والغش والخداع.. حتى ندع أذية الجار .. قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعا منهج الحياة المثالية في حديث واحد من عدة سطور ... قال صلى الله عليه وسلم :
" اتق الله حيثما كنت .. واتبع السيئة بالحسنة تمحوها.. وخالق الناس بخلق حسن "
لم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم خالق المسلم بخلق حسن .. ولكنه قال خالق الناس جميعا بخلق حسن .. دعه يعبد ما يشاء واستقم أنت وعامله كإنسان مخلوق لله العلي العظيم .. ليس معنى هذا أن تكون سلبيا .. ولكن معناه أن ترقى بنفسك وبأهلك وبمجتمعك وذلك عن طريق اتباع الحق الذي ليس بعده إلا الضلال..
كما قال أيضا رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصحنا ويحفظنا من الهلاك فقال حقا ليس بعده إلا الضلال :
"لا إيمانَ لمن لا أمانَ لَهُ ولا دينَ لمن لا عَهدَ لَهُ "
وهكذا يضع لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الخطوات التى نرقى بها فتنشر المحبة والمودة بيننا بأن نعطى الآمان للإنسان.. ونوفي بالعهد له بدلا من خيانته وتخوينه وتكذيبه وفضحه و!!!!!!!!!!!
وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ (11) الرعد
لن يرد عنا السوء أحد... وليس لنا من دون الله من وال.. لا تنتظروا إلا من الله .. فادعوه مخلصين له الدين وهذا أمر منه سبحانه وتعالى :
قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30)الأعراف
عندما ندعو الله تبارك وتعالى مخلصين له الدين سيعيدنا كما بدأنا .. سيعود لنا الآمان مرة أخرة .. ستعود إلينا المودة والرحمة التى تنعمنا بها في بيوتنا وفي خارجها بل وفي مجتمعنا كله .. لكننا الآن فقدناها لأننا عصينا الله فنزع منا البركة والمحبة والمودة والأمن والآمان ..
أنشروها على قدر استطاعتكم إن أردتم .. وإن رأيتم فيها الحق ... أما إن رأيتم غير ذلك فاتركوها لحال سبيلها فالله سبحانه وتعالى هو أعلم بالخير أينما كان ...
سبحانك اللهم وبحمدك.. أشهد أن لا إله إلا أنت .. أستغفرك وأتوب إليك
Ahmed Ibrahim Elmasry
نشرت فى 20 نوفمبر 2013
بواسطة ibrahimelmasry
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
246,868
Ahmed Ibrahim
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »
ساحة النقاش