<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tabla normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; text-align:justify; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
العقل والعاطفة والفرق بينهما
الأحد 7/7/o13
في الحقيقة أن الله تبارك وتعالى ربط بين العقل والقلب.. أي بين العقل والعاطفة .. وجعل سبحانه وتعالى بينهما توافق عجيب.. وانسجام واضح ودقيق .. فإذا ما اتحد القلب والعقل فإنهما يشكلا معا عقدة قوية لا يستطيع مخلوق حلها أو فكها إلا بأمر الله ولهذا أطلق عليها اسم العقيدة.. فهي عقدة بين أفكارنا ومشاعرنا { أي بين عقولنا وقلوبنا} وهذه العقيدة هي نتيجة توحيد بين عقلونا وقلوبنا ومشاعرنا وفطرتنا، .. والدليل لدينا من كتاب الله .. فعيشوا معي تلك اللحظات الجميلة التى سنسبح فيها في أعماقنا من الداخل.. وستجد العجب العجاب من عظمة العاطي الوهاب سبحانه وتعالى ...
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ,{ البقرة 164}
من هذه الآية الكريمة نستطيع أن نتعرف على مهمة العقل في هذه الحياة عند الإنسان المؤمن الموحد بالله .. وكذلك عند كل عاقل يبحث في اصول الأشياء ليصل إلى حقائق الحياة المتوارية والتى لا يصل إليها إلا من نزع الغشاوة من على عينيه، وخلع ثوب الكبر من قلبه.
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ.
وهنا يوضح لنا مولانا العظيم سبحانه وتعالى آفة الإنسان، عندما يتبع هواه ويضلل نفسه فإذا ما خاطبه رسل الله تبارك وتعالى يدعونه إلى الحق برر كفره بحجج واهية، مثلا تقول له الرشوة حرام ..ينظر إليك ينهرك بنظراته ويقول لك أي كلام واهي ولا أساس له من الصحة. وعندما نصل في رحلتنا إلى القلب ذلك الجهاز العجيب سنعرف طبيعة العلاقة بين قلوبنا وعقولنا..
وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً ۚ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ. { البقرة 171}.
هذه آفة الإنسان في عصرنا الحالي، يقتل أخاه المسلم لمجرد أنه صدق ما قيل فيه سواء كان كذبا أو صدقا، هناك بعض الناس كل وظيفتهم في الدنيا هي صناعة الفتن، وقد برعوا فيها، وهناك أناس آخرين كل وظيفتهم في الدنيا صناعة الحروب، وقد اصبحت الفتن والحروب والإشاعات المغرضة سلعة يتهافت عليها ضعفاء النفوس، فتجد من ينفخ في بوق الفتن، والآخر ينفخ في بوق الحروب وآخر في بوق السلاح وآخر في بوق المخدرات وآخر في بوق الأكاذيب،أولائك الذين اشتروا الضلالة بالهدى.فما ربحت تجارتهم وما هم مهتدين.
وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ . 58 المائدة.
هؤلاء نجدهم بيننا الآن في هذا العصر، يتخذ دينه لعبة يلعبها ليداري بها كفره وسخريته، فإذا ما خلا بشياطينه تجده يسخر بقوة من المسلمين حتى ولو كانوا أقاربه أو أولياء نعمته.وتجده يشمت في كل بلوة تقع على أخيه المسلم، يشمت فيه ويفضح سره أمام خلق الله بغير أدب ولا حياء.
إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ
وهنا يوضح لنا ربنا أن هؤلاء الذين لا يسمعون إلا من هم على شاكلتهم، إلا من هم مثلهم، ويصمون آذانهم وأفواهم عن كلام الله العلي العظيم، فهم رغم أنهم يتكلمون ويسمعون ويحللون ويقررون ويحكمون إلا إنهم عند خالقهم صم وبكم وعمي فهم لا يفقهون. وهم شر الدواب عند الله، اللهم قنا شرهم ولا تجعلنا منهم بفضلك ياكريم.
وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ
العقل لو سيطرت عليه نفسك، فإنها توجهه لخدمة ما تريد من متاع الدنيا ولخدمة أغراضها الدنيوية إن لم تزكها، وفي هذه الحالة إن لم يكن فيك يقظة وإيمان وتقوى فقد سلمتك نفسك للهلاك فيحل عليك رجس من ربك والعياذ بالله، فعليك بالتوبة والإستغفار ليردك ربك إلى بر الآمان.
الآن وقبل أن نترك العقل بودي أن أضع أمامكم معلومات قيمة جدا عن العقل: قالوا ولن أذكر أسماء أن هناك على الأرض 10 مخلوقات هن أقوى مخلوقات الله على الأرض.. ترتيبهم كما يلي: 1ـ الجبال الرواسي.2ـ الحديد يقطع الجبل. 3ـ والنار تأكل الحديد.4ـ والماء يطفئ النار. 5ـ والسحاب يحمل الماء.6ـ والهواء يحمل السحاب.7ـ والعقل يتوارى من الهواء ويستخدمه.8ـ والسكر يغلب العقل.9ـ والنوم يغلب السكر.10ـ والهم يغلب النوم.وهكذا نجد أن الجبال والحديد والنار والماء والهواء هم تحت العقل سخرهم الله تبارك وتعالى للإنسان. فإنه يترك كل ذلك ويسكر وينتشي بمغريات الحياة، حتى يرهق نفسه وجسده، فيرحمه الله تبارك وتعالى بقليل من النوم ليعود نشيطا من جديد، فإذا ما أصر على الإسفاف سلط عليه الهم فيفر النوم من جفونه.. إلا من جعل همه الآخرة فكفاه الله هموم الدنيا.
والآن سنواصل رحلتنا إلى القلوب.. لنعرف بعض ما قيل فيها من كتاب الله .. فإذا كنت قد استمتعت في رحلتنا مع العقل وما قال فيه رب العالمين فسوف تستمتع أيضا بكلام ربك عن القلوب:
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) آل عمران
أول القلوب وأرحمها وأكبرها وأكملها وأنقاها وأوسعها هو قلب سيدنا وقائدنا وحبيبنا وشفيعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والذي أمرنا ربنا بما أمر به رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ، أن نبتعد عن الفظاظة في القول والعمل، وأن نلين للناس خاصة أهلنا وذوينا وجيراننا وأبناء بلدتنا وجلدتنا وأن نعفو عنهم ونستغفر لهم ونجعل الأمر شورى بيننا، ثم نتوكل على الله بعد ذلك في كل أمورنا فنحظى بحب ربنا.
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ
لو كان لك قلب رحيم فاعلم أنك مرحوم من الله، وأنك قريب من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنك تسير على دربه وعلى خطاه تتبع سنته فترحم من كان حولك من الناس فيرحمك ربك.. وهيا بنا نواصل رحلتنا في أعماق القلوب.
سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ (151) آل عمران
والله العظيم الكافر دائما مرعوب، دائما خائف، هو يخاف من أي شيئ، وهو في عموم حياته وخصوصها يعيش مرعوب، وأحيانا يموت خوفا بمجرد سماع صيحة قوية، فاحمد الله على نعمة الإسلام، وعلى ذكرك لله الذي به تطمئن القلوب.
تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (101) وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ (102) الأعراف
إن جاءتك آية من الله وفضلت عليها شيئا آخر، أي إذا آمنت بكلام أحدا من البشر وتركت إيمانك بكلام الله فاعلم أن قلبك مليئ بما لا يجب، وعلامة ذلك نقضك للعهد. هذا والله أعلى وأعلم .
وإلى لقاء قريب لنواصل رحلتنا في أعماق الإنسان..ذلك المخلوق العجيب الذي قال عنه خالقه ذو الملكوت والجبروت والعزة والكبرياء:
الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)
تابعونا في رمضان إن شاء الله مع فريق المودة والرحمة في لقاء يومي مع آيات الرحمن الذي خلق الإنسان وعلمه البيان لنحصل على الود الإلهي الذي خصصه لنا ربنا وحفظه لنا في قرآن يتلى إلى يوم الدين، فقد قال سبحانه وتعالى :إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (96) مريم
تابعونا على هذا الرابط :
https://www.facebook.com/ALMOTAHABINFYALLAH?hc_location=timeline
ساحة النقاش