من آيات التسبيح في كتاب الله
السبت 2013/1/5
"قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ﴿41﴾" سورة آل عمران
نبي الله زكريا عليه السلام، طلب من الله آية لكي يواجه بها الناس، فهو يعرفهم، ويعرف كيف يفكرون.. فأدرك أنه في حاجة لدعم من ربه، آية يقوي بها موقفه...
"قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا"
أفضل طريقة لتجنب كلام الناس حلوه ومره هو عدم الدخول معهم في نقاش... { آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ}، وهكذا ندرك قيمة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما نصحنا بعتدم الجدال ولو كنت على حق.
"وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا"
ثم ذكر الله كثيرا، ليس ذكرا عاديا ولكن ذكره سبحانه كثيرا، أي لا تنقطع عن ذكر الله، ذلك لأن كل مرة تذكر فيها ربك تغذي دمك بذكر الله فتسري نفحات ورحمات الذكر مع الدم فتغذي بها روحك وتطهر بها نفسك وتيقظ بها عقلك وتنشطه فينشط سائر جسدك ويفر منك شيطانك وهو مغتاظ لأنك فلت منه.
"وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ"
ثم مع الذكر لابد لك من التسبيح، لأن تسبيحك لله يخرجك من دوائر الحياة الدنيا إلى دوائر الحياة العليا، ولكن لماذا بالعشي والإبكار؟ لأنه عندما يقبل الليل المسبح لله ويجدك أنت أيضا تسبح لله فيحدث الإنسجام بينك وبين ليلك أو نهارك...وكذلك بينك وبين الملائكة المصاحبين لك حين تذكر الله وتسبحه.
نصيحة
لا تقوم بالتسبيح والذكر على أنه عمل يجب عليك تأديته بأي وسيلة، ولكن تذكر نعمة الله عليك، اعطاك كل مالديك، ولديه كل ماتحتاج، وهب لك عينان ولسان وشفتين ، وجعلك سميعا بصيرا، واعطاك فأجزل لك العطاء، أفلا تكون عبدا شكورا؟
عندنا في مصر مثل شعبي يقول: { إطعم الفم تستحي العين }.. أي من تجزل له العطاء، وتقدم له الطعام وتتدودد إليه يستحي منك، يستحي أن يسيئ إليك..
وأنت ألا تستحي من ربك ؟ ألا تقبل تودده إليك عندما يرزقك بما تحب وتتمنى؟ ألا تلبي نداءه لك عندما يقول يا أيها الذين آمنوا...
"إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" (56) الأحزابألا تصلي على نبي الرحمة الذي بعثه الله هدى ورحمة للعالمين ملبيا بذلك أمرا بدأه الله بنفسه وثنى بملائكته ثم تفضل عليك لتدخل ضمن المصلين على النبي صلى الله عليه وسلم فتنال نصيبك من البركة والإطمئنان والمحبة والمودة التى تسري بين جميع الأطراف وبين الخالق العظيم ..
إذا أحبابي في الله سنلبي معا أمر ربنا ونصلي على رسولنا صلى الله عليه وسلم وهذا هو التمرين الثالث الذي سيحملنا إلى واحة الراحة والنسيان، راحتنا النفسية ونسيان كل الآلام.
نحن على ابواب التمرين الثالث.. سنعيش في رحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، في رحاب حرصه علينا ورحمته بنا ينصحنا ويأخذ بأيدينا إلى بر الآمان ونسيان الآلام، سنسعد بكلامه وبريحه الطيب وبسيرته العطرة، سنعيش معه أجمل لحظات حياتنا، فهو لم يرحل عنا وإنما هو جالس في مكانه يرد علينا السلام وينتظر أصحاب الهمم الذين تاقو لرؤيته فبذلو الجهد وعلوا الهمة ولم يبرحو عنه لحظة في حياتهم ..
إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ
أدبالحوار كما علمنا الرحمن
السكينة والمودة والرحمة
نادي العضلات الإيمانية
دروس مهمة
ساحة النقاش