<!--
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tabla normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; text-align:justify; text-justify:kashida; text-kashida:0%; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
17 مايو 2013
الصبر ضياء وهو خير عطاء
يوما آخر مع الصبر لنعرفه ونتحلى به في حياتنا العامة والخاصة
وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) آل عمران
وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا
يمحص الله الذين آمنوا، يصفيهم وينقيهم ويطهرهم من الذنوب، ومن آثار الجاهلية الأولى، ومن كل ما يعوق تقدمهم وتقوية إيمانهم وتثبيتهم في طريق تقواهم لله العلي العظيم ...
وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141)
يهلكهم، ويستاصلهم من جذورهم، فلا يبقى منهم إلا من يذعن مجبرا وذليلا للمسلمين، وهذا ماحدث، ولم يبقى من الكفرة إلا من استسلم لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ودخل الإسلام مرغما أو مستسلما أو مؤمنا حقا..
أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ
في شرح مفيد وعميق لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله في كلمة { يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ }قال رحمه الله أن المراد هو أن تعلم أنت موقعك ومكانتك من الله، هذا ما فهمته إجمالا وكتبته بناءا على فهمي وليس نقلا حرفيا لما قال رحمه الله.
إذا فكل ما يمر بنا من إبتلاءات ربنا فتصيب منا جزءا هاما في حياتنا، هو لنعلم أين نحن من الله العلي العظيم، وذلك إنما تتبعا لقول الله تبارك وتعالى:
وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30) وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (31) الشورى.
أي إن لم نصل بفهمنا أن كل ما يصيبنا هو ليطهرنا الله به من الذنوب ويقربنا إليه ويذكرنا بأنه هو سبحانه ولينا ولا ولي لنا غيره لإنه لا إله إلا هو، إن لم نستطع أن نفهم هذا أو نسيناه عند وقوع المصيبة، أو الإبتلاء فعلينا أن نتبع على الأقل ما جعله الله سبحانه وتعالى في ثاني نداء له سبحانه وتعالى لمن به آمن....
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157 البقرة.
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
ياسبحان الله ما أعظمك وما أرحمك وما أكبرك، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، بمجرد أن نتذكر أننا لله، وأننا إليه راجعون، نخرج من الحزن والكآبة والقلق والهم ووسوسة النفس والشيطان إلى ساحة أخرى ربانية نورانية تحفها ملائكة الرحمة .. فعش معي بقلبك وعقلك وفؤادك المقطع القادم من الآية البديعة من العلي العظيم واسجد له شكرا بقلبك وعقلك وجسدك وفؤادك تنجى من العذاب والهلاك:
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)
بمجرد أن نقول بصدق، بمجرد أن نتذكر بكامل كياننا إننا لله، وأننا إليه سنرجع حتما لا محالة، وأنه هو الرحمن الرحيم، وأنه هو سبحانه خالقنا العظيم، وأنه هو الذي في السماء إله وفي الأرض إله، بمجرد أن يكون هذا هو حالنا تتنزل علينا صلوات الله ورحمته، ثم إذا شعرنا بها وتقبلناها وسجدنا له شاكرين حامدين باكين من فرط نعمه علينا ورحمته بنا كان الهدى هو هدية الله لنا يكافئنا به كما وضح لنا في آياته المحكمة الدقيقة ذات الحكمة البالغة..
اللهم اجعل حياتنا كلها في إنا لله وإنا إليه راجعون، فهي الحقيقة الثابتة والتى لا ريب فيها، ولا يشك بها إلا من كان عن الحق مبعدا، وفي الضلال غارقا، وفي الهلاك يسبح بكل قواه، فرحماك ربي نجنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، اللهم ياربنا أنت الذي خلقتنا وعلمتنا ما نعلم فاجعله برحمتك وكرمك وهداك نافعا لنا ولكل من قرأ وصدق وقال آمين.
وصلى اللهم وسلم وبارك على حبيبك المصطفى الصادق الوعد الأمين الذي بعثته بالحق هدى ورحمة للعالمين وجعلته بنا رؤفا رحيما وعلينا حريصا يعز عليه ما نعاني، أحبنناه ربنا فاغفر لنا واجمعنا به واسقنا من حوضه وأنت راض عنا ياكريم.
والحمد لله رب العالمين .
ساحة النقاش