<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tabla normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; text-align:justify; text-justify:kashida; text-kashida:0%; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->

14مايو 2013

قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ

قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11) المؤمنون.

عزيزي الطالب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سأظل معك أساندك حتى تنجح في إمتحانك، وحتى تنجح في حياتك، وحتى تبني شخصيتك واسرتك وبيتك بناءا ربانيا حسب ما خصصه لك ربك من وسائل متينة قوية وأسس سليمة ربانية خالصة من كل شائبة..

قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ

الفلاح أخي في الله هو نمو الشيء نموا كاملا، خاليا من كل عيب، أنت مثلا وضعت بذرة لشجر المانجه، ورويتها ورعيتها واعطيتها حقها من الرعاية، النتيجة الطبيعية هي أن تكبر الشجرة وتعطيك ثمارها على أكمل وجه، كاملة النضوج، جميلة المنظر، لها رائحة جذابة تداعب شهيتك وتناديها، ثم هي لذيذة الطعم، كما إنها غنية بالفيتامينات اللازمة لجسمك، وهذا هو الفلاح في حياة البشر....

الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ

الخشوع هو أول شروط الفلاح الذي يصاحبه النجاح في كل خطوة وفكرة وعمل من المهد إلى اللحد، ولكن كيف نخشع لله العلي العظيم؟ هذا ماسوف نحاول معرفته وتطبيقه معا، نعم فأنا في حاجة للخشوع مثلك تماما، فهو زمام نفسي ولجامها....

 وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)

 الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ

المسألة أخي في الله سهلة جدا، وهو أن يكون في بالك دائما أنك ستلاقي ربك، وأنك راجع إليه لا محالة، ولكي نقرب ذلك من نفوسنا، فهي التى تأمر وتنهى وتتحايل لتنفيذ رغباتها...

أنت الآن ستجد نفسك طائعة، لأنها تريد النجاح حتى لا ينكشف أمرها، وحتى لا يستصغرها الناس، وحتى تحصل على النجاح الذي سيرفع من شأنها أمام من تحب، من أجل كل ذلك ستطيعك، وستتبع تعليمات ربها لتحصل على النجاح بإذن الله تعالى....

الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ

في أحد محاضرات الدكتور عمرو خالد، قال كلمة تكتب بماء الذهب، نصيحة حقة، نحن في حاجة إليها لنحقق النجاح في حياتنا ونحقق كذلك كل أحلامنا الكبيرة، قال إذا أردت أن تنجح في عمل ما  فخذ نية طيبة، وصادقة واجعلها لله تبارك وتعالى...

وأقسم لكم  أن الله سيعاونك لو أنك اتخذت نية أن تجند نجاحك وكل ما تعلمت لخدمة خلق الله عامة والمسلمين خاصة، ستجد نفسك في الإمتحان وكأنك تقرأ من كتاب كل ما تحتاجه من أجوبة.

وهذه نصيحة كذلك للمعلمين والمدرسين والأساتذة وكل من يقوم على تعليم الناس، إجعل عملك خالصا لوجه الله يبارك لك في نفسك ومالك وبيتك وأولادك وفي كل حياتك، وتظفر بالإطمئنان وبالأمن والآمان في عموم حياتك وخاصتها، ولكي يسهل عليك ذلك ضع في اعتبارك أنك ستلاقي ربك إما محسنا وإما مسيئا.

وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ

كل أمورك، كل أمور حياتك بلا إستثناء، هي حبل متين طرفه عندك وطرفه الآخر عند الرحمن، كل أمورك بيده سبحانه، وأنت راجع إليه لا محالة، فارجع وأنت سعيد برجوعك لتنال جائزتك كأحسن ما يتصوره الجن والإنس مجتمعان.

وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُون(3)

إذا عقدت النية والعزم على أن تولي ظهرك للغو، فلا تلغو لا بالقول ولا بالعمل، فأعراض عن اللغو واللاغين سيساعدك كثيرا في عملية خشوعك لرب العالمين.

وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4)

الزكاة هي دليل حسن نيتك، ودليل إيمانك، ودليل تصديقك لأمر ربك،وهي دافعك للحصول على شهادتك لتحقيق كل أحلامك.

وأنت عزيزي الطالب لست مطالب بإخراج زكاة المال، ولكنك مطالب بأن تكرس وقتك وجهدك وعقلك لتحصيل دروسك لتنال النجاح والفلاح في حياتك، واعلم أن ملائكة الرحمن يدعون لك ويظلونك بأجنحتهم وأنت في جميع مراحل تعليمك تعتبر منفذا لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11) المؤمنون.

إن فعلت هذه الأركان ستجد نفسك وقد طهرت مما بها من كل ما يعوق تقدمك، وستجد عقلك وقد تحرر من كل غزو وحشو يعوق فهمك واسترجاع معلوماتك ، وستجد نفسك سعيد بقربك من ربك، فهو سبحان الذي قال في تكملة الآيات :

وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (16) وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ (17)

من هذه الآيات الكريمة نكتشف أن الله تبارك وتعالى هو الذي خلقك جنينا في بطن أمك، وتولاك حتى وصلت لعمرك الآن وقد سخر لك كل ما لديك  من نعم بالغة بالغة، لسانك وشفتيك وطعامك وشرابك وأبويك وبيتا يؤيك، ومستقبلا باهر ينتظرك إن أنت استسلمت لخالقك وذاكرت دروسك ثم دخلت الإمتحان وأنت متوكلا على الله، فسوف يعطيك ربك ماتريد ويزيدك من فضلك.

والآن أوجه نداءا لكل من سيقرأ هذه ويرى فيها خيرا لطالب العلم فلينشرها ولو كتابة بيده ويعطيها لمن شاء من محيط معارفه، مع العلم أنني  لا أدعي لنفسي علما ولا فضلا، غير أني  أتمنى على الله أن ينجح كل شبابنا المسلمين وأن يهتدوا وأن يعودوا لربهم لأنهم هم سواعد المستقبل والأمل معقود في الله أولا ثم عليهم ثانيا فهم الطاقة والحيوية والعلم الحديث بكل ما علمه الله للإنسان.