نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

رسالة من الله العلي العظيم لكل من بلغ سن الأربعين من الرجال والنساء

وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا

وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً  قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (16) الأحقاف.

وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا

رسالة من العلي العظيم لكل من بلغ سن الأربعين من الرجال والنساء، الذين تزوجوا والذين لم يتزوجوا، المقيمين والمغتربين،العاملين والقاعدين، الأصحاء والضعفاء، الحكام والمحكومين، كل من ينطبق عليه لفظ إنسان..

هذه رسالة موجهة لكل إنسان يؤمن بالله العلي العظيم، يكلفك الله تبارك وتعالى فيها بأمر واجب النفاذ، ألا وهو الإحسان بوالديك....

وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا

وجاءت الوصية من الله بصيغة المبالغة، { إِحْسَانًا } عليك أن تبذل حياتك كلها من أجلهم، سواء قد أحسنوا إليك أم أخطأوا، وسواء كنت متزوجا أو غير متزوج، الأمر من الله العلي العظيم موجه لكل إنسان، يحمل لقب إنسان..

والأمر من الله جاء في صورة وصية من الرحمن لكي يعتبر الإنسان، فالوصية لا تكون  إلا من حبيب لحبيبه، ومن ولي لوليه، والله ولي الصالحين، لذلك يوصيهم بما فيه الخير لهم ولآبائهم ولأبناءهم، وصية من الله العلي العظيم...

حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا

ثلاثون شهرا، وأمك ترعاك وتحميك وتداويك، وتنظفك، وتغذيك عندما كنت بداخلها وحين خرجت، ثلاثون شهرا وقد سخرها الله لك لتعطيك من حنانها ورعايتها ورحمة الله التى أسكنها في قلبها، والتى بها استطاعت تحمل ألالام الوضع والحمل والولادة...

أمك هي آية الله فيك، وهي رحمة الله مجسدة في حضنها وحنانها وتضحيتها التى لا نهاية لها والتى لا يقدر عليها الأقوياء من الجبابرة والجهابذة والعمالقة...

حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً

أحبابي في الله من الرجال والنساء.. هل بلغت أربعين سنة وتنعي سوء حظك لعدم زواجك أو لأي سبب آخر؟؟

هل بلغت أربعين سنة ولا زلت في معابد التيه تائه؟.. أم ما زلت تبحث عن نصفك الضائع الذي سماه المغرضين بنصفك الحلو؟.. أم مازلت جالس ويدك على خدك تنتظر معجزة من السماء؟؟ وربما كنت من الذين يعتقدون أن صلاحهم وإستقامة الأمر لهم في يد السلطان.. فيجرون جري الحمقى من الخوف ليوافقوا أو يرفضوا شيئا قد قدره الله ولا يستطيع تغييره الإنس والجان ؟

حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً

أخي وأختي في الله إن أردتما النصح فنفذ وصية ربك، وانسى وضعك الحالي، فبإحسانك لوالديك سيغير الله حالك من حال إلى حال، وانسى همومك وضعها تحت قدمك عندما تسجد لله شاكرا وحامدا على كل ما أعطاك من نعم، فيزيدك من فضله ويرفع عنك كل الآلام، فهو سبحانه الغفور ذو الرحمة الواسعة وهو الرحمن.

  قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15)

الآن أخي في الله قد اتضحت لك رسالتك، كل ما عليك هو أن تبدأ رحلة النهاية، نهاية الحياة الدنيا بما فيها من عمل ونصب وجزع وأهوال إلى جنة عرضها كعرض السماء والأرض، جنة الرحمن، أنت ووالديك وذريتك، سواء كنت متزوجا أم لا..

أما بالنسبة للفتاة التى تأخر زواجها، فإنني أرى أن تلك الآيات الكريمة هي لها قبل غيرها، فعليها أن تعرف جيدا، أن الله قد أعد لها خير الجزاء بما وضع فيها من قدرة على العطاء، فتوجه بمشاعرك وتلك القدرات الكبيرة على العطاء توجهي بكل ذلك أولا إلى والديك، فأعطيهم من حبك وحنانك ورعايتك، فتضمني جنة الرحمن وتهون عندك الدنيا بما فيها وما عليها.

واسمعي معي قول ربك الرحمن المستعان على كل ما يصف الإنسان:

أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (16) الأحقاف.

سيتقبل منك ربك ويتجاوز عن سيئاتك مهما كبرت، ثم يجعلك من أصحاب الجنة، وعد الصدق من الرحمن المستعان الغفور الودود سبحانه وتعالى عما يصفون. أجعل هذا الدعاء في كل مرة يضيق صدرك بشيئ، وفي كل مرة تهاجمك الأفكار السلبية، وفي كل تحتاج فيها لحنان ربك.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 56 مشاهدة
نشرت فى 9 مايو 2013 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

247,274

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »