نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

 

الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) البقرة

الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)

عزيزي الطالب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في هذه الآيام القليلة المقبلة سأكرس لك وقتي وقلبي وذهني، لأستخرج لك من كتاب الله ما يعينك على  نجاحك في إمتحانك، فنحن في حاجة للناجحين من الشباب، وفي حاجة لأصحاب الهمم، وفي حاجة للنفوس القوية العفية  التى يسري اليقين بالله في جوانبها وجدرانها ومع كل لقمة وكل شربة وكل نفس...

لهذا أستحلفك بالله ألا تتخلف عنا، وأن تقرأ بتدبر وتأني، مرة ومرتان حتى تكتشف رسالة ربك التى خصصها لك في آياته لتنجح في امتحانك وفي حياتك، لتقوى بها ضعفك فى مواجهة  الحياة بمغرياتها، ولتقوي بها ذاكرتك لتستخرج منها الأجوبة التى تحتاجها، الآن دقق معي لو سمحت ...

الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)

ثبت علميا أن مخ الإنسان ينقسم قسمان، القسم الأيمن وهو المسئول عن الحفظ وتخزين المعلومات، وكل ما درستموه ، أما الجزء الآخر من المخ هو المسئول عن الأحلام والتخيلات والإبداع والتصور والتأمل وهو الذي يأخذك في ملكوت الرحمن باحثا ومستمتعا بكل ما يجد في ملك الله لأنه منه وينتمي إليه، الشخص الذي يترك لعقله العنان ولخياله، هو شخص مرح، وهو شخص حاضر الذهن دائما، الآن هيا بنا نعيش مع الآية الكريمة:

ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ

يقول لنا مولانا تبارك وتعالى، لنا ولكل خلقه من الجن والإنس، أن هذا الكتاب لاريب فيه ولا شك، إذا قرأته وبحثت فيه وفحصته ودققت فيه بكل مالديك فلن تجد فيه ما يريبك، معنى هذا أنك إذا لم تجد فيه ما يريبك فستجد فيه ضالتك وما ينقصك وما يتوائم معك وما أنت في حاجة إليه، وهذا واقع تستطيع أن تجربه بنفسك.

هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)

هنا ستجد نفسك في حاجة إلى تقوى الله لكي تهتدي بهدي القرآن الذي نزل به الروح الأمين على خاتم الأنبياء والمرسلين الصادق الوعد الآمين صلى الله عليه وسلم ، تماما كما إنك تحتاج للوضوء لإقامة الصلاة، فإنك تحتاج لتقوى الله ليهديك القرآن...

لا تتململ، فبقليل من الصبر سنصل سريعا لغايتك إن شاء الله...

 

الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)

الآن يقذف سؤال حتمي عند كل عاقل، يسأل إذا من هم المتقين؟ أو ما هي التقوى؟ أو كيف نتقي الله العلي العظيم ؟ أو كيف ندخل فيمن يهتدوا بهذا الكتاب العظيم؟

الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)

ارجو أن تحاول أن تستخدم كل قواك الذهنية والعقلية والقلبية لنعيش معا هذا الآية الكريمة ففيها نجاتنا من الهلاك والظلام، وفيها الطريقة المثلى والسحرية لتحقيق ما نتمنى...

لو رسمنا شكل هرمي.. مكون من ثلاثة نقط، أ.. ب.. ج.. ووضعنا في النقطة إ الإيمان بالغيب، والنقطة ب التى هي رأس المثلث وضعنا الصلاة.. وفي النقطة ج وضعنا الإنفاق في سبيل الله، إذا لوجدنا أنفسنا وكأننا نطير بجناحين ونحلق بعيدا جدا عن الأرض وما يجري فيها...

 والآن المطلوب من حضرتك، أن تتخيل نفسك في طائرة على ارتفاع 1000 متر عن سطح الأرض، وقل لي كيف سترى بلدك؟ كيف ستكون رؤيتك؟ هل أتسعت دائرة رؤيتك بإرتفاعك عن الأرض؟؟

النقطة { أ }

الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ

عزيزي الطالب أنت في حاجة ماسة لتشغيل هذا الجزء المهمل من المخ في حياتنا اليومية، فالطالب يذاكر ويحفظ ما يتلقاه من استاذه، والعامل يعمل حسب قوانين العمل المكلف به، والبائع والصانع وكل فئات المجتمع يعيشون وفق قوانين معينة...

من هؤلاء نجد أن السعداء منهم والذين أنقذوا أنفسهم من الملل والكآبة والقرف الحسي والعقلي، { الإشمئزاز وفقدان طعم الحياة} ينجى من كل ذلك من استخدم الجزء الخاص بالتأمل في مخه، وهو الجزء الذي به نؤمن بالغيب، نؤمن بكل ما أتي به محمد ابن عبدالله صلى الله عليه وسلم ...

النقطة { أ }

الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ

أما عن لماذا؟ نجد أن هذا الجزء عندما نستخدمه يسرح في ملك الله، فهو من طبعه الإستكشاف والتخيل وتحقيق الأحلام والبحث والتحري{ لذلك نرى أن ضابط المباحث البارع هو الذي يطلق العنان لخياله ليصل إلى الحقيقة} بل والعمل على توليدها  في مخ الإنسان، ثم يذهب كالطائر الذكي  يبحث في أرجاء الكون الفسيح ويعود محملا بالمعلومات، ولقد ضرب لنا الله تبارك وتعالى مثلا  بهدهد سليمان، فعش معي الآية بهذا الجزء من عقلك، الجزء الأيسر من المخ لنكتشف معا عظمة الخالق فيما أعطاك من عقل وجسد في غاية الأبداع ...

فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) النمل

أرجو أن تقرأ هذا الجزء من سورة النمل لتعرف مدى أهمية الخيال الذي هو غيب محض بالنسبة لعقل الإنسان

 لكي تشعر  بالثقة الكاملة في نفسك وعقلك عليك باستخدام كل ما اتاك الله من ملكات ومواهب وذلك إنما يكون بإيمانك بالغيب، ولكي تؤمن بالغيب عليك أن تشغل عقللك، تشغل مخك الأيسر المسئول عن  الغيبيات، التى لا تنفصل عن واقع الحياة في كل صورها ومجالاتها، فيكون حالك هو نفسه حال الهدهد الذي كلم مليكه بمنتهى الثقة والأدب { فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ }....

النقطة ( ب )

هي رأس الشكل الهرمي

وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ

 

عندما تترك لعقلك العنان في ملك الله ستجد أن عقلك بدأ يعمل بكامل طاقته، فيتحقق لك الإيمان بالغيب، وتجد نفسك وحال قلبك هو حال رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال له ربه { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ }الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن موجودا في عام الفيل، ولكن هو صلى الله عليه وسلم يصدق كلام ربه وكأنه رآه بعينه...

النقطة { ج }

وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ

إيمانك بالغيب يحملك إلى أن تقيم الصلاة، أي أن تقيم عند أوامر ربك ونواهيه سبحانه، تفعل ما يأمرك وتنتهي عن ما نهاك عنه، وهذا ما عبر عنه أحد الصالحين بقوله التقوى هي أن يراك الله حيث أمرك، وأن تبتعد عن كل ما نهاك عنه، فتجد نفسك تنفق بغير خوف من إقلال لأنك آمنت بأن الله هو الرزاق ذو القوة المتين .

 

 

 

 

 

 

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 56 مشاهدة
نشرت فى 8 مايو 2013 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

247,003

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »