نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ

<!--أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا...{ هذا ينطبق على الإنس والجن نساءا ورجالا، لو كل واحد فينا بحث في نفسه عن مواطن الشرك لوجدنا أنفسنا غارقين في الشرك بالله، اللهم ياعزيز ياقدير، نعوذ بك من الشرك كبيره وصغيره ظاهره وباطنه ما نعلم منه فنجنا وطهرنا منه ومالا نعلم فإنك أنت علام الغيوب وانت الرحمن الرحيم الذي يغفر الذنوب جميعها فنجنا من الشرك برحمتك وقدرتك ومغفرتك يا كريم}.

<!--وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا..{ مسئولية يشترك فيها كل من آمن بالله من آباء وأمهات وأبناء رجالا ونساءا، وعن الإحسان أبحثوا عنه في محاضرات شيوخنا الأفاضل جزاهم الله خيرا عنا وعن الأمة، أما هنا فأقول بقدر ما تحسن أنت إلى والديك أو تسيئ بقدر ما يحسن إليك أبناءك أو يسيئون, }.إحسانك بوالديك يمتد إلى أن تعامل الناس بخلق حسن فينصب ذلك في ميزان حسنات أبويك لأنهم علموك وربوك تربية دينية صحيحة.

<!--وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ. { المعنى الدقيق لهذه الآية الكريمة أن لاتقتل ولدك لأنك تشعر بالفقر المادى أو المعنوي، فالإملاق هو ذلك الشعور بعدم الرضا بما عندك، شعور بالإقلال، تشعر بقلة في كل شيء، حظك وعلمك ومالك حتى زوجتك وأولادك تشعر بأنهم أقل من الآخرين، وهذا ما يدفع الأباء إلى قتل أولادهم معنويا، يشعر الطفل بالفقر وبقلة حظه فتموت فيه الملكات والهواهب، وينمو فيه الشعور بالحقد وسوء الحظ { هذا الشعور هو أول سلاح في يد الشيطان يلعب به في رأس وقلب ونفس كل من شعر بعدم المساواة وسوء الحظ } وهكذا نمت مجتمعاتنا وفيها تلك المفارقات الرهيبة، فالأب يأمر أبنه بالصلاة ثم يراه الولد يضيع ماله ودينه هباءا منثورا بأن يلعن حظه وسوء التوزيع وعدم المساواة، هذا وناهيك عن السب واللعن وإضاعة الوقت والمال بالجلوس على المقاهي ولعب ألعاب الشياطين. وهناك آية فاصلة في هذا الموضوع يقول فيه المولى عز وجل: { فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18) وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20) كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) الفجر.}.

<!--وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ..{ وهكذا يخرج بنا المولى عز وجل من مسئولياتنا عن أسرتنا إلى مسئوليتنا نحو مجتمعنا، فعندما يقيدنا ربنا تبارك وتعالى عن أرتكاب الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وما أكثر ما نرتكب مما بطن من فواحش، فهو سبحانه وتعالى يقيدك أنت كفرد، ولكنه جل وعلا في الوقت نفسه يقيد العالم كله عن اقتراف الفواحش ظاهرها وباطنها.. يعز عليا أن أرى كل هذه المعاني الجميلة وقد فارقناها وابتعدنا عنها. رغم أن فيها الأسس القوية المتينة لبناء مجتمع ظاهره محترم وباطنه الرضا والحمد لله رب العالمين}.

<!--وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ... { وهكذا نعلوا بأنفسنا ويرقي بنا ديننا الحنيف حتى نكون جميعا مسئولين عن النفس البشرية فلا نقتلها، ووضع لنا ربنا إستثناءا واحدا فقال: { إِلَّا بِالْحَقِّ }، يعني قد وكل هذه المسألة للقائمين على إدارة الحقوق بين الناس{ القاضي والحكومة }.. فليس لأي فرد أن يتعرض لهذه المسألة فيعرض نفسه للجزاء الدنيوي ولمقت ربه وعذابه في الدنيا والآخرة.

ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151)

{ إن أردت أخي في الله أن تكون من العاقلين بشهادة رب العالمين فعليك بتطبيق وصاياه، وقد وضعها الرحمن الرحيم في صورة وصايا حتى تتقبلها النفس البشرية ولا تهرب منها كما هي العادة، فهي ليست قوانين وليست أوامر ونواهي ولكنها وصايا.. وممن؟ من رب الخلق كلهم أجمعين، من الذي به آمنت وعليه توكلت، وهو الذي خلقك ورزقك وكفلك وإليه مرجعك، أخي في  الله أيهما أحب إلى نفسك، أن يقول عنك العالم كله أنك عاقلا؟ أم أن تحصل على هذا اللقب من رب العالمين ؟ }.فتكون عاقلا بحق؟

<!--وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ..{ مزيدا من الرقي الإجتماعي والنزاهة والحرية والعدل والمحبة وأواصر المودة بين الأقوياء والضعفاء. بعد أن طبقنا وصايا ربنا السابقة، يرتفع بنا مولانا، ونعلو مع وصاياه إلى درجات عالية من الأخلاق الحميدة القرآنية الربانية، والتى كان عليها خاتم الأنبياء والرسل صلى الله عليه وسلم . { وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ }، يالحظ اليتيم في بلد أسلم لله رب العالمين وطبق وصاياه، معنى الإستثناء من الله كما شرحه المرحوم الشيخ الشعراوي، هو أن تنمي ماله ولا تقربه فتضعه في تجارة ولاتقربه ويأكل اليتيم من مالك أنت وهذا هو الإحسان، فعندما يكبر اليتيم يجد ماله وقد زاد ولم ينقص... كم نحن في حاجة إلى تطبيق هذه الوصايا حتى نخرج مما نحن فيه ونتمتع بأعلى درجات الإنسانية والتى تشتمل على المحبة والمودة والعطف والإحترام والعدل وا|لإحسان، وكل ما بقي من الفضائل الحميدة والتى وضعها لنا ربنا في وصاياه، ربي ما أرحمك، وما أعدلك، علمت فينا ضعفنا وعلمت فينا سقوطنا وعثرتنا فوضعت ما ينقذنا مما نحن فيه الآن، اللهم رب محمد وإبراهيم رب العالمين الرحمن الرحيم ردنا إليك ردا جميلا ولا تسلمنا لإعداء الإنسانية واغفر لنا ذنوبنا وتوفنا مسلمين لك الوجه والدين برحمتك يا أرحم الراحمين. والصلاة والسلام على أشرف المرسلين والحمد لله رب العالمين}.

<!--وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا..{ يا ألله,, أقولها حتى ترتاح نفسي بها، كم نحن في حاجة لتلك الوصية خاصة، يارب العالمين لن ينقذنا مما نحن فيه إلا أنت، يارب لم أعد أرى إلا رحمتك ووصايك، اللهم بلغها لكل من أراد لنفسه الخير يارب العالمين، لكل من تاه عنها في زحمة الحياة، لكل من تركها وذهيب يستمع لغيرها، اللهم إني أدعوك باسمك الله وباسمك الرحمن وبكل أسماءك الحسنى أن ترد كل من تاه عن وصياك ونداءاتك إلى ماجاء فيها وأنقذنا بها مما نحن فيه من ضلال وضياع.آمين آمين آمين وصل اللهم وسلم على أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم}.

<!--وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى...{ بنظرة سريعة لمجتمعاتنا اليوم نكتشف حاجتنا الماسة والضرورية لهذه الوصية، التى هي قمة العدل والحكمة والإنسانية، عندما نقول الحق فقد حققنا الإيمان بالله فينا, وعندما نقول غير الحق فيخرج الإيمان من قلوبنا مسرعا، فقد سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم { أيكون المؤمن جبانا؟ قال نعم، فسألوه أيكون المؤمن بخيلا؟ قال نعم، ثم سألوه هل يكون المؤمن كاذبا فقال لا..} وهنا في هذه الوصية ليس فقط يوصينا ربنا بقول الحق ولكن بالعدل فيه، وهذه أكبر مرتبة ونزاهة وعدلا.}.

<!--وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا...{ هذه يراه ويشعر بغيابها من مجتمعاتنا كل من يعيش فيه. وأذكر هنا حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم :{ " لا إيمانَ لمن لا أمانَ لَهُ ولا دينَ لمن لا عَهدَ لَهُ  " }.  

ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152)

{هذه الشهادة الثانية من العزيز الحميد بأننا متذكرين ذاكرين ومذكرين بما وصانا به الرحمن الرحيم، وهذه تحتم علينا أن نتذكر ذلك دائما ونذكر بها غيرنا }.

 

<!--وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ...{ هذه هي الفاصلة، والقاسمة، التى تفصل في الأمر كله، وتقسم العالم كله إلى قسمين،إما تقيا، وإما غير ذلك، ندعو في كل صلاة قائلين           { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } وهانحن أمام كلام رب العالمين يقول لنا بمنتهى الوضوح           { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا }لكي نتذكر هذا الكلام عندما ندعوا ربنا بأن يهدنا صراطه المستقيم، الذي قد أوضحه لنا في هذه الوصية، ثم يأمرنا أمرا حازما ولأول مرة في كل الوصايا بأن نتبعه ولا نتبع السبل { فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ } وما أكثر السبل التى إتبعناها، وما أكثر المفارقات التى لقيناها، وما أكثر المتاهات التى وقعنا فيها من أثر تركنا صراط الله المستقيم..فوجدنا أنفسنا الآن أمام ما حذرنا منه ربنا جل  وعلا..{ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ }. اللهم أخرجنا مما أوقعنا فيه أنفسنا بأيدينا بعدم إتباع وصاياك، رب العالمين قد تاهت عنا فاغفر لنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، ربنا إنا تبنا إليك فاغفر لنا وردنا إليك ردا جميلا يارب العالمين وأجعلنا من القائمين على وصاياك نعمل بها ونوصي بها أهلنا وإخواننا فهي بالنسبة لنا حبل النجاة الذي أرسلته لنا من رحمتك بنا.

ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) الأنعام.

الشهادة الثالثة من رب العزة ذو الملكوت والحبروت والعزة والكبرياء، التى يعطيها المولى عز وجل لكل من نفذ وصاياه، ولكل من طبقها في حياته العامة والخاصة، وهي تردنا إجباريا إلى أول الكتاب، بعد أن قال فيها{ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا } وهو ما ندعو الله به في كل صلاة، ثم لقوله عز وجل  { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }، هذا يردنا إلى أول سورة البقرة والتى حدد فيها المولى عز وجل أن القرآن لا يهدى إلا المتقين، فقا ل عز وجل في محكم آياته:{ الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) }، ثم يوضح لنا ربنا من هم المتقين.

الآن عندي في خاطري عدة أسئلة وهي فقط للتذكرة، وللموعظة:

<!--هل يعقل أن نعبد الله عز وجل ولا نعلم شيئا عن وصاياه؟؟

<!--هل من المعقول أن يوصي الأب أولاده بكل شيئ ولا يوصيه بوصابا رب العالمين؟

<!--هل من المنطق أن نتبع كل من هب ودب من غير الله ثم لا نتبع وصايا ربنا؟

<!--هل تعرف معنى أن يوصيك أحد؟

<!--هل تعتقد أنه من الممكن أن تشتري جهازا في غاية التعقيد باهظ الثمن ثم تستعمله بغير وصايا صانعه؟

<!--هل ستعمل بوصايا ربك بعد أن عرفتها؟ مع العلم أنك من الآن أصبحت مسئول عنها أمام ربك،عن تنفيذها وتطبيقها ثم أن توصي بها كل من يعقبك ممن ترعى من الناس. وذلك حتى لاتكن ضمن ما شملتهم الآية التالية: {  قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآَيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127) سورة طه }.

إن شاء الله تعالى سنبدأ دورات تدريبية وضعها الله تبارك وتعالى لنا في كتابه الكريم وسوف تساعدنا كثيرا في تطبيق وصايا ربنا. وذلك في نادي العضلا ت الإيمانية على هذا الربابط: http://forum.amrkhaled.net/showthread.php?522414-%C7%D1%D4%ED%DD-%E4%C7%CF%ED-%C7%E1%DA%D6%E1%C7%CA-%C7%E1%C7%ED%E3%C7%E4%ED%C9-%E1%E1%E6%DE%E6%D1-%C7%CD%E3%CF-%C7%C8%D1%C7%E5%ED%E3-%C7%CA%E3%E4%EC-%E1%DF%E3-%E1%E1%DE%E1%E6%C8%DF%E3-%C7%E1%C7%D3%CA%E3%CA%C7%DA-_&p=1054895420&posted=1#post1054895420

الأثنين 28 يناير.

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 108 مشاهدة
نشرت فى 30 يناير 2013 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

249,437

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »