بذكر الله وتسبيحه نكتشف
أسرار الحياة المتوارية خلف أسوارها
السبت 29/12/2012
**^**^**
وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82) الكهف
**^**^**
كل سور تجده في حياتك، يعوق مسيرتك نحو هدفك، { أي مشكلة تواجهك، أي عقبة تقف في طريق تقدمك } أعلم أنك أنت الذي صنعتها، وكن على يقين من أن الله برحمته قد خبأ لك من وراء هذا السور حكمة عظيمة كبيرة بالنسبة لك، وغالبا ما تكون هي سر تعثرك، فإذا ما اكتشفتها واستغفرت الله عنها تحولت إلى سر تقدمك وتحقيق أحلامك وأهدافك، فبضل الله تتحول تلك العقبة إلى كنز حياتك.
فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا. الكهف.
كلنا يجزع كما فعل سيدنا موسى عليه السلام، لأنها طبيعة البشر، فلا تستسلم لنفسك وجزعك، ولكن تريث وتنفس الصعداء ثم قل إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم راجع نفسك لتكتشف سر تعثرك.
لذلك عليك أن تبحث في نفسك لماذا وضع الله أمامك هذا السور أو هذه المشكلة أو تلك العقبة؟ ولكن حذار أن تلوم غير نفسك، فقد قال لنا المولى في محكم آياته:
مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ
وليكن دليلك الرباني في الحياة، وشعارك الذي لا يمكن أن تحيد عنه، وعقيدتك الراسخة في نفسك رسوخ الجبال، ما قاله الله تبارك وتعالى مخاطبا ا|لإنسان ذلك الذي كل شيء فيه معجزة ويدل على عظمة الخالق مما يدعوك للثقة بالله العلي العظيم ..
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ
وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ
هذا شعار وضعه الله لنا لكي لا نحزن ولكي نستطيع أن نواجه الحياة كالجندي الشجاع المقدام والذي لا يخشى إلا الله، كن كالمقاتل في سبيل الله، واعلم علم اليقين أن ما يواجهك من عقبات ليس إلا لتصحح مسارك، فابحث عن خطأك واستغفر الله عنه فيتحول بإذن الله هذا الخطأ إلى كنز جديد عبارة عن طاقة تستمد منها تقدمك في الحياة..
فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا
وإذا ما اعترضت عليك نفسك، أو بعض من حولك من الناس فليكن ردك عليها وعليهم عسى ربي أن يجعل فيه خيرا كثيرا.. فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128)
أحيانا بمكر بنا الناس ويسببون لنا كثيرا من الأحزان والآلام، فامتثل لأمر ربك لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ولا تبتأس وفوض أمرك لله فهو سبحانه ولي الصابرين وهو مع المتقين كما إنه سبحانه وتعالى يحب المحسنين.
إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6) فاطر
ولا تنسى في هذه الرحلة رحلة حياتك أن لك عدو لدود كيده ضعيف ليس له سلطان إلا على ضعيف الإيمان الذي اتبع هواه، فاستعذ بالله منه فإن رجيم ومطرود من رحمة الله.
هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (9) الحديد
وامضي في سبيلك مستغفرا مسبحا بحمد ربك يكن معك وينور لك بصرك وسمعك ويسدد خطاك ويزلل كل عقبة في مشوار حياتك، فإنه سبحانه بنا رؤف رحيم.
التمرين الثالث إن شاء الله سيكون بمثابة أكسير الحياة والحيوية والنشاط، مصدرا ربانيا للطاقة النوارنية الإيجابية والتى تدفعنا دفعا إلى كل ماهو خير وإيجابي .. فاستعدوا بكثير من الذكر والتسبيح والإستغفار.. فهما مدخلنا إلى الطهر والنقاء وصفاء النفوس.
ساحة النقاش