الإستغفار يمحو الآلام، ويداوي الجروح، ويحقق لنا أحلامنا وطموحاتنا
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين المبعوث هدى ورحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم
أعرف أن كلنا عندنا ما ينغص علينا حياتنا.. واعرف أن لكل واحد فينا ألام دفينة، لا يستطيع أن يظهرها، ولا يستطيع أن يخبر بها أحدا، وهذه الآلام قد تكون عضوية أو نفسية، ...
ومعظمها يأتينا من الآخرين، وهؤلاء الآخرين قد يكونوا قريبين أو بعيدين.. هذا يحدث لأننا أحياء، ومعنى كلمة أحياء أي مؤمنين.. فالكافر مات قلبه، فهو يحيى بلا قلب، ويرى بعينيه ولكنه لا يرى شيئا من الحق، ويسمع بأذنيه ولكن لا يسمع إلا الضلال.. وهذا لأن قلبه مات...حتى عندما يتألم فهو يهرب إلى شيطانه في البار { الحانة } يتعاطي ما يخمد فيه عقله وحسه..
أما نحن والحمد لله فينا حياة.. وذلك لأن القرآن روح، ودعوة محمد صلى الله عليه وسلم فيها حياة، وحركة وبركة ورحمة من الله ونور وهدى..
لكن كل من آمن بالله، معرض للنسيان، لذلك جعل لنا ربنا الإستغفار... لقد نسي آدم وأكل من الشجرة.. ولكن الله سبحانه وتعالى ألقى إليه كلمات فتلقاها آدم عليه السلام فتاب عليه ربه..
وهنا مربط الفرس... اليوم فقط سألفت نظركم لهذه النقطة... وفي المرة القادمة إن شاء الله سنتكلم بالتفصيل الممل عن هذا الموضوع:
لقد أخطأ آدم... شعر بخطأه... ظهرت له في الحال نتيجة خطأه... بانت له سوأتهما.. أخذ يجري يمينا ويسارا يتوارى ويداري سوأته وسوأة زوجته... والشيطان يضحك منهما، وهذا نفسه ما يحدث معنا عندما نخطئ
لقد مر آدم بهذه التجربة لكي يفتح لنا طريق التلقي من الله عندما نخطئ... وهذا هو الفارق بين معصية آدم ومعصية الشيطان.. الشيطان تكبر وأبى ولم يستغفر ولم يتب .. أما آدم شعر بفداحة ذنبه... ولم يكن يعرف شيئا عن التوبة... فظل يجري يمينا ويسارا ولايدري ماذا يفعل... هل سيعاقبه ربه؟ هل سيطرده من الجنة؟ هل سيظل هكذا عاريا هو وزوجته؟ ماذا أفعل؟ كل هذه الأسئلة دارت بذهن آدم عليه السلام وهو حائرا نادما خائقا وجلا من ربه ومن عقاب ربه، ومستحي من نفسه فقد أكرمه ربه وأسجد له ملائكته وهو يعصاه بخطأه...
هذه اللهفة، وهذا الجزع والخوف من عقاب ربه، وهذا الندم، وهذه الحيرة في ماذا يفعل، كل ذلك كان بابا كبيرا يعود منه آدم إلى ربه..
فألقى إليه ربه بكلمات ... فتلقاها آدم متلهفا ومتشوقا وشاكرا وحامدا لله أن علمه كلمات يتوب بها إلى الله... وتاب عليه ربه ... وجعل من التوبة والإستغفار طريقا للعودة إلى الله...وذلك لكل بني آدم
هل عرفتم الآن قيمة الإستغفار؟... إنه هو طريق عودتك إلى النور، وهو طريقك المؤدي إلى راحتك النفسية، وهو وسيلتك للوصول إلى الله العلي العظيم .. هو المسكن الطبيعي لكل ما لدينا من آلام... وهو وسيلتنا المؤكدة لتحقيق أحلامنا وطموحاتنا وأحلام أولادنا وصلاحهم وهداهم، هم وكل من نحب في الله...
ولكن بالصبر والصلاة والعزيمة على الرشد.
إلى لقاء قريب أستودعكم الله... عيشوا كلمات الله في كتابه الكريم
وأقرأو سيرة افضل خلق الله وخاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم
ثم انتظروني فلكم من الله فتح قريب إن شاء الله
الخميس 29/11/2012
ساحة النقاش