خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ
إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) التوبة.
مالكم يا أهل التمرينات والعضلات الإيمانية؟ أين أنتم ؟ هل مللتم؟ هل طال عليكم الآمد؟ ألم تصلو بعد لتذوق حلاوة الإستغفار؟
والله إن له حلاوة لو عرفتموها ما تركتموها... الإستغفار مع التأمل ... التأمل فيما ارتكبنا من أخطاء ومعاصي، واستشعار حلاوة التوبة فهي غسيل للعقل والقلب والفؤاد من الذنوب ....
على أي حال اليوم أحضرت لكم وجبة دسمة جدا، دواء سينشطكم مئة بالمئة.. آية من آيات الرحمن، يأمر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يأخذ منا صدقات، ليطهرنا بها الله، وليرد لنا صلاتنا على رسوله
خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا
أجعلو مع إستغفاركم صدقة حتى لا تملو، وحتى لا تغلبكم أنفسكم، فالنفس قد تعودت أن تفعل ما بدا لها طيلة عمرك، أما اليوم فعليها أن تنصاع لك أنت، أجعلها جزء منك ، ولا تكن أنت جزءا منها، في كثير من آيات الرحمن يقول تبارك وتعالى :
وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) آل عمران
لا تظلم نفسك باتباعها، وتلبية رغباتها وشهواتها، ووسيلتنا الوحيدة في ذلك هي الإستغفار من كل ما أكتسبنا من ذنوب في الماضي، ليس من المنطق أن ترتدي حلة جديدة بغير أن تستحم لتنظف وتطهر جسدك، إن لم تفعل ذلك فلن تشعر بلذة الزي الجديد..
خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا
نفذ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وتصدق بشيئ تهواه نفسك، أو صم يوما لله، أو جاهد رغباتك وشهواتك وشيطانك وقم الليل تهجدا..
أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (13) المجادلة
إن لم تستطع أن تغلب نفسك وتقدم لله صدقة وأنت تستغفر، فعلى الأقل قم بعدل ذلك صلاة وقياما وزكاة وطاعة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ...
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6) التحريم.
هل سمعت نداء ربك؟
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارا
الآن أنت مسئول عن نفسك وأهلك، فاستغفر لنفسك ولأبويك ولكل من تحب من خلق الله.. أخي في الله لقد تربينا في مجتمعات عاشت ونمت وترعرعت على النميمة والظلم الإجتماعي وعدم المساواة والأخذ والعمل بأفكار وتقاليد وعادات الكفار..
وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا (36) النساء
أرأيت كيف جعل الله حقوقا واجبة النفاذ لوالديك وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار غير ذي قربى وصاحبك الذي بجانبك وابن السبيل وكل من يعمل في خدمتك، أمرك الله بالإحسان إلى كل هؤلاء...
فابحث في ذاكرتك عن مواطن التقصير في حق كل هؤلاء الناس الذين أمرك الله أن تحسن إليهم، وستجد أول ما تجد إن كنت صادق في بحثك، ستجد كثيرا جدا من الخلق وقد أسأت إليهم بدلا من أن تحسن إليهم.
أحيانا نقع في الغيبة والنميمة بغير أن نتكلم... فبمجرد رؤيتنا لشخص ننقده في سرنا، سرنا الذي يعلمه الله ونهانا عن ذلك نهيا قاطعا... فاستغفروا الله من كل تلك الذنوب ..
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ
نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ
أجعل كل من حولك من أهلك وإخوانك يرونك وأنت تستغفر الله من كل تلك الذنوب التى ارتكبتها في حق الناس... فربما قلدوك واستغفروا ربهم مثلك فتأخذ ثوابهم...
أو بعد أن تستغفر أنت من ذنوبك، وتشعر بدموع الندم على ما ارتكبت من معصية ربك، قم بنصح من هو قريب منك، لا تنصحه قبل أن تتأكد أن الله قد غفر لك، وعلامة ذلك أن تشعر بندم حقيقي على ارتكابك هذا الذنب، فإذا ما ذرفت الدموع كان دمعك هو دليل أن الله طهرك من ذنوبك... الآن قم بالنصح فسيستمعون لك.
الآن عزيزي وعزيزتي المتدرب والمتدربه سأقدم لكم آخر نداء من الرحمن الرحيم لعباده المؤمنين في قرآنه الكريم، 89 نداءا، بدأها كلها بيا أيها الذين آمنوا... فلبي آخر نداء لربك يدعوك فيه لتتوب، فلبي دون تقاعس فقد يكون هذا النداء آخر فرصة لك في حياتك فلا أحد يدري متى تحين ساعته:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8) التحريم.
هل عرفتم الآن لماذا بدأنا بالإستغفار؟؟ إن كانت الإجابة بنعم فلا تنسو ذلك أبدا، فإن التوبة النصوح هي التى لا نفاق فيها ولا رياء، بل هي توبة صادقة، يصحبها الندم والدموع والتذلل لله ليغفر ما ارتكبنا من ذنوب وحماقات ونميمة وسب ولعن وكل ما أصبح عادة عند معظم الناس إلا ما رحم ربي..
نصلي ولا نغض بصرنا، فلا صلاة لنا، ونصلي ولم نستشعر في قلوبنا أننا بين يدي رب عظيم... واسمع معي كلام ربك في هذا الشأن...
إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34)
كان لا يؤمن بعظمة الله، ولا يستشعر عظمة الله، ولا يشعر بصغره وحقارته وضعفه وقلة حيلته أمام العلي العظيم، وكأني أرى علامة الإيمان بالله العلي العظيم هي الحض أي الأمر بإطعام المسكين.. يا سبحان الله، يا أرحم الراحمين، كم من مرة رأينا المسكين يتضور جوعا ولم نقدم له شيئا ..
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) أول سورة الحج.
تقوى الله هي محورنا الثالث.. فنحن نعمل على ثلاثة محاور العقل والذاكرة ثم تقوى الله. وهذا للتذكرة.
ساحة النقاش