نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

تحرير العقول من غزو الفلول

اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن

الهم هو القوة العاشرة حسب ما يلي :

1ـ الجبال الرواسي. 2ـ الحديد يقطع الجبل. 3ـ النار تأكل الحديد. 4ـ الماء يطفئ النار.5ـ السحاب يحمل الماء. 6ـ الريح يحمل السحاب. 7ـ الإنسان يتوارى من الريح.ويتحكم فيه.8ـ  السكر يغلب الإنسان. 9ـ النوم يغلب السكر. 10ـ الهم يغلب النوم.

روى أبو داود عن أبي سعيد الخدري قالدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذات يوم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار يقال له: أبو أمامة، فقال يا أبا أمامة: ما لي أراك جالساً في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، قال: أفلا أعلمك كلاماً إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك وقضى عنك دينك؟ قال: قلت بلى يا رسول الله، قال:

{ قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال}.  قال: ففعلت ذلك فأذهب الله عز وجل همي وقضى عني ديني

الآن سنمضي مع الحديث واحدة واحدة ,, حتى نفهم الحكمة من هذا الدعاء الجليل.

اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن

لو نظرنا إلى طبيعة الهم، نجد أنه هو القوة العاشرة في كلام سيدنا علي ابن أبي طالب، فالهم يغلب النوم وهو قوة رهيبة ، القوة العاشرة التى هي أقوى من النوم والسكر والإنسان، والريح والسحاب والماء والنار والحديد والجبال... هل تذكرون؟ 

عظيم إذا عندما يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستعيذ بالله من الهم، فعلينا أن نستعمل عقولنا في هذا واحدة واحدة{ شوية شوية } ...

نظرت في تسلسل الحديث وجدت أنهم ثمانية أشياء قاتلة .. تحبط الإنسان وتصيبه بالدمار ... فالهم يسلمك للحزن، والحزن يسلمك للعجز{ لأن الحزين يفقد  عزمه وقابليته للعمل  فيعجز } والعجز يسلمك للكسل { وذلك بما إنك عاجز عن القيام بأي عمل إلا قهرا وبغير حافز فهذا في حد زاته  يجعلك كسولا خاملا}، ثم الكسل يسلمك بضاعة جاهزة للجبن فتصبح جبانا بالجبلة، لأنك مهمو وحزين وعاجز وكسول، كل ذلك يجعل منك جبانا، فإذا كنت جبانا سلمك الجبن إلى البخل، لأن البخيل لا يقدم شيئا لنفسه أو للآخرين، ثم إذا كنت كل ذلك مجتمعا سلمك البخل إلى غلبة الدين فتستدين لتعيش، والدين يجعلك لمن تستدين منه أسيرا فيقهرك.

إذا ما الحل؟

الحل تركه لنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

مَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ

عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

"مَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ ، وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ".

أخرجه هناد (2/355) ، والترمذي (4/642 ، رقم 2465) وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2 / 670).

إذا الهم وهو القوة العاشرة إن لم نجعله لله ، بمعنى أن تكون الآخرة هي أكبر همنا، وأن تكون الدنيا بما فيها وما عليها في مكانها الطبيعي من قلوبنا وعقولنا ونفوسنا على أعتبار أنها مرحلة نمر بها مرورا في طريق عودتنا إلى الجنة، فلا نحمل منها ما يؤخرنا عن ربنا، ويثقل حملنا ويبطئ سيرنا...

وكل ما حملناه من الدنيا موجود داخل عقولنا وقلوبنا ونفوسنا، تحجب عنا النور الإلهي، لذلك وجب علينا تحرير عقولنا أولا، فإذا ما حررناها من ما يعطل سيرنا إلى جنة الخلد ، خرج من قلوبنا ونفوسنا حب الدنيا ، وأصبحت بالنسبة لنا مجرد زاد نتزود به لنواصل رحلة العودة إلى ربنا.

وتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ

وهنا يذكرنا المولى عز وجل برحمته وعزته وكرمه وحنانه وحبه لبني آدم ولعباده الذين به آمنوا ولمن اتبع رسله ورضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمدا صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا :

الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197) البقرة

ولو قمنا بعمل رسم بياني  لأقوى عشر أشياء لوجدنا الهم في أعلى نقطة، فكان همك لله زدت علوا وصعودا، وأما إن كان همك فيما هو أدني منك هبط إلى حيث هممت إلى  أسفل منك....

لقد عثرت على مقالة في النيت أعجبت بها كثيرا وهي جاءتني اليوم فهي من رزقنا، يقول كاتب المقالة: لما سافر موسى إلى الخضر وجد في طريقه مس الجوع والنصب فقال لفتاه :

 [ آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا ] فإنه سفر إلى مخلوق ، ولما واعد ربه ثلاثين ليلة وأتمها بعشر فلم يأكل فيها ، لم يجد مس الجوع والنصب ، فإنه سفر إلى ربه تعالى ، وهكذا سفر القلب وسيره إلى ربه لا يجد فيه من الشقاء ما يجده في سفره إلى بعض !!!

22/11/2012

Principio del formulario


  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 68 مشاهدة
نشرت فى 22 نوفمبر 2012 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

245,340

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »