إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4)وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ(5) القصص.
أراد الله أن يمن على الذين اسضعفوا في الأرض ويجعلهم الوارثين.... وهذا مع فرعون....
لمثل هذا دعوتكم... أن نعود الى الله مستغفرين تائبين، وكي يخلصنا من أعوان فرعون، عندما مات فرعون، أغرقه الله هو وجنوده، ولكن ما حدث في ثورة يناير، أن أغرق الله فرعون في بحر ذنوبه، وجعله يستسلم كما استسلم فرعون رغم كبرياءه وعجرفته{ إستسلم رغم أنفه }.
ولكن لازال هناك فراعنه حقيقيون، كانوا يرتكبون ما يرتكبون واضعين الحمار أمامهم ليدفع عنهم غضب الناس ويتحمله وحده، ويدفع عربة أوزارهم....
و لقد أطاح الله برأس الفساد ، ولكن جذوره لا زالت باقية، فلو إننا استسلمنا لله، واعترفنا له بفضلة ونعمته علينا بأن ازاح عنا رأس الفساد، وأصبحنا مستسلمين لله مستضعفين لله ، فقد يمن علينا ويقضي على الطغاة ويرثنا الآرض كما فعل مع من كانوا قبلنا ولا اريد ذكر اسمهم.
هل وضحت الفكرة... لقد استسلمنا لطاغية من وراءه طاغية من وراءه طاغية، وخلصنا الله منهم جميعا، أما آن الآوان لنستسلم لله رب العالمين ليخلصنا من جذور الفساد؟ ما منا من مخلوق إلا وكان الفساد يوما غذاءه...فقد أكلنا الخبز الذي منحه الله لنا ولكن فيه دس من دسائس الشياطين، شياطين الإنس والجن.
لذلك أقول طهروا قلوبكم ونفوسكم وعقولكم مما علق بها من مشاعر وافكار ونوازع فاسدة، وعودا إلى الله طاهرين متطهرين مستغفرين، واقسم لكم بالله العلي العظيم أنه سبحانه سيصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم، وسيهدي لكم رئيسكم حتى ولو كان فرعون أخر.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) الأحزاب.بمجرد أن نقول قولا سديدا، أنظروا معي كيف هي النتيجة.
هيا بنا نجمتع كلنا تحت لواء واحد... لواء الإيمان... هيا بنا نجتمع جميعا آباء وأبناء وإخوان وأخوات وأمهات، هيا بنا جميعا نجتمع تحت لواء الإيمان بالله ونلبي نداءه {{ يا أيها الذين آمنوا }} والذي جاء في كتاب الله 88 مرة،
ففي كل مرة يحمل إلينا أمرا بمعروف وهو خير، أو نهيا عن منكر وهو أيضا خير.... هيا بنا نلبي نداء ربنا ونحيي وصاياه في قلوبنا وقلوب أبنائنا... وصايا الرحمن لعباده الكرام... والتى أشعر بيقين أن الله سبحانه وتعالى إدخرها لشباب هذا العصر...{ الوصايا موجودة في سورة الأنعام في الآيات 151،152،153 } .
هيا بنا نشكل مع من نحب من أهلنا واصدقاءنا وزملاءنا نشكل معهم دوائر وحلقات ذكر، نعاهد فيها الله أن نلبي نداءاته ونعمل بما جاء فيها..
من يعاهدني على ذلك؟ هيا بنا هنا نتعاهد ونتعارف ونتوحد، نوحد أفكارنا، ونوحد مشاعرنا، ونوحد أهدافنا، ولاتنسوا أن المولى عز وجل قد فعل هذا فجعل غاية الوجود لكل من يؤمن بالله واحدة...
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) } الذاريات ...
من سيوافق على هذا؟ .... من سيمد يده لنتصافح ونعبد الله كما أمرنا وعلى مراده؟؟ ولكن بغير أذى ... وبغير فتنة... وبغير أن نضر بالآخرين، أو نسبهم أو نعاديهم... فقط سنعبد ربنا كما أمرنا ونلبي نداءه ونعمل بما جاء فيه....
والله لولا حبي لمصر واهل مصر ولكل مسلم موحد بالله ما تقدمت بمثل هذا...أريد أن يردنا مولانا ردا جميلا... لأننا مطالبون بثلاثة أشياء هي دليل الإيمان بالله....
- النهي عن المنكر.
- الأمر بالمعروف.
- الإيمان بالله ، والذي هو دليل حبنا لله ولرسوله ولصلاح الأمة.
ليس معنى كلامي أن لا نختار رئيسنا، على العكس تماما ... هيا بنا نجتمع لنناقش البرنامج الذي وضعه كل واحد منهم ... ثم نتفق كلنا على أحدهم ، ثم نتوكل على الله ...
أنا في انتظار ردكم وموافقتكم.... هلموا إلى الله، كل في مجال اختصاصه، وبغير شغب، وبغير ضرر، فقط سنلبي نداءات ربنا، ونبدأ بإصلاح أنفسنا أولا....
لقد أجمع العلماء ... على مقولة جميلة وقوية ونافذة وهي:
{{ إصلح ما بينك وبين الله يصلح الله ما بينك وبين الناس }}.
ساحة النقاش