نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

الخوف

الخوف الذي حير العالم كله... لم يترك إنسان إلا ونفذ إلى أعماقه... لم يدع مخلوق إلا وأرعبه رعبا... حتى الجماد... فقد وقع الجبل دكا وخر موسى صعقا... حتى الحيوان ...

الإنسان الغربي... الأغنياء منهم والمثقفين... بذلوا أقصى بما بوسعهم ليتغلبوا على الخوف... إنهم يذبون ذوبا أمام إعصار أو زلزال أو مرض خبيث، ... تجد الغني منهم وقد تملك منه الخوف من كل شيئ... أقسم لكم أنك لو بحثت في أعماق أحد الأغنياء الملحدين تجده يخاف حتى من نفسه، لذلك قد استخدمهم الشيطان ليحاربوا الإسلام... لقد حول خوفهم من الحياة إلى خوف من الإسلام... يعرفون أن الإسلام لو ظهر فسيقيم ويحقق العدل والأمن بين الناس، وهذا الشعور يقتلهم قتلا...لأنهم لا يستطيعون الحياة بغير ظلم.

عندما تزوجت في مستهل عمري... قلت لزوجتى .. اليوم الذي يحدث فيه بيننا مشكلة .. هذا يوم قد اختفى فيه الحب... فإذا ما حاولنا أن نتذكر في الوقت المناسب أنه كان هناك حب ، فربما تغلبنا على المشكلة التى بيننا لو أن شعورنا بالمحبة كان أكبر من المشكلة...

الخوف يبدأ في حياة الإنسان عندما يترك الخوف الواجب ... هناك خوف واجب لا يمكن أن نتغافل عنه... خوف إن تركناه هجمت علينا كل مخاوف الدنيا.. وخوف لو اتبعناه لكفانا كل خوف سواه... ألا وهو الخوف من الله العلي العظيم .

إن الخوف يدخل في كل مجالات الحياة... ويصعب حصره ، كما يصعب تحديده لأنه يختلف من إنسان إلى آخر...ولكن هناك سؤال وجيه وسوف نبدأ به إنشاء الله...

ماذا نفعل لكي نتغلب على الخوف؟

يجيب على هذا السؤال المولى عز وجل ... والذي قال في محكم آياته : {{ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38)}}.

 بما أن المولى عز وجل لم يفرط في الكتاب من شيئ، وبما أن الخوف هو عائق حقيقي في طريق تقدمنا ورقينا ونجاحنا في الحياة، إذا فلايد وأن نجد في كتاب الله  كل شيئ عن الخوف...  وهذا هو محور لقاءنا اليوم...

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) البقرة.

هذا هو النداء الثاني ... وأعتقد أنه سيصاحبنا في جميع مراحل حياتنا.. لأن فيه الدرع الواقي من كل ما نخاف... ومن كل ما يواجهنا من مشاكل، ومن كل ما يصيبنا من إبتلااءات... فقد جعله الله سبحانه وتعالى درعا واقيا لكل من آمن بالله ولبى نداءه...

الخوف من الموت هو أكبر شيئ يصيب الإنسان... لذلك يطمأننا ربنا أن من يموت في سبيل الله هو في حياة أخرى عند الله.. وهي حياة افضل ملايين المرات من حياتنا التى نعيشها الآن ... ليس فيها خوف ولا كذب ولا قتل ولا مظاهرات ولا سجون ولا هجر ولا لوعة ولا بكاء ولا حزن، ولا آلالام ولا أي شيئ غير السعادة والهناء وراحة البال... والمتعة الحقيقية الخالدة....

لكن عندما نخرج من معية الله... عندما نترك طاعة الله... وأنا أقصد هنا طاعة النوافل التى هي قربى لنا... والتى تقربنا من الله .. والتى قال الله فيها: {{ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79) الإسراء}}، النوافل تقربنا من الله زلفة، وهي سبب لنوال ما عند الله من نعم تخفى علينا، ففي آية أخرى يقول المولى عز وجل: {{ وَو�

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

249,363

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »