نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tabla normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin;} </style> <![endif]-->

الأسس الربانية لتحقيق السعادة الأبدية في الحياة الزوجية.

            بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين المبعوث بالحق هدى ورحمة للعالمين ..اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير، واشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم ... اما بعد .. أوجه رسالتى هذه إلى كل شاب مقبل على الحياة .. وإلى كل من يريد بناء أسرة سعيدة، وإلى كل من يبحث عن الأمن والأمان، وإلى كل أب يريد أن يأخذ بيد أولاده إلى بر الأمان، وإلى كل أم أحبت أولادها وضحت من أجلهم، وإلى كل فتاة تريد أن تحفظ نفسها وتصون كرامة أهلها.. وإلى كل من بحث ويبحث عن الحب الصادق المنزه من الأغراض الدنيئة والمصالح الشخصية، وأيضا اوجه رسالتى هذه إلى كل من أراد أن ينجى بنفسه وأهله من تلك الدوامات والتيارات الجارفة التى تصب بنا فيما لايعلم عقباه إلا الله ..

            لما لاحظت في هذا الفترة الأخير من الزمن كثرة المشاكل بين الناس، وفشل الكثير من الشباب في تحقيق السعادة الزوجية ..وارتفعت إلى حد كبير نسبة الطلاق في بعض البلدان العربية، وتأخر سن الزواج،وبدأت الفواحش تنتشر بين الكبار أولا، ثم انتقلت إلى الصغار..وبدأنا نبتعد كل البعد عن المفاهيم الدينية ، واتخذنا مفاهيم غريبة علينا، وتركنا علوم الدين والدنيا، وذهبنا نرتمي في أحضان عدونا ليصدر لنا زبالة الأفكار والمفاهيم الشيطانية، وتركنا الأسوة الحسنة التى كانت لنا في خليل الله ابراهيم عليه الصلاة والسلام، وفي سيد الخلق وخاتم الأنبياء والرسل صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ورحنا نتخذ منهم مثلا في الحياة... وأصبحنا نجهل سيرة الأخيار الذين اختارهم الله ليكونوا من صحابة النبي المرسل صلى الله  عليه وسلم ، الذين حكموا العالم بالعدل والرحمة وأمانة لا نظير لها.. فقامت الدولة الإسلامية وظهرت وترعرت الحضارات التى ارتوت من نبع الإسلام، ورحنا نتشبث بأسماء غربية وغريبة عنا.. كان معظم الشباب يحفظ عن ظهر قلب بعض أسماء المشاهير ليثبت أنه مثقف..وهكذا ضاعت الأمة الإسلامية، خير أمة أخرجت للناس، ولكن الخير باقي، والنصر آت .. واسمعوا معي نداء رب العالمين الذي يدلنا على مفاتيح الخير والسعادة والأمن والآمان:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)الأحزاب..

 الوسيلة الوحيدة التى ستخرجنا من ظلومات الدنيا ومشاكلها العقيمة،وظلمها الغائر، وأحزانها التى لا تنتهي، هي ذكر الله وتسبيحه بكرة وأصيلا.. فهذا هو حبل النجاة الذي وجب علينا أن نعض عليه بالنواجذ.. لذلك أضع بين يديكم كلمات الله الضامنة والمحققة لكل ما نبحث عنه ونحتاجه من الحب، والمودة، والأمن والآمان.. وذلك كله قد ضمنه الله في آية عظيمة وهي:

فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (15)

وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآَخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (16) {الروم }

..فأما الذين آمنوا فهم في روضة يحبرون.. هم في روضة،الآن هم في روضة .. هم ينعمون ويتنعمون في الدنيا قبل الآخرة.. حياتهم في الدنيا في روضة من رياض الجنة، أقسم لكم بالله أنني أرى في بعض الناس هذا النعيم، والأمن والسعادة والهناء، أراهم وقد تحولت بيوتهم إلى روضة يحبرون،  ذلك بأنهم آمنوا بربهم .. والإيمان بالله إذا كان صادقا.. فإنه ينير القلب ويجعله آمنا مطمئنا{ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ },نستخلص من هذه الآية الكريمة شيئان : أن الإيمان وذكر الله  هما من دعائم  الأمن والآمان بالنسبة للإنسان.. وهما من أهم إحتياجاته بعد الأكل والشرب.. فالإنسان يبحث عن أمنه وآمانه ليطمئن.. وعندما نفقد هذا الشيء.. عندما نفقد الآمان والطمأنينة .. لا يطيب لنا العيش.. إذا عندما تضطرب حياتنا هذا معناه نقص في الإيمان.. وعدم ذكر الله.. لأن الآية واضحة تمام الوضوح..{{  الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ }} الإيمان بالله يحملك إلى ذكر الله.. وذكر الله يحملك إلى معية الله.. فإذا كنت مع الله فماذا فقدت؟ ومن ضدك؟ الإيمان هو أكسير السعادة.. سعادتنا في الدنيا والآخرة مرتبطة ارتباط وثيق بالإيمان بالله.. تزيد بزيادة الإيمان، وتنقص وتنعدم بإنعدامه ونقصانه، لذلك كل عروسين في بداية الأمر يحب كل منهما الآخر..وهذا الحب في الحقيقة له منبعان.. نبع مبارك محبب إلى الله، وهو الحب في الله ولله وبالله، ونبع آخر به ينابيع كثيرة، كل ما فيها مزيف ، بل هو الوهم بعينه،والنتيجة يراها ويعيشها كل مسلم وفي أي بلد، بل في أي مكان بالكرة الأرضية..ذلك لأننا تركنا توجيهات ربنا وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ، والحل الوحيد هاهنا:

فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19) وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20) وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) الروم

لقد بين الله لنا في الآيات الكريمة السالفة الذكر.. أن الإيمان بالله وذكره وتسبيحه حين نصبح وحين نمسي، وإيماننا بأنه هو سبحانه يحي ويميت ويخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي، وتدبرنا لكل آيات الله في الأرض والسماء وفي أنفسنا، وأن كل ذلك وجب علينا اتباعه قبل أن نقدم على بناء عش الزوجية السعيد، وعلى الطرفين الزوج والزوجة أن يجتمعوا على تحقيق كل ما سبق معا، متحدين، متحابين، متعاونين، متراحمين، فإن هم فعلوا ذلك جعل الله بينهم مودة ورحمة، والمودة من المحب لمن يحب كالتاج على رأس المتوج.. وهكذا يكون الأساس التى بنيت عليه الأسرة السعيدة هو الإيمان بالله، إيمانا يحملهم إلى محبة الله وذكره ذكرا كثيرا، فيتوج الله اسرتهم بتاج المودة والرحمة، أما عن الرحمة، فلا توجد كلمات على وجه الأرض تشرح معناه، سوى فاتحة الكتاب.. وياليتك تعيد قرأتها معي بتأني وتدبر:

بسم الله الرحمن الرحيم

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (1)

 الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2)

 مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (3)

 إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (4)

 اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (5)

 صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ (6)

 غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)

آمين آمين آمين يارب العالمين.

اللهم أهدي بها كل من يقرأها، وأدفعه يارب العالمين دفعا ليعمل بها وينشرها بين إخوانه، واهدنا واعفو عنا واغفرلنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين، والصلاة والسلام على اشرف المرسلين الصادق الوعد الآمين الذي بعثته فينا بالحق هدى ورحمة للعالمين. والحمد لله رب العالمين.

 

 

 

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 297 مشاهدة
نشرت فى 12 إبريل 2012 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

249,362

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »