نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tabla normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; text-align:justify; text-justify:kashida; text-kashida:0%; text-indent:35.45pt; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ

بعض ما جاء في هذا النداء من مكارم الأخلاق.

السبت 25/3/2012

كلما قرأت شيئا عن الأخلاق تذكرت نداءات المولى عز وجل للذين به آمنوا.. فكل النداءات كانت ليعطينا عناصر التكليف، وهي كلها أخلاقية، فالنداء الأول منها يمنحنا الله فيه صفة أخلاقية في غاية العلو والسمو، ألا وهي صفة الإيمان، هذه أعلى وأغلى درجة أخلاقية، لذلك كان عدد النداءات التى جاءت في كتاب الله 88 نداء بدأت كلها بيا أيها الذين آمنوا...

هنا يجمع كل من آمن بالله تحت راية واحدة، وصفة واحدة، ولغة واحدة، ومنهج واحد، وفكر واحد، وأخلاقا واحدة.. و إله واحد لا شريك له في الملك.

ثم ينهانا ويأمرنا بأن نقول ولا نقول... وهذا معناه أن أول درجات الإيمان، وأول أخلاقيات المؤمن بالله العلي العظيم، هي أسلوبه في الكلام، فأنت تعرف أخلاق الشخص ومدى ثقافته وتقواه من كلامه، ثم يأتي دور العمل بعد ذلك، فإما أن يوافق قوله أو يخالفه، ولذلك كان أبلغ وأحكم تفسير لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال عن الإيمان: {{ الإيمان هو ما وقر في القلب وصدقه العمل }}.

 وهنا القرآن الكريم يوجهنا توجيه دقيق لنختار الكلمات إختيار دقيق، وسليم، فلا نتكلم بغير ما يليق بأخلاق المؤمن.

ثم يأمرنا بخلق آخر جليل وعظيم، ألا وهو خلق الإستماع، أن نستمع، أن نتعلم الصمتُ عندما يكون الصمت واجبا... وهذا في حد ذاته من أهم آداب الحوار الهادف والحكيم.

ثم خلق آخر لا يقل أهمية عن ما سبق، ألا وهو أدب الخطاب، تقدير وتوقير من هم أكبر منك مقاما وسنا وعلما، إبتداءا من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ثم يختم النداء بقوله عز وجل : {{ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ  }}، أي أحذروا تقليدهم في أخلاقهم، أو عاداتهم، أو في أي شيئ يفعلوه... لأن منتهاهم إلى العذاب الأليم.

ومازلت أركز على شيء هو في غاية الأهمية، وتركه هو في غاية الخطورة، ألا وهو أن الله سبحانه وتعالى قد قسم العالم كله إلى ما يلي:

{{فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30) الأعراف }}

إني أرى والله أعلى وأعلم هذا التقسيم وقد حدث داخل فريق المؤمنين، فريقا منهم وقد أهتدى بهدي ربه، وفريقا آخر أختلف معهم في بعض الأمرأو في كل الأمر، وهذا الفريق الذي أختلف يرى أنه على حق والآخر على باطل... وهذه مسألة خطيرة جدا، ومن أجل هذا تأتي أهمية هذا النداء، أن نأخذ عن الله مباشرة، ولا ننسى الإسوة الحسنة التى جعلها الله لنا في رسوله صلى الله عليه وسلم .

دعونا من كل ما يخالف أمر الله، فهناك 88 نداء، جعلت خصيصا لنا نحن أبناء هذا العصر، فلنطرح عن أنفسنا كل ما يخالف أمر الله، ولا نطيع في معصية الله أحدا.

دعونا نلبي نداء ربنا ففيه نجاتنا، وفيه اليقين، وفيه الصدق، وفيه جلاء الغمة، وفيه النور والوضوح... لماذا نترك كتاب الله ونداءات الرحمن لعباده الكرام ونذهب إلى سواه؟ إن الأمر في نداءه واضح وفي غاية الوضوح، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك

إن الواحد فينا إذا تقدم لوظيفة معينة، فإن أول شيء وجب عليه هو الإلتزام بقوانين وواجبات تلك الوظيفة، ونحن قد آمنا بالله فلماذا لا نأخذ عن الله مباشرة، لماذا نجعل مصيرنا مظلم ومخيف حين نكتشف فجأة أننا كنا على الضلال. كما جاء في الآية، لقد حدد الله سبحانه وتعالى ما يجب علينا أن نأتمر به ، وما يجب علينا أن ننتهي عنه. فماذا بعد الحق إلا الضلال.

ثم نأتي الآن إلى القاضية... التى لا يمكن لعاقل أن يحيد عنها، ولا يحيد عنها إلا هالك... إن معنا من الرحمن وصايا، وهي موجهة لكل فئات وعناصر المجتمع.... وهذه الوصايا تكشف لنا الطريق الصحيح، وتحدد لنا المنهج كله، كما تحدد طريق النجاة والفلاح والهدى، ويكفي أنها وصايا الرحمن لعباده الكرام، أو لمن شاء منا أن يستقيم. وهذه الوصايا مقسمة إلى ثلاثة مراحل إيمانية متلازمة، مرحلة عقلية، إذا ما طبقنا ما جاء بها من بنود، أصبحنا عاقلين، ومرحلة بعدها إذا ما طبقنا ماجاء فيها أصبحنا من الذاكرين، ثم المرحلة الأخيرة والتى إذا ما إتبعناها أصبحنا من المتقين.

وعن هذه الوصايا سيكون لقاءنا التالي إنشاء الله.

 

 

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

249,382

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »