نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

<!--<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tabla normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:-45.35pt; text-indent:35.45pt; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->

ماذا تعرف عن حياتك ؟

حياة الإنسان عبارة عن خمسة مراحل  كالآتي:

المرحلة الأولى:

  حياته في عالم الذر، { قبل أن يوجد }:

وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) الأعراف

                 يحذرنا الله سبحانه وتعالى من أن نغفل عن ذلك، نغفل عن أننا شهدنا على أنفسنا أنه هو سبحانه خلقنا ووهبنا الحياة وهو ولي كل نعمة لدينا...

                 في الحقيقة  أنا سالت نفسي سؤالا، وهو كيف لا أغفل عن شيئ لا أذكره؟ هذا السؤال كان يدور في ذهنى سرا، كنت أخشى أن اتهم نفسي بالجهل أو الغباء أو بعدم الإيمان، فكنت أترك التفكير في الإجابة مخافة على نفسي من أفتح بابا لا أستطيع أن أغلقه،  أما الآن وبعد مرور سنوات وسنوات من عمري، قد رايت الإجابة واضحة وضوح الشمس أمام عينى، وقد وعيها عقلي وآمن بها قلبي...

والإجابة نجدها في نفس الآية سالفة الذكر،فأنت قبل مجيئك إلى الدنيا كنت ذرة في ظهر أبيك ، وأبوك كان ذرة في ظهر أبيه، وهكذا نسلسل المسألة حتى نصل إلى أبونا آدم عليه السلام، إذا فالمسألة أصبحت قريبة وواضحة، وقد ثبت ذلك علميا في عصرنا الحالي، واسمع معي رحمك الله قول الله تعالى :

يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)النساء فبما أنه قد ثبت لنا جزء من الحقيقة التى أخبرنا بها الله بالدليل العلمي، ومن واقع الحياة التى يعيشها كل البشر.

 إذا فعلينا أن نصدق الجزء الغيبي في القصة والتى أخبرنا فيها المولى عز وجل أنه أوجدنا في عالم الذر، أو عالم الروح، أو عالم الغيب، وأشهدنا على أنفسنا، ثم شهدنا بأنه سبحانه هو ربنا، خلقنا وأطعمنا وهدانا وكسانا وآوانا، وبعث فينا رسوله هدى ورحمة للعالمين. { صلى الله عليه وسلم }.

المرحلة الثانية:

     حياته في ظهور آبائه بعد آدم عليه السلام .

اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (40) الروم

وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220) الشعراء

 أنا لا أستطيع شرح هذه الآية الكريمة، ولكني أفهم منها أنني كنت جزءا من أبي قبل مجيئي ....

إلى الدنيا، أتغذى من غذائه، غذائه المادي والمعنوي، كل طعام كان يطعمه كان لي نصيبا منه، وكذلك كنت أيضا جزءا من كيانه المعنوي،{  وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } كذلك في كل مرة كان يقرأ القرآن أو يسجد لله كنت أنا معه، لأنني جزء منه، وكذلك كان هو جزء من أبيه... ولا نستطيع إلا أن نقول سبحان الله العلي العظيم ...

     إذا أنت لست وحدك في هذا الكون... وجودك الحقيقي ليس هنا فقط في هذا العالم المادي، ولكن وجودك يرجع إلى عهد أبونا آدم عليه السلام، هل فكرت فيه يوما؟ هل أرسلت له السلام في سرك وعلانيتك؟ هل دعوت الله أن يجمعك به في فسيح جناته؟

 هل فكرت كيف كانت حياة أبوك؟ هل تذكرت كم قاسي في حياته وعانى؟  هل فكرت يوما أنك كنت أمنية والدك؟ هل فكرت يوما أن أباك كان على أتم الإستعداد ليضحي بحياته وراحته من أجلك؟  هل فكرت أنه ربما يكون فد فعل ذلك فعلا؟ هل فكرت أنك لو فزت بالجنة والنعيم الخالد، سيكون والديك هما السبب في ذلك؟

المرحلة الثالثة:

حياته الطبيعية هذه التى يحياها الآن.

هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67) غافر

    أخي في الله أعد قراءة الآية بقلب مفتوح... في كل ماسبق كان الحديث عن الآباء وآباء الآباء، أما الآن فالله سبحانه وتعالى يحدثنا عن أمهاتنا... هذا المصنع الإلهي للإنسانية، ومهد الرحمة والعطف والحنان، إن كل جمال الدنيا تجده في أمك حين تضمك، تنسى في حضنها كل آلام الحياة ولو كانت حمل الجبال، لقد حملتك في أحشائها شهورا طويلة، وسهرت عليك الليالي سنوات طويلة،..

و أنت يا من لا يرى إلا نفسه، إخشع لله فلم تكن يوما إلا ذرة من مني يمنى، ولا تتكبر على خلق الله .. فما مصيرك إلا إلى التراب... وقد كنت فيما مضى لا شيء يذكر.. فإن من جاء من التراب ... لا يصح له أن يثير غبار الكبر ويعفر على الناس... وتذكر أن لك يوما سينهال عليك فيه التراب... وتتكسر ضلوعك من هول الظلام... فاسجد لله راجيا أن تمر بسلام من كل تلك الأهوال.. عبد الله إني لك ناصح.. فلا تسلم نفسك إلا لله... فإن كل ما سوى الله هالك، فلا كلمة ولا سبيل ولا صاحب إلا في الله وبالله ولله... قد كنت أظن أنني وحدي الذي يعاني، فوجدت كل من هرب من الله في مثل ما أعاني.. وقال لي من به رحمنا الله: إذا سألت فسأله الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، ووجدت هواني وضيق نفسى عندما سألت غير الله... فكن لله عابدا وساجدا ومسبحا وذاكرا، تأتيك الدنيا زاحفة،  ويركع تحت قدميك عدوك قبل صديقك... وما هذه إلا نصيحة ممن عارك الحياة وصرعته الدنيا... فلا تبيت إلا شاكرا لله إن أردت الزيادة فيما تحب..

المرحلة الرابعة:

حياته في القبــــــــــــــــــــــــــــور وحتى يوم البعث.

قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) { عبس }.

إصلح ما استطعت قبل أن تغادر، فإن الموت جعله الله قبل الحياة، وادعو لوالديك بالرحمة والمغفرة، واعلم أنك إن أحسنت إليهما، فستحسن إليك كل الدنيا،

اللهم نسألك حسن الختام، يا أرحم الراحمين، الآن قد عرفت لماذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبذل فوق طاقته لينقذ الناس من  الضلال... لقد سار على قدميه 80 كم، وتحمل الإهانة، وكل ما نعرف من سيرته العطرة لكي ينقذ البشرية من الضلال... لقد حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حياة القبر، فهو إما روضة من رياض الجنة، وإما حفرة من حفر النار،  وأذكركم ونفسي بالهدف الواحد لكل اليشر، وعلة وجود الإنس والجن، وفي ذلك فيما حدده لنا مولانا حتى لا نضيع ونتوه في زحمة الحياة، فاسمع معي وتدبر رحمك الله:

وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) الذاريات.

المرحلة الخامسة:

حياته بعد ذلك إما في الجنة وإما في النار.

وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44)الأعراف

 

 

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 105 مشاهدة
نشرت فى 6 فبراير 2012 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

249,398

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »