نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

<!--<!--<!--<!--

 

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ104 البقرة

  اخي المسلم في كل زمان ومكان ... بعد سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ... أذكر نفسي وإياكم بنداءات الرحمن لعباده المؤمنين  " يا أيها الذين آمنوا" التى جاءت في القرآن الكريم  88 مرة إن لم اخطيء ... والنداء يبدأ ب يا أيها الذين آمنوا... أي يا من آمنتم بي واتخذتم الإسلام دينا وعرفتم أن الله هو الإله الحق وإنه هو خالق كل شيء وانه هو الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ... وإنه هو الذي بعث بالحق خاتم الأنبياء والمرسلين هدى ورحمة للعالمين، صلى الله عليه وسلم ...الإيمان بالله هو ذلك الرباط بينك وبين خالقك ، هذا الشيء الذي يجعلك تشعر في قرارة نفسك أنه لا حياة لك إلا بقيومية الحق على هذه الحياة ، ولا ذاتية لك في الأشياء وفي كل تصرفاتك إلا بالذاتية المستمدة من الله سبحانه وتعالى ، فإن أراد الإنسان أن  تكون له حياة موفقة فعليه أن يكثر ذكر من وهب له هذه الحياة ويداوم عليه ، وذلك لأن قيومية الحياة المادية والمعنوية سندها ومددها من الحق سبحانه وتعالى ، ومن أراد أن يستمر له هذا السند والمدد من الله سبحانه وتعالى فاليذكر الله دائما فكلما اقبل على شيء أي إذا قام بأي عمل، بفعل أي شيء عليه أن يبدأه  بسم الله ، لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي سخر له هذا الشيء وهو سبحانه الذي اعطاه الطاقة اللازمة والقدرة على الحركة . وعندما يستقبل العبد نعمة يجب أن يقول الحمد لله، وحين تأتيه مصيبة فيما يحب فليقل إنا لله ، أي أن حياة المؤمن يجب أن تكون دائما متصلة اتصالا قلبيا مباشرا بالمدد الأعلى للقيومية لتستمر له الحركة المباركة في الحياة .. لذلك فإن حياة المؤمن الحق تختلف اختلافا كليا وجزئيا عن حياة الآخرين ... حياة المؤمن هي حياة ربانية مباركة ... وهي حياة حقيقية لا رياء فيها ولا نفاق .. بل هي اتصال دائم وذكر مستمر لله سبحانه وتعالى ، هذا الإتصال الدائم والذكر المستمر يجعل قلب المؤمن منشغل ومنفعل دائما بخالقه... وفي سورة الأنفال يصف لنا الله سبحانه وتعالى هؤلاء الذين يكثرون من ذكر الله والمنفعلة قلوبهم به بإنهم هم المؤمنون حقا: واسمع باهتمام قول الله فيهم :

{{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4) }} {  الأنفاال }

وهناك شيء آخر في منتهى الأهمية ... هو أن يأتي أول نداء من الله سبحانه وتعالى للذين به آمنوا يأمرهم وينهاهم .. هذا شيء يتطلب منا أن نقف طويلا ونتدبر الآمر .. والمسألىة ليست مجرد أمر ونهي .. ولكن المسألة هو أن الله سبحانه وتعالى يريد أن يرقى المؤمنين إلى أعلى مستوي أدبي وأخلاقي.. فيحثنا ‘لى أن نختار الكلمات المناسبة ونستعملها في مكانها المناسب، وأيضا في الوقت المناسب..

شيئا آخر تحثنا عليه الآية الكريمة .. وهو أن نتعلم لغة عدونا، ونكون على أهبة الأستعداد للتصدي له إذا ما حاول أن يغذوا عقول الأمة بكلمات في ظاهرها بريئة ولكنها تحمل معنى آخر دنيئ..حرر عقلك من كل السلبيات

 ( واعتصم بالله تستقيم لك الحياة )

المرحلة الثانية ( 1 )

*****

بسم الله الرحمن الرحيم

أهلا بكم جميعا في هذه المرحلة الجديدة .. مرحلة سنتعرف فيها على عقولنا.. وكيف تعمل.. وإمكانيتها الرهيبة التى تفوق كل تصور والتى تجعلنا نعيش عمرنا كله وحالنا هو الحمد لله رب العالمين ...

الفكر يصنع ملفات الذاكرة في العقل

********

وهذه الملفات هي :

الصبر.. التعاسة.. السعادة .. الحب .. الغضب .. القلق .. النجاح .. الضعف.. الحزن .. الإستهتار .. عدم اللامبالاة.

يقول الدكتور/إبراهيم الفقي رحمه الله في كتابه قوة التفكير:

عندما يولد الطفل فهو يأتي للدنيا نقيا تماما وكل ملفات عقله روحانية ونقية،  ولا يوجد عنده أي إدراك لأي معنى، ولا لأية لغة، ولا يدري ما يجري حوله، ثم يبدأ الوالدان في التكلم معه بتعبيرات وجه وتحركات جسم وتكرار، حتى يبدأ الطفل في النطق، ويمر الوقت ويكبر الطفل ويتكون عنده إدراك بسيط لمعنى ما يحدث حوله، وهذا الإدراك يعطيه معنى لما فهمه ولغة معينة تمثل هذا المعنى...

وهذا الكللام كله نجده في الآية التالية:

وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ

وهنا يبدأ العقل في فتح ملفات ذهنية لهذا المعنى، وكلما أدرك الطفل معنى آخر للغة يتكون عنده ملف خاص بهذا المعنى..وكل ملف خاص بإدراك أو معنى محدد..فكلما قابل الطفل تجربة من نفس المعنى يخزنها العقل في نفس الملف الخاص بها.

فمثلا لو كان هناك ملف للحب فكلما وجد الطفل أي شيء فيه معنى الحب يخزنه العقل في ملف الحب..

ولو كان هناك ملف للغضب يخزن العقل أية تجربة غضب تمر على حياة الطفل في هذا الملف، ويستمر العقل في فتح الملفات وتخزين كل التجارب المماثلة لكل معنى في الملف الخاص بهذا المعنى فيتكون ملف للحنان ، وملف للتسامح  وملف للراحة أو الضياع، وأيضا ملفات التقدير الذاتي والصورة الذاتية والثقة بالنفس والإستحقاق والفشل والنجاح والسعادة والصبر والإلتزام.

إلى آخر كل تلك الملفات من ملفات العقل.. فتتكون عند الإنسان ملفات عقله وبها الإدراك والمعنى واللغة والقيم والإعتقادات والمبادئ، وكلما واجه الإنسان في رحلة حياته تجربة من التجارب فإن المخ يتعرف عليها من الملفات الموجودة به فيخزن المعلومة الجديدة في نفس المكان.

المفاجأة :

   لذلك لو شعر الإنسان مثلا بالخوف من شيء ما يفتح له العقل ملفا للخوف من هذا الشيئ، وكلما واجه الشخص هذا الخوف سواء بالتفكير فيه أو بوجوده أمامه مباشرة تتصاعد الأحاسيس ويتراكم الخوف في ملف الخوف، فإذا أراد الشخص التخلص من هذا الخوف وبدأ فعلا في العلاج بإلتزام تام واستطاع التخلص منه فهنا تأتي المفاجأة .. أنه تخلص من الملف بأكمله، لأنه من نفس النوع.

ملحوظة:

(تعليقي على الموضوع بجانب الآيات سيكون باللون الأخضر إن شاء الله).

وهنا تحضرني آية في غاية الإبداع .. وما سبق من شرح الدكتور رحمه الله يجعلنا نفهم وندرك معنى الآية إدراكا يقينيا لا يتزعزع مدى الحياة لأنه كلام العزيز الحميد الذي خلق الإنسان علمه البيان وأسجد لآدم عليه السلام ملائكته تكريما له ولبنيه من الأتقياء.

وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) البقرة.

في هذه الآية الكريمة يعرض علينا ربنا كل ما سوف نواجه في حياتنا الدنيا من سلبيات، تسبب لنا الخوف والقلق وربما الحزن والإكتئاب... ثم يعرض علينا ربنا بعد ذلك وسيلة الشفاء التام وكما شرحها فضيلة الدكتور رحمه الله.. عندما ندرك أننا لله .. وندرك أن ما أصابنا هو لأننا اتبعنا السلبيات .. وندرك تماما أن ما أصابنا هو من الله وهو خير وهو لكي يردنا إليه مرة أخرى ولكي نعيش بصدق وبيقين حالة إنا لله وإنا إليه راجعون.. فنتخلص نهائيا من ملفات الخوف والقلق والغضب.. هذا والله أعلى وأعلم .

ويؤكد كلام الدكتور الفقي هذه المعاني فيما يلى :..

   لذلك نرى أن الشخص الذي يبحث عن العلاج من أي شيء سواء كان ذلك قلقا أو توترا أو خوفا أو شعورا بالوحدة والضياع.. إلى آخره، يخرج للعالم الخارجي ليجد الحل في شيء موجود عنده هو في داخله فيأخذ الأدوية الكيماوية التى قد تساعد في العلاج، ولكن لن تغير هذه الحبوب أو الأدوية الملفات المخزنة بعمق في العقل الباطن.

مثال في قصة واقعية:

الحديث عن هذه القصة سيكون في لقاءنا القادم إن شاء الله .. حتى نستطيع أن نستوعب هذه النقاط جيدا .. ونربط هذا الدرس بواقع حياة كل منا ... المعلومة والآية.. والذي أريده منكم جميعا هو التوحيد بين داخلنا وخارجنا.. بمعنى أن نوحد بين قلوبنا وعقولنا.. فإن استسلمت النفس كان بها .. وإن لم تستسلم فلنستعيذ بالله العلي العظيم ونعود إلى حالة إنا لله .. لابد أن تدرك النفس أنها لله.. وأن نجاتها من النار والعذاب والذل والهوان هو إستسلامها لله العلي العظيم.. وهناك دعاء جميل لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه:

( اللَّهمَّ آتِ نفسي تقواها وزكِّها أنت خيرُ من زكَّاها أنت وليُّها ومولاها .)

لم أتمكن من تصحيح المقالة ومراجعتها لضيق الوقت ..

أرجو أن لا تترددوا في أي سؤال فإنه من دواعي سروري أن أعرف أن هناك حياة لمن تنادي..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر: خاظري حول الآية..{ القرآن الكريم } وتفسير فضيلة الشيخ المرحوم محمد متولي الشعراوي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 2496 مشاهدة

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

249,297

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »