الحب إن كان لله فهو خالد
وفي نمو مستمر
قال الله تبارك وتعالى :
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ
[البقرة 165]
وقوله:
قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ
[التوبة: 24].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[ عن أنس: أن رسول الله ﷺ قال:
لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين أخرجاه.
ولهما عنه قال: قال رسول الله ﷺ:
[ ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
["من أحب في الله، وأبغض في الله، ووالى في الله، وعادى في الله، فإنما تنال ولاية الله بذلك ].
ولن يجد عبد طعم الإيمان، وإن كثرت صلاته وصومه، حتى يكون كذلك؛ وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا، وذلك لا يجدي على أهله شيئا"
رواه ابن جرير.
وقال ابن عباس في قوله تعالى:
[وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ]
قال: "المودة".
[ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112) ]
البقرة
أحبب من شئت ولكن اجعله لله .. حب الأبوين نولد به وهو خالد ودائما يأتي بخير ويعطينا ما نحتاج من مودة ورحمة وعاطفة راقية سامية، لأنه حباً في الله وبالفطرة.
ولدينا توجيه راقي وعزيز من العلي العظيم :
[ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ]
اجعل كل ما تنفقه من مال لوجه الله، حتى عندما تشتري لنفسك ما تأكله، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن ابتسامتك في وجه أخيك صدقة [ وهي خالدة ] والكلمة الطيبة صدقة وهي كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
إن وقعت في حب شخص أو أي شيء إجعله لله، فينمو ويكبر ويبقى خالدا لأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، والمحب دائما يحاول أن يُحسن في كل شيء حتى ملابسه وكلامه وحركاته وهو دائما يُغلّف كل ذلك بغلاف بمودة ومحبة ورحمة.
وعن المودة قال العزيز الحميد الذي بيده قلوب المحبين:
[ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ]
الروم 21
وقال أيضا سبحانه وتعالى:
[ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا ]
مريم 96
المودة معناها رحمة وحب واحترام متبادل وعزة ووئام وحلاوة ووصال .
قالوا زمان :
{{ كل ودود محب }}
( وليس كل محب ودود )
وقد جعل لنا الله تبارك وتعالى في كتابه حافز كبير ودافع ورغبة قوية لنرقى بمشاعرنا وعلاقاتنا الإنسانية فقال أصدق من قال:
(( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ))
[ آل عمران ]
نُنفق في الأفراح وغيرها ولكن عندما نغُض البصر عن أخطاء الآخرين ونعفو فإن ذلك يجعل الآخر يشعر بحب ومودة واحترام ورضا من الله السميع العليم .. والحمد لله رب العالمين.
ساحة النقاش