إعرف ربك لتعرف نفسك

فإن عرفتها نجوت من الفتن وكنت من الناجحين

وخير وسيلة لمعرفة الله تبارك وتعالى نجدها في نماذج الشخصيات الكبيرة التى حدثنا عنها ربنا، كيف كانوا يدعون ربهم، وكيف استطاعوا استنباط ارق الكلمات وأبلغها من خلال الدعاء..

وأول ما لفت نظري كلمة تكررت في القرآن مرات كثيرة جداً وهي الكلمة التى نستعملها عندما ندعو الله تبارك وتعالى .. ألا وهي كلمة ((ربنا)) إن أول من استعمل هذه الكلمة الجميلة والرقيقة هو سيدنا إبراهيم خليل الرحمن عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ..

وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ

البقرة 127

       فهيا بنا نعيش لحظات من الصفاء الذهني والنقاء النفسي من خلال دعاء النخبة الصالحة من الأنبياء والرسل وعباد الله الصالحين :

رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ

البقرة 128

رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

البقرة 129

وهنا يستجيب المولى عز وجل :

كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ

البقرة 151

الآن نواصل مع أجمل كلمة يرتاح لها أصحاب القلوب الرقيقة النقية والمؤمنة،  مع كلمة ربنا الكبير المتعال:

وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ

هؤلاء قال الله فيهم:

وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74)

 

الزمر

لقد استطاعوا أن يجمعوا بين نعيم الدنيا ونعيم الآخرة بفضل أتصالهم وإخلاصهم لله العزيز الحميد.

لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ

آخر سورة البقرة

مَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ .

الراوي أبو مسعود – صحيح البخاري.

 

 

<!--(( وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ)) التوبة

<!--(( عَسَىٰ رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِّنْهَا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا رَاغِبُونَ )) القلم.

كلمة تكتب بماء الذهب:

التصور هو الدافع الحقيقي للتغيير

كما أن الرغبة هي المحرك الفعلي لكل تقدم.

إذا استطعت أن تتصور عظمة الله تبارك وتعالى في رحمته وعطاءه وغفرانه وهيمنته وقدرته على كل شيء فسوف ترغب بشدة أن تكون من عباده المؤمنين لتفوز بحظ عظيم لا يمنحه إلا الذي هو على كل شيء قدير.

<!--(( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ )) الأنبياء 90

<!--(( قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ))

الأنعام63 ثم يبين لنا ربنا كيف ندعوه تضرعاً وخفية في سورة الأعراف:

<!--(( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ  ))

 

ي

ت