أعمل حاجة لمستقبلك تحت التراب
فالعمر يجري والزمن لا ينتظر أحداً
وخذ حظك من الجمال قبل أن يصبح سراب
---
وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
سورة التوبة آية 71
أولا : الإيمان؟
أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَوْمًا بَارِزًا لِلنَّاسِ، إذْ أتَاهُ رَجُلٌ يَمْشِي، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ ما الإيمَانُ؟ قالَ: الإيمَانُ أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ ومَلَائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، ولِقَائِهِ، وتُؤْمِنَ بالبَعْثِ الآخِرِ .
صحيح البخاري
عندما نُدرك أن لدينا ملائكة كرام يتناوبون علينا ليرفعوا أعمالنا إلى العزيز الحميد فسوف لا نُصاحب ولا نتولى إلا من كان مؤمنا، ذلك لأنه من جاور السعيد يسعد.
ثانيا : يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
عندما يكون كل من في دائرة معارفنا من المؤمنين فسوف نجد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صفة مؤكدة في كل من يؤمن بالله واليوم الآخر.
ثالثا : وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ
الصلاة هي الصفة الثابتة والمؤكدة لكل مؤمن وبجانب هذا دائما تجده يدعو لك بالخير في حضورك وغيابك، وهو صاحب نفس زكية طاهرة نقية لأن صلاته تنهاه عن الفحشاء والمنكر.
رابعا : وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
وهكذا تتوحد وجهاتنا وتوجهاتنا فكلنا يسير في طريق الإيمان، وكل له درجات من النور والتقوة بحسب قدرته على تزكية نفسه.
تزكية النفس هي بابك الكبير لرؤية الحق حقاً
وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) سورة التوبة.
هذا هو المستقبل الجميل الذي ينتظر كل من جاهد نفسه وبذل الغالي والرخيص من أجل تزكيتها، وأكبر مكافأة هي:
وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
قال الله تبارك وتعالى:
يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ
الله يعطي المال والصحة وكل زينة الحياة الدنيا لمن يُحب ومن لا يُحب، ولكنه سبحانه وتعالى لا يعطي الحكمة إلا لمن يُحب، وبالحكمة أنت أسعد الناس لأنك ترى الحق حقا ولا يستطيع الشيطان معك، وبالحكمة تعرف ما ينفعك وما يضرك وتوفر على نفسك زمن التجارب، وبالحكمة أنت محبوب من الله والناس.
اللهم ربنا ورب كل شيء ومليكه آتنا الحكمة واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأدخلنا اللهم برحمتك في عبادك الصالحين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق كلهم أجمعين خاتم الأنبياء والمرسلين المبعوث بالحق هدى ورحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم.
والحمد لله رب العالمين.
ساحة النقاش