المفكر .. الفكر .. والتفكير

المفكر هو صانع الأفكار، والأفكار تسبب التفكير، والتفكير يسبب التركيز، والتركيز يسبب الأحاسيس، والأحاسيس تسبب السلوك والسلوك يسبب النتائج،

والنتائج تحدد واقع حياتك فلو أردت فعلا أن تُحدث تغييرا

في حياتك غير إدراك المفكر.

د/ إبراهيم الفقي

رحمة الله عليه

المفكر مثل الفلاح الذي يقرر ما يريد من محصول، فيختار البذور التى يزرعها ثم يرويها ويهتم بها حتى يحصل على المحصول الذي يريده، فهو يحصل على نتائج البذور التي غرسها.

 كذلك المفكر هو الذي يقرر ويختار نوع الفكر الذي يضعه في ذهنه، فيتحول الفكر إلى تفكير ومنه إلى تركيز ثم أحاسيس ثم سلوك ثم نتائج من نفس نوع الفكرة...

وندعم فكرة الدكتور الفقي رحمه الله بقول الله تبارك وتعالى في نفس السياق حتى يحيا من حيي عن بينة :

الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ

[268 البقرة]

ولكن هناك سؤال في غاية الأهمية؟ وهو كيف يَعدُ الشيطان الناس الفقر ثم يأمرهم بالفحشاء؟

يتم ذلك عن طريق الوسوسة.. فالشيطان يوسوس .. والنفس توسوس  والفطن النبيه هو الذي يستخدم درع الله الحصين في مواجهة النفس والشيطان وكل وسواس خناس:

وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ

سورة الأعراف

إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ

ونلاحظ هنا أن التقوى في حد ذاتها تعتبر فلتر شفاف فائق الحساسية يغربل كل ما يطوف بذهن الإنسان فيرفض ما كان من الشيطان ويستقبل وارد الرحمن.

ولكن هناك خطورة أخرى، وهو أن العقل البشري دائم الحركة وله في كل شيء هوى ورؤية ويلج إليه الحق والباطل، وفيه تكمن الحكمة فيختار بين البدائل، ولكن لابد لنا أن نتذكر ما قاله أنبياء الله << وما توفيقي إلا بالله >>. وأن النصر مع الصبر، وأن الله لا يأتي إلا بخير.