نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

الكلمة لها أصل ثابت وتربة ومناخ وتحتاج لرعاية

 

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ

[ سورة إبراهيم ].

بسم الله الرحمن الرحيم

إذا كانت الكلمة الطيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء فيجب علينا أن نهتم بجذورها، ونراعي التربة التي فيها غرسناها، ونحن نقوم بذلك عندما نقيم علاقة معينة بيننا وبين أحد الناس:

كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ

بالكلمة نبني أحسن العلاقات وأمتنها وأدومها على الإطلاق .. وفي هذا يأمر الله رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أن يقول لنا:

وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا (53 الإسراء)

إذا كلما حاولنا أن نوطد أي علاقة من أي نوع سيحاول الشيطان أن يُفسد ما بيننا، والعلاج أولا في خطوتين:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ

هذا أول نداء من العزيز الحميد لكل من آمن بالله أن لا يتكلموا بكلمة تحمل معنيين معنى ظاهري لا بأس به وآخر خبيث.

وقد أمرنا ربنا بشيء آخر في غاية الأهمية فقال تبارك وتعالى :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ( التوبة 119)

الكلمة الصادقة تعرف طريقها إلى كل القلوب ولها مكان ثابت ومحفوظ عند المؤمنين، ولكنها في الوقت نفسه تحتاج إلى ذكاء اجتماعي في الرد على الآخر بأسلوب مهذب ولطيف، وهنا نحتاج إلى الكلمة الطيبة لأنها تضيف قيمة ثالثة للكلمة الصادقة فيسعد بها كل من يسمعها.

وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ۚ كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ ( الأعراف 58 )

هذه الآية الكريمة تفسر بصورة رائعة المثل الذي ضربه لنا ربنا تبارك وتعالى:

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ

هكذا تقوم العلاقات بين الناس وتتم الصفقات وتكبر وتنمو الصداقات والزيجات وإقامة الحضارات، بالكلمة الصادقة الطيبة، ومع ذلك فقد أضاف لها ربنا شيئا آخر في غاية الإبداع والعظمة فقال سبحانه وتعالى:

وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (9 البقرة)

الكلمة السديدة هي الكلمة الصادقة التي لا تحتمل الشك والريبة ومدعمة بتقوى الله تبارك وتعالى، فيحولها ربنا إلى وثيقة تأمين لأولادنا.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ( سورة الأحزاب )

وبالكلمة الطيبة الصادقة والسديدة يُصلح لنا ربنا أعمالنا ويغفر لنا ذنوبنا ذلك لأن ربنا هو العلي الكبير ذو الرحمة والمغفرة رب العرش الكريم فالحمد لله رب العالمين.

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 42 مشاهدة
نشرت فى 13 يوليو 2019 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

249,363

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »