يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ
[سورة البقرة 104]
أعد برمجة حياتك حسب تعليمات من وهبك هذه الحياة
بسم الله الرحمن الرحيم
في الحقيقة نحن في أمس الحاجة لإعادة برمجة حياتنا من جديد.. لأننا قد اكتسبنا عادات كلامية في منتهى الخطورة، كلمات كثيرة حذرنا الله ورسوله من قولها، لذلك نجد أول نداء من الله الواحد القهار ينهانا فيه عن قول راعنا ويأمرنا بقول انظرنا، فما هو السبب؟
أولا: أن كلمة راعنا كان يستعملها الصحابة في خطابهم لسيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وهي كلمة لا غبار عليها في لغتنا العربية ولكنها عند اليهود كلمة قبيحة استعملوها للسخرية.. سخر الله منهم.. وهذا معناه أن الكلمة لها باطن يُخالف معناها الظاهر.. من أجل هذا قال الله تبارك وتعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ
هذا معناه أن لا نُضمر أو نُخفي غير ما نُعلن.. والأسباب أن الله سبحانه وتعالى قد جعل الكلام كله على مختلف لهجاته أوطانه وجنسيته إلى طيب وخبيث كما سنرى فيما يلي:
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ
[سورة إبراهيم]
كلمتك لها طريق أنت حددته ولها مستقر حدده ربك
حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ َسَلَّمَ قَالَ:
<<إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ>>
[ رواه البخاري]
الكلمة دليل الاستقامة إن كانت طيبة
<<لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه، ولا يستقيم لسانه ولا يدخل الجنة حتى يأمن جاره بوائقه >>.
عن أنس ابن مالك.
لِّلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ ۖ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
[ البقرة 284 ]
الكلمة تستمد قوتها من قوة الخير أو الشر فينا .. يعني كل واحد على حسب نيته
لَّا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ
ساحة النقاش