من أكبر وأهم أسباب المودة والرحمة بين الناس:
قال الله تبارك وتعالى:
وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ
[ سورة الحشر آية رقم 10 ]
دعاء علمنا الله تبارك وتعالى أن ندعو به لأنفسنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، وأهم جزء في الدعاء هو ما نحتاجه هذه الأيام، أن لا يكون في قلوبنا غلا للذين آمنوا...
وهنا يجب علينا أن نقف وقفة تدبر، إن الذي أساء إلينا بقصد أو بغير قصد أو ظلمنا لابد وأن نعلم أنه وقع فريسة للشيطان الرجيم، لأن مهمته في هذه الحياة الدنيا هو نشر العداوة والبغضاء بين الناس.
ونصيحتي المجربة هي أن ندعو بهذا الدعاء كلما تملكنا الغضب، وكلما نشب خلاف بيننا وبين الذين كانت بيننا وبينهم مودة في يوم ما..
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم:
«مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، إِلاَّ قَالَ الْمَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ»
(صحيح مسلم؛ برقم: [2732])،
وفي رواية له عن أبي الدرداء مرفوعًا:
«مَنْ دَعَا لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ، وَلَكَ بِمِثْلٍ»
(صحيح مسلم؛ برقم: [2732]).
ولدينا دعم من العزيز الحميد وحافز أكيد لكظم الغيظ والعفو عن الناس:
وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)
الإنفاق له مفعول السحر خاصة وإن كان ابتغاء وجه الله، وهو أسرع وسيلة يؤلف بها الله بين القلوب.
وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أل عمران
فكلما حدثت مشادة بيننا علينا أن نسارع بالتوبة والاستغفار لنا ولمن أساء إلينا، وبذلك نكون قد انتصرنا على أنفسنا وعلى شياطين الإنس والجن.
أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)
وهذه هي مكافأة كل من كظم غيظه ودعا لأخيه بظهر الغيب.
[ سورة الحشر ]
ساحة النقاش