الصبر ضياء يضيء صدورنا والصلاة نور تنير عقولنا
ولدينا هنا مصدر آخر نستمد منه الطاقة اللازمة للصبر، ألا وهو التسبيح، فعندما نسبح بحمد الله خاصة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فإننا ندور في فلك الملكوت المسبح لله، ونستقبل الطاقة المباركة والتي بدورها تجعلنا نصبر على ما يقول الناس، بل ونشعر بحلاوة الذكر فتطمئن القلوب وتتلاشى الذنوب.
و عن أبي مالك الأشعري قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو ، فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا " .
وهكذا نرى أنها خطوات تبدأ بالطهور لأنه نصف الإيمان، فإن كان حالنا هو الحمد لله فسوف يرقى بنا الحمد إلى ما بين السماوات والأرض من ذكر وتسبيح لله الواحد القهار.
يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ
يونس 57
عندما نقرأ القرآن ثم نتدبره، فإنه يُحدث في قلوبنا أشياء عجيبة، فننسى كل إساءة وكل هم وكل حزن ونعيش مع الآيات والحروف، فإن كان حالنا كذلك تولدت فينا رغبة قوية لمزيد من المعرفة والفهم لكتاب الله تبارك وتعالى، لذلك كان يتسابق العلماء إلى مجالس العلم لإشباع ملكاتهم و ظمأهم لمزيد من التقدم.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ
هناك فرق كبير بين أن نقوم إلى شيء نحبه وننتظره ونتمناه وبين أن نقوم لمجرد تأدية واجب، وبناء عليه فإن الطاقة التي نستقبلها متوقفة على مدى اهتمامنا بها.
ساحة النقاش