هل تعرف بما أوصاك به ربك؟
نعم فقد أوصاك بعشر
الوصية الأولى من وصايا رب العالمين لعباده المؤمنين: ( 1/10)
قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ
1. أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا
2. وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا
3. وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ
4. وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ
5. وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ
ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151)
الآن سنحاول تطبيق هذه الوصية على ما تعلمناه من أول نداء من الرحمن لعباده الكرام، والذي أمرنا الله فيه بأن نمتنع عن كل كلمة تحمل معنيين أحدهما ظاهر لا بأس به والآخر داخلي وخبيث:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ )
كان اليهود يقولون هذه الكلمة لسيد الخلق كلهم أجمعين الذي بعثه الله بالحق هدى ورحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم، وهي عندهم خبيثة وعند العرب لا بأس بها.. الآن كل من يتكلم بكلمة باطنها يخالف ظاهرها فقد اتبع هواه وشيطانه وهذا في حد ذاته شرك لأنه أطاع الشيطان وعصى ربه.
الآن مع الوصية الأولى من الوصايا العشر في سورة الأنعام:
أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا
بإختصار شديد وحتى لا أطيل فيذهب المعنى وتضيع الفائدة قد وجدت أن قمة التوحيد تتمثل في الإخلاص لله .. وأول ما نعبر به عن إخلاصنا لله هي الكلمة الطيبة السديدة والصادقة، وسنتعرف عليها من كتاب الله تبارك وتعالى:
قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ
[ الأعراف 29 ]
وعن الإخلاص سنجد أيضا في كتاب الله ما يُغنينا ويُشبعنا ويهدينا بإذن الله تعالى:
هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ
[ يونس 22 ]
لايجب أن نترك تيارات الدنيا ومغرياتها أن تأخذنا بعيدا عن دعاء الله مخلصين له الدين، بمعنى أن تكون حالتنا ونحن ندعوه هي نفس حالة الذي يرى هلاكه مؤكدا ويأتيه من كل مكان، هنا فقط سندعو الله مخلصين له الدين .. لأن كل ما في الدنيا إلى زوال وهلاك ولا يبقى إلا الحمد لله.
هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ۗ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
[ سورة غافر آية رقم 65 ]
وما يجب علينا فعله دائما وأبدا هو أن يكون حالنا الدائم :
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
سبحان الله العلي العظيم وكأن إخلاص الدين لله يكمن في الحمد لله رب العالمين، فلك الحمد ربي كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، حمدا ترزقنا إياه فنُخلص لك به الدين، حمدا يصاحبنا حتى يوم نلقاك فيه وأنت راض عنا برحمتك يا كريم.. والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين المبعوث بالحق هدى ورحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم.
ساحة النقاش