قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
[ آل عمران ]
*/*/*/*/*/*/*
عش حياتك بالحب فتظل صحيحا وقويا إلى الأبد
من محاضرة للدكتور النابلسي بعنوان :
سنريهم آياتنا : الشدة النفسية.
قد ثبت أن في كل إنسان ملايين الخلايا السرطانية، لكن لكل خلية قامعٌ يمنعها أن تكون فعالة، إلا أن الشدة النفسية ؛ الخوف، القلق، الحقد، الإحباط، هذه أمراض العصر، هذه الشدة النفسية تفك هذا القامع، فلذلك الأزمات النفسية الحادة، والقهر، والإحباط، من نتائجه الأورام الخبيثة، لضعف جهاز المناعة، بالمناسبة جهاز المناعة الذي أعطاه الله للإنسان، وكرمه به، وفضله به، هو جهازٌ يقويه الحب، ويقويه الشعور بالأمن، ويقويه الشعور بالاستقرار، ويقويه التفاؤل، فإذا اختل الأمن، واضطرب الإنسان، و رأى عدواً له متربصاً بهِ، إذا فقد الإنسانُ الأمل، إذا امتلأ القلبُ حقداً، يضعف هذا الجهاز، ومع ضعف هذا الجهاز تنمو الخلايا السرطانية، وتكون مرضاً خبيثاً قاتلاً، فلذلك هذه الخلايا السرطانية الموجودة في الإنسان عليها قوامع تمنعها من أن تكون فعالة، والشدة النفسية تفك هذا القامع، وتجعل هذه الخلايا فعالة.
وأضيف شيئا في غاية الأهمية وجدته في واقع الحياة في الشرق والغرب وهو ينطلق من الآية التالية:
اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
[ سورة البقرة 257 ]
لقد عرف الشيطان هذه المسألة أن الله سيتولى كل من آمن به فأخذ عهدا على نفسه وأقسم عليه أمام العزيز الحميد فقال :
قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ
[ سورة ص ]
إذًاً وبدون شك أن الإخلاص لله وحده يجعلنا في حصن منيع من الشيطان الرجيم، هذا بجانب أنه يقربنا من الله العزيز الحميد ويجعلنا دائما في النور لأنه سبحانه وتعالى هو ولينا.
ولكن هناك شروط واجبة النفاذ لنعيش في رحاب الرحمن بالحب والرعاية التامة والولاية من الله الرزاق ذو القوة المتين:
قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ
لابد أن يكون الحب في الله بمعنى أن نُحب كل صفة إيمانية طيبة، فينمو الحب ويباركه الرحمن الذي خلق الإنسان علمه البيان، وتسري بيننا المودة والرحمة بدلا من العداوة والبغضاء، وكل هذا مرتبط دائما أن نكون أحدى فئتين من الناس:
<!--وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200)
<!--إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ
[ سورة الأعراف ]
ساحة النقاش