السلم الأخلاقي القرآني في نداء خاص لأهل الإيمان
(( الجزء الأول ))
النداء الأول :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ
وفي أدب الكلام وتهذيب اللسان قال المولى عز وجل:
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ
وقال أيضا في نفس السورة:
وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ
وعن الكلام قال سيد الآنام صلى الله عليه وسلم:
حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
<< إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ>>
النداء الثاني:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
إن كل ما نحتاجه لنغير أسلوبنا في الكلام السلبي هو الصبر مع الصلاة، لأن تغير عادة الكلام عند البشر تحتاج لوقت ومجاهدة وصبر ودعاء.
والصلاة المطلوبة هنا هي صلاة النافلة، صلاة أمرنا بها ربنا لندرب ونروض بها نفوسنا، بدليل الآية التالية:
وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا
[ سورة الإسراء ]
النداء الثالث:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ
الطيب من الطعام هو الكسب الحلال والعمل على قدر طاقتنا وليس على قدر حاجتنا حتى نُخرج الزكاة ونُطعم الطعام شكرا لله.
النداء الرابع:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ ۚ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ۗ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ۗ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ
الآن اصبحنا مسئولين عن حياة الآخرين بأن نحترم حقهم في الحياة ولا نقتلهم لا باليد ولا بالكلام.
من الواضح أننا لا نقتل ولا نسفك الدماء بسلاح فتاك ولكن بعضنا يفعل ذلك بالكلمة أو النظرة أو سوء الظن والغيبة والنميمة فوق البيعة.
النداء الخامس:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
وبالصيام تكتمل أخلاق الإيمان .. فلا كذب ولا زور ولا قتل ولا عدوان .. وهذه هي أخلاق الإسلام.. فالحكمة من الصيام هي التقوى مع الإحسان.
ساحة النقاش