Dr.Ibrahim Abo Zaid

أوّلُ العلم الصمت، والثاني الاستماع، والثالث الحفظ، والرابع العمل، والخامس نشره

<!--

<!--<!--<!--<!--

 

مقدمة:

        تسعى بلدان العالم نحو الارتقاء بالعملية التربوية، وتعد درجة الاهتمام بإعداد المتعلم وتربيته وتعليمه مقياساً لحضارة الأمم، وينظر الكثير من التربويين إلى أن الاستثمار الأفضل في عملية التنمية البشرية الشاملة يبدأ من استثمار الرأس المال البشري بما يمتلك من قدرات ومهارات وكفاءات وأن أول خطوات هذا الاستثمار تبدأ في عملية إعداد المعلم نفسه الذي يشكل الأساس في نقل المعارف والمهارات وتشكيل القيم وتطويرها وتوجيهها، وظهرت توجهات تربوية كثيرة تتطلع نحو مستقبل أفضل وتسعى نحو الارتقاء بالعملية التربوية برمتها وإعداد المعلمة بخاصةً، من أشهرها التوجه نحو الجودة ومدرسة المستقبل والتوجهات الأخلاقية والأدبية في العملية التربوية، وحظيت مرحلة رياض الأطفال بعامة وإعداد المعلم فيها بخاصة بعناية كبيرة، واتجهت معظم بلدان العالم نحو إعداد معلم رياض الأطفال في مستوى جامعي، وقام الاتحاد الدولي للتربية في الطفولة المبكرة (Early Child hood Education International) والاتحاد القومي لتربية الطفولة المبكرة (National Association for The education of Young Children NAEYC) بالتوصية بأن يكون إعداد معلم رياض الأطفال في مستوى جامعي، وتتراوح مدة الدراسة في برامج تلك الكليات ما بين (4/6) سنوات. (kostelnik,1993,p27) .

     كما حددت ندوة المجلس العربي للطفولة والتنمية (1989) الكفايات اللازم توافرها لدى معلمة رياض الأطفال ومواصفات منهاج إعدادها في جوانبه النظرية والتطبيقية، وأوصى المؤتمر الأول لتطوير برامج إعداد معلمات دور الحضانة ورياض الأطفال (1992) بضرورة رفع مستوى إعداد العاملين في مرحلة رياض الأطفال، وبأهمية اقتراح إستراتيجية مستقبلية للنهوض بالعمل في مرحلة رياض الأطفال وبإعداد المعلمات إعداداً يتفق مع التطلعات المستقبلية، وعلى الرغم من الاهتمام المتزايد في الوطن العربي من خلال الندوات والتوصيات بمرحلة رياض الأطفال فإن الكثير من الدراسات /مثل دراسة ياسين (2003) بعنوان "تقويم مهارات معلمات رياض الأطفال بالعاصمة المقدسة" ودراسة مسعود (2005) بعنوان "رياض الأطفال في مصر دراسة تقويمية" ودراسة أبو دقة (2007) بعنوان "دراسة تقويمية لجودة التعليم في رياض الأطفال بقطاع غزة" وغيرها من الدراسات في مختلف أقطار الوطن العربي/ أكدت أن كفايات معلمات رياض الأطفال دون المستوى المطلوب للنهوض بالعمل في رياض الأطفال، ويعود ذلك إلى عدم كفاية الإعداد والتأهيل للعمل في مرحلة رياض الأطفال وغيرها من الأسباب. 

مشكلة الدراسة:

لاقت مؤسسات رياض الأطفال في الجمهورية العربية السورية في الآونة الأخيرة اهتماماً كبيراً ظهر من خلال الزيادة الكمية في عدد الروضات فكانت (1180) روضةً عام (2000/2001م) وأصبحت (1637) روضةً عام (2006/6007م) وهذا يعني زيادةً في عدد الروضات بلغ (457) روضةً خلال سبع سنوات فقط، (وزارة التربية، التقرير السنوي، 2006/2007)، كما تم وضع مشروع إستراتيجية وطنية للطفولة المبكرة بإشراف الهيئة السورية لشؤون الأسرة ومشاركة وزارة التربية، يتم تنفيذ الإستراتيجية ضمن خطة زمنية تمتد من عام (2007م) ولغاية (2011م) وذلك تحت شعار "تنمية الطفولة المبكرة تنمية مستدامة"، كما أحدث بموجب القرار (87 تاريخ 10/4/2003م) تخصص رياض الأطفال في جامعة دمشق نظام التعليم المفتوح، يمنح درجة الإجازة في رياض الأطفال بعد دراسة أربع سنوات جامعية، كما افتتح بموجب القرار (286 تاريخ 13/8/2007م) تخصص رياض أطفال يتبع قسم تربية الطفل في كلية التربية بجامعة دمشق يمنح درجة الإجازة في التربية تخصص رياض الأطفال.

    وعلى الرغم من الاهتمام في مجال الطفولة بعامة والاهتمام بإعداد معلمات رياض الأطفال بخاصة في الجمهورية العربية السورية فقد صدر عن التقرير الوزاري في دراسة قامت بها وزارة التربية (2002، ص96) أن معظم المعلمات في الرياض غير مؤهلات تربوياً، وأن تأهيلهن غير كاف للعمل في رياض الأطفال، كما بينت دراسة كنعان (2007م) وجود جوانب قصور واضحة في إعداد المعلم في قسم رياض الأطفال نظام التعليم المفتوح من أهمها عدم ملائمة المنشآت، وعدم توافر الوسائل التعليمية والمخابر اللغوية ومراكز تطبيق الأنشطة، كما أن البرنامج المقدم يعاني الكثير من الخلل والقصور مقارنةً بمعايير متطلبات الجودة الشاملة، كما أكدت دراسة كنعان (2007م) ضرورة وضع مقاييس لإعداد معلم رياض الأطفال تبدأ بمناهج إعداد المعلم التي ينبغي أن تتصف بالوضوح من جهة وبمواكبتها لمعايير الجودة من جهة أخرى، كما بينت قردوح (2009) أن نسبة كبيرة من المعلمات في رياض الأطفال لسن على درجة كافية من الإعداد، وأن هناك غياب شبه تام للتخصص في رياض الأطفال لديهن.

   استناداً إلى ما سبق، وإلى أهمية وحداثة تجربة إعداد معلم رياض الأطفال في مستوى جامعي في الجمهورية العربية السورية، وجدت الباحثة ضرورة اقتراح إستراتيجية لإعداد معلم رياض الأطفال وفق متطلبات التوجهات التربوية الحديثة المتمثلة في الجودة ومدرسة المستقبل والتوجهات الأخلاقية والأدبية لاسيما أن هذه التجربة الحديثة لم تنل حظها المناسب بعد في الاهتمام والدراسة.

 فما متطلبات تلك التوجهات التربوية المعاصرة؟ وما الإستراتيجية المقترحة لتطوير نظام إعداد معلم رياض الأطفال وفق متطلبات تلك التوجهات التربوية؟

أهمية الدراسة:

 تنطلق أهمية الدراسة من النقاط الآتية:

1.    أهمية إعداد معلم رياض الأطفال.

2.    أهمية التوجهات التربوية المعاصرة المتمثلة في الجودة ومدرسة المستقبل والتوجهات الأخلاقية والأدبية.

3.    أهمية وضع إستراتيجية لإعداد معلم رياض الأطفال تعتمد على متطلبات التوجهات التربوية المعاصرة.

 

 

أهداف الدراسة:

 تهدف الدراسة إلى اقتراح إستراتيجية لإعداد معلم رياض الأطفال في الجمهورية العربية السورية، وذلك لتطوير نظام إعداد معلم رياض الأطفال وفق متطلبات التوجهات التربوية المعاصرة المتمثلة في الجودة ومدرسة المستقبل والتوجهات الأخلاقية والأدبية.

منهج الدراسة:

تتبع الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، وذلك بالإطلاع على الأدبيات المتعلقة بمتطلبات الجودة ومدرسة المستقبل والتوجهات الأخلاقية والأدبية، والدراسات التي تناولت واقع كليات رياض الأطفال وإعداد المعلم فيها، ومن ثم تم بناء إستراتيجية مقترحة لتطوير نظام إعداد معلم رياض الأطفال في الجمهورية العربية السورية استناداً إلى الواقع وإلى متطلعات التوجهات التربوية المعاصرة.

الدراسات السابقة:

    دراسة الكرش (1990) بعنوان "بعض الكفايات التعليمية المتطلبة لمعلمات رياض الأطفال" وقد استخلصت الدراسة الكفايات التي ينبغي تدريب الطالبة المعلمة عليها في أثناء عملية الإعداد، وهذه الكفايات كانت: الكفايات الخاصة بالتربية الدينية، والكفايات الخاصة بالتربية الجسدية، والكفايات الخاصة بالتربية العقلية، والكفايات الخاصة بالتربية الأخلاقية، والكفايات الخاصة بمجال الأنشطة، كما بينت الدراسة من خلال دراسة الواقع أن كفايات تنفيذ الأنشطة، واستخدام الطرائق في رياض الأطفال كانت أقل من المتوسط.

    دراسة الجعفري (2000) بعنوان "دراسة تحليلية للاحتياجات التدريبية لمعلمات رياض الأطفال" بينت الدراسة أن أكثر الحاجات إلحاحاً هي أنشطة الفنون المسرحية، وصنع الوسائل، وإنتاج ألعاب الأطفال، ومن ثم الحاجات إلى: كيفية تنفيذ الأنشطة والمفاهيم في رياض الأطفال، واستخدام الحاسوب ووسائل الاتصال.

    دراسة محمد (2006) بعنوان "دراسة مقارنة لبرامج تدريب معلمات رياض الأطفال أثناء الخدمة في مصر والمملكة المتحدة في ضوء الأهداف العالمية لرياض الأطفال"  بينت الدراسة وجود فروقات بين برامج التدريب في مصر وبرامج التدريب في  الولايات المتحدة، حيث كان التركيز في برامج التدريب في الولايات على الجوانب العملية بصورة أكبر عما هو في مصر بينما ركزت برامج التدريب في مصر بصورة أكبر على المناهج الثقافية.

    دراسة الشريف (2006) بعنوان "معاييرإعداد معلمة الروضة" حددت الدراسة أربعة معايير تتعلق بالطالبة المعلمة في كليات رياض الأطفال وهي: معيار القبول وتناول خصائص الطالبة المقبولة في كليات رياض الأطفال، والمعيار الثاني شمل المقررات المقدمة في أثناء عملية الإعداد وصنفها إلى ثلاثة أنواع من المقررات هي: مقررات ثقافية، ومقررات أكاديمية، ومقررات مهنية، أما المعيار الثالث: تناول الجانب التخصصي للطالبة المعلمة، حيث يترك للطالبة اختيار مواد وفقاً لرغبتها ومتابعة التخصص فيها، أما المعيار الرابع: شمل ضرورة الاهتمام بعملية اختيار وتدريب أعضاء الهيئة التدريسية في كليات رياض الأطفال.

    دراسة كنعان (2007) بعنوان "رؤية لإعداد معلم رياض الأطفال وتأهيله وفق متطلبات أنظمة الجودة" هدفت الدراسة إلى وضع تصور لإعداد معلم رياض الأطفال وفق متطلبات الجودة، وخلصت الدراسة أن واقع إعداد معلم رياض الأطفال يعاني الكثير من القصور سواء في البنية المادية للمنشآت في الكلية، أم فيما يتعلق بالمناهج والمقررات والتدريبات العملية، وقدمت الدراسة تصوراً لإعداد المعلم تناول الاهتمام بالإعداد الثقافي للطالب المعلم والتركيز على التدريبات العملية.

    دراسة مرتضى (2009) بعنوان: "الاحتياجات التدريبية لمعلمات رياض الأطفال في ضوء تحديات العصر" وخلصت الدراسة إلى تقديم مجموعة من المقترحات لمواجهة تحديات العولمة والعنف والتطرف والإرهاب والثورة التكنولوجية من أهمها: جعل مناهج الإعداد متضمنة لمفاهيم الحضارات والثقافات، وتشجيع المعلمة على المطالعة والقراءة المستمرة، تبني أهداف التعليم المتقن والتعليم الإبداعي، وإدخال مادة الحاسوب، والتدريب على مهارات البحث، والاهتمام بتعليم اللغة الإنكليزية، تدريب المعلمات على حل المشاكل السلوكية، واختيار المعلمات وفق معايير وأسس وطنية وقومية، تدريب المعلمات على التخطيط، وإدخال مفاهيم التربية البيئية والجنسية والصحية.

    نستنتج من الدراسات السابقة أن واقع إعداد معلمات رياض الأطفال غير كاف لتلبية المتطلبات التربوية المعاصرة ولمواجهة التحديات التي تحيط بمستقبل الأمة العربية، وأن معظم الدراسات العربية كانت تهم بدراسة واقع المعلمات وحاجاتهن التدريبية في أثناء الخدمة والقليل منها توجه نحو الاحتياجات في أثناء عملية الإعداد، كما أن الباحثة لم تجد دراسة وضعت تصوراً لكليات إعداد معلم رياض الأطفال جمعت التوجه نحو الجودة ومدرسة المستقبل والتوجهات الأخلاقية الأدبية في عملية إعداد معلم رياض الأطفال.

أسئلة الدراسة:

 تجيب الدراسة عن مجموعة من التساؤلات من أهمها:

1.  ما متطلبات إعداد معلم رياض الأطفال وفق التوجه نحو الجودة في العملية التربوية في كليات إعداد معلم رياض الأطفال؟

2.  ما متطلبات إعداد معلم رياض الأطفال وفق التوجه نحو تبني فكرة مدرسة المستقبل في كليات إعداد معلم رياض الأطفال؟

3.  ما متطلبات إعداد معلم رياض الأطفال وفق التوجه نحو المعايير الأخلاقية والأدبية في كليات إعداد معلم رياض الأطفال؟

4.    ما الإستراتيجية المقترحة لإعداد معلم رياض الأطفال وفق متطلبات التوجهات التربوية المعاصرة؟

مصطلحات الدراسة:

تعرف الإستراتيجية بأنها: الأنشطة والخطط التي تقرها المؤسسة على المدى البعيد، بما يضمن تحقيق أهداف رسالة المؤسسة ضمن بيئة محددة بطريقة فعالة وبكفاءة عالية. (إدريس، والمرسي، 2006، ص22)

وتعرف الدراسة الحالية الإستراتيجية المقترحة لتطوير نظام إعداد معلم رياض الأطفال: مجموعة من الأنشطة والإجراءات والخطط التي تعتمدها كلية إعداد معلم رياض الأطفال من أجل تحقيق مجموعة من الأهداف المتطلعة نحو التوجه نحو الجودة ومدرسة المستقبل والتوجهات الأدبية والأخلاقية، وتتناول الإستراتيجية المقترحة أساليب تحقيق الأهداف المرجوة والمحتوى وأشكال تقويم الكفايات المتكونة لدى الطالب المعلم.

ويعرف الوكيل التطوير بأنه: عملية إحداث مجموعة من التغيرات والإجراءات بهدف الوصول بالمجال المراد تطويره إلى أحسن صورة بكفاءة تامة وعلى أتم وجه وبأقل وقت وجهد. (الوكيل، 1982، ص13)

ويعرف تطوير نظام إعداد معلم رياض الأطفال في الدراسة الحالية بأنه: مجموعة من التغيرات في أهداف إعداد معلم رياض الأطفال وفي محتوى ونوعية المقررات وطبيعة أساليب التدريب والتدريس في الكلية وفي أشكال تقويم كفايات الطالب المعلم، بما يضمن تحقيق الأهداف المرجوة والمتوافقة مع متطلبات التوجهات التربوية المعاصرة التي اقترحتها الدراسة.

نظام إعداد معلم رياض الأطفال: نظام يلتحق فيه الطالب المعلم في كلية التربية بجامعة دمشق تخصص رياض أطفال يتبع قسم تربية الطفل افتتح بموجب القرار (286 تاريخ 13/8/2007م)، يهدف إلى إعداد الطالب المعلم إعداداً تربوياً في مجال الموضوعات والتدريبات المتعلقة بالطفولة وبمرحلة رياض الأطفال، ويؤهله للعمل في مؤسسات رياض الأطفال والجهات المهتمة بالطفولة، مدة الدراسة في هذا النظام أربع سنوات أكاديمية.

وسيتم التعرف إلى التوجهات التربوية المعاصرة التي اقترحتها الدراسة ومتطلباتها في متن الدراسة الحالية.

أولاً_ الاتجاه نحو الاهتمام بالجودة في إعداد معلم رياض الأطفال:

    يعد الاتجاه نحو تبني ثقافة الجودة من أشهر الاتجاهات التربوية المعاصرة وأكثرها انتشاراً ومفهوم الجودة بحد ذاته تطور ليتناول جوانب ومجالات كثيرة من أهمها الجودة الشاملة وإدارة الجودة الشاملة وضمان الجودة والاعتماد في مؤسسات التعليم العالي وغيرها من المصطلحات والمفاهيم التي انبثقت عن تبني اتجاه الجودة في التعليم. والجودة تعني "صفة أو درجة تميز في شيء ما، وتعني درجة امتياز نوعي من المنتج" (المحياوي، 2007،ص140)، والجودة في التعليم تعني الحكم على مستوى تحقيق الأهداف وقيمة هذا الإنجاز، ويرتبط هذا الحكم بالأنشطة أو المخرجات التي تتسم ببعض الملامح والخصائص في ضوء بعض المعايير المتفق عليها(حسين، 2005، ص150) ويعرف فريوان جودة التعليم العالي بأنه "مدى قدرة الجامعة على رسم السياسات وإنجاز المهمات التي من شأنها أن تطور سلوك المتعلم حتى يكون قادراً على الإبداع والتجديد في حياة الأمة العربية بما يواكب العصر" (فريوان، 2007، ص243)

    وتتناول عملية الجودة في كليات إعداد معلم رياض الأطفال مجموعة مجالات منها: ما يتعلق بالطالب المعلم في الكلية، ومنها ما يتعلق بالبرنامج المقدم، وأساليب التدريس والتقويم، وأعضاء الهيئة التدريسية، إضافةً إلى التشريعات والتمويل والمباني والتجهيزات، وما يهمنا هنا جودة نظام إعداد معلم رياض الأطفال، وتعني جودة إعداد معلم رياض الأطفال جوانب كثيرة منها: ما يتعلق بمواصفات الطالب المعلم في تلك الكليات،  ومنها ما يتعلق بالأهداف، والبرامج النظرية والعملية المقدمة، وأساليب التدريب والتقويم، وقد أسهمت كلية رياض الأطفال في القاهرة بوضع مجموعة من المعايير المتعلقة بالطالبة المعلمة في كلية رياض الأطفال، وحددتها في أربعة معايير هي: (الشريف، 2006، ص26)

1.  المعيار الأول: معيار القبول، تناول خصائص الطالبة المتقدمة إلى كليات التربية، إضافةً إلى تزويدها بأهداف الكلية ومقرراتها ونظام الدراسة فيها,

2.  المعيار الثاني: البرنامج التربوي ومكوناته، يتناول البرنامج التربوي ضرورة توصيف المقررات ، وينقسم إلى ثلاثة مكونات هي: المكون الثقافي والمكون الأكاديمي والمكون المهني، إضافةً إلى تحديد أوزان نسبية لكل مقرر من المقررات.

3.  المعيار الثالث: الجانب التخصصي، وفيه يسمح للطالبة المعلمة بانتقاء مواد اختيارية، وتعد مواد التربية العملية والتدريب جانباً أساسياً ومهماً في برنامج الإعداد.

4.  المعيار الرابع: معلم المعلم، يقصد به عضو الهيئة التدريسية في كليات رياض الأطفال، وقد حددت الكلية مواصفات وشروط عضو هيئة التدريس في الكلية.

متطلبات تحقيق الجودة في عملية إعداد معلم رياض الأطفال:  

 حدد الجلبي متطلبات الاهتمام بمجال الجودة في التعليم العالي وتلتقي في ثلاثة أبعاد هي: البعد الأكاديمي ويعني تمسك الجامعة بالمعايير والمستويات المهنية والبحثية الأكاديمية، والبعد الاجتماعي ويقصد به تمسك الجامعة بإرضاء حاجات القطاعات الاجتماعية وخدمتها، أما البعد الفردي فيتطلب تمسك الجامعة بتحقيق النمو الشخصي لطلبتها من خلال التركيز على حاجاتهم المتنوعة. (الجلبي، 2007، ص282)

ومنه يمكن تحديد متطلبات الجودة في عملية إعداد معلم رياض الأطفال في ثلاثة أبعاد هي:

1.  البعد الفردي: تحقيق كليات إعداد معلم رياض الأطفال النمو الشخصي للطالب المعلم، والعمل على تحقيق حاجاته، وهذا يتطلب إجراء دراسات متنوعة تحدد فيها حاجات الطالب المعلم.

2.  البعد الأكاديمي: التزام كليات إعداد معلم رياض الأطفال بتدريب الطالب المعلم على مجموعة من الكفايات المعرفية والأدائية والمهنية، على أن تتصف تلك الكفايات بمجموعة من المعايير يتم تحديدها بما يحقق الإتقان من جهة والمرونة والتطوير من جهة أخرى.

3.  البعد الاجتماعي: التزام كليات إعداد معلم رياض الأطفال بإعداد الأفراد القادرين على العمل بكفاية في مؤسسات رياض الأطفال، إضافةً إلى إعداد الخبراء والمتخصصين في مجال الطفولة: مثل المتخصصين في تصميم البرامج وبناؤها، التوجيه والإرشاد، المشكلات السلوكية وصعوبات التعلم والتكيف، الإدارة التربوية، التشريعات المتعلقة بالطفولة، وغيرهم من الأفراد القادرين على تلبية رغبات المجتمع وتحقيق حاجاتهم، وهذا يتطلب ارتباط مستمر ما بين كليات إعداد معلم رياض الأطفال وحاجات المجتمع المحلي من خلال الدراسة المستمرة لخصائص المجتمع وثقافته ومتغيراته والعوامل المؤثرة فيه ومشكلاته وحاجاته المستقبلية.

أسباب تزايد الاهتمام بالجودة في كليات إعداد معلم رياض الأطفال:

 تزايد الاهتمام بالجودة في التعليم العالي نظراً لما يواجهه الوطن العربي من تحديات من أهمها: ثورة المعلومات والاتصالات، والتقدم العلمي والتقني، العولمة والاستلاب الثقافي والهيمنة الأجنبية، وزيادة النفوذ الدولي على القرار الوطني (المحياوي، 2007، ص126) إضافةً إلى ما يعانيه المجتمع العربي من تخلف في العديد من المجالات الثقافية والصحية والاجتماعية، وانخفاض معدلات الإنتاج وزيادة نسبة الاستهلاك، وتزايد التعقيدات الإدارية، وسوء توزيع القوى العاملة، وانخفاض الكفاءات المطلوبة، وسوء التخطيط والتنظيم، وعدم الوضوح الفكري إلى آخر تلك القضايا التي يعاني منها المجتمع العربي كونه مجتمعاً نامياً يشق طريقه بصعوبة إلى التنمية (محمد،2001، ص132)، وقد لخص كمال ثلاثة أسباب أساسية تدعو إلى زيادة الاهتمام بجودة التعليم العالي هي:  الزيادة الهائلة في أعداد الطلبة الملتحقين بمؤسسات التعليم العالي وحدوث تنوع في الأهداف والبرامج مع شح الموارد المالية المتاحة، مما أوجد قلقاً لدى التربويين من تدهور المستويات التعليمية بحيث يطغى الاهتمام بالكم على حساب نوعية التعليم، وتزايد القناعة لدى المسؤولين بأن النجاح الاقتصادي يتطلب قوى عاملة جيدة الإعداد، وهذا لا يتأتى إلا من خلال برامج تعليمية وتدريبية جيدة النوعية في مؤسسات التعليم العالي، ومطالبة الهيئات والمنظمات الاجتماعية المختلفة بتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين بعامة وللمتعلمين بخاصة، وتجاوب الحكومات مع تلك المطالب. (كمال، 2004، ص18) ويضاف إلى تلك الأسباب عوامل أخرى من أهمها ظهور تقنيات جديدة في نظم المعلومات، إضافة إلى إسهام القطاع الخاص في التعليم مما غلب عليه الصفة التجارية. (الخطيب، 2003، ص14)

ومنه يمكن تحديد أهم الأسباب التي أدت إلى الاهتمام بالجودة في كليات إعداد معلم رياض الأطفال:

1. ما أثبتته الدراسات من فاعلية إعداد معلم رياض الأطفال في مستوى جامعي يمتد من (4/6) سنوات مقارنةً بالإعداد في مستوى المعاهد ذات العامين. (جابر، 2000، ص 406)

2. ازدياد الإقبال على الدراسة في كليات إعداد معلم رياض الأطفال أو ما تسميه بعض الدول كليات رياض الأطفال، وذلك نتيجة لتعدد المجالات التي يمكن أن يعمل فيها الخريج /ليس بالضرورة لمن التحق في كليات رياض الأطفال أن يكون معلم روضة فقط/، ففي المملكة المتحدة مثلاً بلغ عدد الشهادات التي يمكن أن يحملها العاملون في مجال الطفولة المبكرة عام (2000م) ما يعادل (329) نوعاً من الشهادات المعترف بها. (Judith,2000,p168)

3. ما أكدته الأبحاث من وجود علاقة إيجابية ما بين جودة إعداد معلم رياض الأطفال في مستوى جامعي وتحقيق النمو المتكامل للطفل. (Barnett W, 2004)

4. إن إعداد معلم رياض الأطفال إعداداً جيداً يمكنه من تحقيق التوافق والتعاون ما بين الروضة وأهالي الأطفال، وذلك لأن المعلم المعد إعداداً جيداً قادر على إشراك الأهالي بفعالية في البرنامج التربوي للروضة سواء من حيث تربية الأبناء أم من حيث إشراكهم في الخدمات الداعمة للمنهاج في الروضة والعمل التربوي فيها. (Coffman,&Lopez, 2003)

5. إن إعداد معلم رياض الأطفال وفق متطلبات الجودة يقدم العديد من الخدمات الإجتماعية، لأن المعلم يتمكن من تحقيق النمو النفسي والاجتماعي السوي لطفل الروضة، مما يجنب الروضة والمجتمع التكاليف الباهظة التي من الممكن أن يتكبدوها نتيجة عمليات إعادة تأهيل الأطفال والخدمات التربوية والنفسية الموجهة إليهم. (Coffman,&Lopez, 2003)

صفات برنامج إعداد معلم رياض الأطفال المرتفع الجودة: (الخطيب، 2003، ص15)

    اتفق الباحثون على مجموعة من الخصائص التي تميز التعليم العالي المرتفع الجودة من أهمها: قدرة المتعلم على اكتشاف المعرفة بنفسه، وامتلاكه لمهارات البحث العلمي والقدرة على التحليل والتقويم والقدرة على التعلم الذاتي، والقدرة على الاحتفاظ بالمعرفة لمدى طويل، والقدرة على إدراك العلاقات وتوظيفها في معارف جديدة، القدرة على تطبيق المعارف النظرية، وتوصيل المعرفة إلى الآخرين والاتصال بمهارة معهم، إضافةً إلى بث الدافعية والحماس والرغبة في متابعة التعلم لدى المتعلم، كما أكد الباحثون أن تلك الخصائص لا يمكن تشكيلها إلا في ظل ظروف معينة من أهمها: تهيئة الاستعداد المعرفي والوجداني لدى المتعلم من أجل المساهمة في العملية التعلمية بفاعلية، تهيئة الدافعية للتعلم فالمتعلم لا يتعلم إلا إذا كان هناك سبباً مقنعاً يدفعه، وإلى الآن يعد اجتياز الامتحان من أقوى الأسباب الباعثة إلى التعلم لذلك أوصى الباحثون أن تكون طبيعة الامتحانات ونظمها معدة بما يكفل ضمان تركيز المتعلم على جودة تعلمه وليس مجرد عملية حفظ واستظهار للمعارف، كما أكد الخطيب خصائص الجامعة الجيدة في مجموعة نقاط من أهمها: الاهتمام بالنوعية الجيدة في التدريس والتدريب بحيث يتمكن الطلبة من التعامل بكفاءة وفاعلية مع مجموعة واسعة من الوظائف والأنشطة المدنية والمهنية، والتركيز على توافر الكفاءة والجدارة لكل من الطلبة والعاملين مع الأخذ بعين الاعتبار العدالة الاجتماعية، وأن تكون الجامعة مركزاً للبحث ونشر المعرفة وتقدم العلوم والتجديد والإبداع، الاهتمام بأن تكون الجامعة مركزاً للتعليم المستمر من جهة ومن جهة أخرى أن تكون الجامعة نواة تعاون وتكامل مع قطاعات المجتمع المختلفة، أن تهتم الجامعة بالقضايا المحلية والدولية وتشجع النقد البناء والحوار، وأخيراً أن تهتم الجامعة بإيجاد أهداف عالية والعمل على تحقيقها رغم الصعوبات إلى جانب التوفيق بين الحياة المعاصرة والخصائص الثقافية للمجتمعات. (الخطيب، 2003، ص 254)

ومنه يمكن استنتاج خصائص نظام إعداد معلم رياض الأطفال وفق متطلبات الجودة:

·        أن ينمي القدرة نحو التعلم الذاتي.

·        أن ينمي مهارات البحث العلمي.

المصدر: بحــث استراتيجية مقترحة لتطوير نظام إعداد معلم رياض الأطفال في ضوء التوجهات التربوية المعاصرة إعداد د. رانية صاصيلا قسم المناهج وطرائق التدريس كلية التربية جامعة دمشق
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 3703 مشاهدة

Ibrahim Mohammad Abo zaid

ibrahimabozaid
أهداف الموقع ورسالته : نشر طرق تعليم اللغة العربية ومهارتها لطفل ما قبل المدرسة نقل جميع المعارف والعلوم الخاصة بمرحلة رياض الأطفال عرض الأفكار الجديدة والطرق التربوية المستحدثة في التعليم نشر المعرفة بجميع أنواعها نشر الفكر الخاص بالدكتور إبراهيم أبو زيد في جميع المجالات نشر بعض أفكار التنمية البشرية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

25,535