حسين عبد العزيزعبده الحسانين

المال العام وكيفية الحفاظ عليه - الجودة وإدارة المستشفيات - وخواطر أدبية - وقضايا الوطن

 

الإدارة بالمستشفيات وإدارة المتغيرات !

عندما تدير وحدة ما ، وتكون أعمالها تكاد تكون ثابتة فى تناولها ، وتسمح بوجود فاصلا بين تلقى الخدمة وتقديمها ، تكون الإدارة بسيطة إلى حد ما ، ولا يواجه المدراء بمثل هذه الوحدات ، بمنغيرات يومية تحتاج لقرارات وإجراءات فورية ، لمعالجة ما يطرأ من تغيرات وفقا للمتغيرات التى نطرأ اثناء العمل .

والعمل بالمستشفيات بخلاف ما سبق ، حيث الأعمال لا تكون ثابتة فى التناول ، ولا يوجد فاصلا زمنيا بين تلقى الخدمة وتقديمها فى السواد الأعظم فى عملها اليومى ، ولذا يجد مدراء المستشفيات أمامهم متغيرات يومية ، يعمل فى ظلها ويحتاج إلى إتخاذ قرارات فورية لمواجهة تلك المتغيرات الطارئة ، وبصورة يضمن معها تقديم الخدمة لمتلقيها ، بأقل مجهود ووقت ممكنين ، مع تحقيق أقصى رضاء ممكن أيضا لمتلقى الخدمة .

وإذا كان عماد المستشفى أطباء وتمريض وها هو الشق الأول ، وبقية الإدارات والأقسام كشق ثانى ، تعتبر خدمات معاونة وإن تفاوتت فى أهميتها بين بعضها البعض فى علاقتهما بالشق الطبى أطباء وتمريض ، وكلا الشقين يجب أن يعملا معا فى تناغم وتناسق لغاية واحدة وهى : تقديم الخدمة الطبية للمريض ، بأقل وقت ، وبأقل مجهود ، وبأقصى رضاء له.

والمتغيرات داخل المستشفيات تتوزع على الشقين معا ، الطبى والخدمات المعاونة ، وكلاهما يؤثر فى الأخر ، فالمتغيرات فى الشق الطبى تؤثروتتأثر بمتغيرات شق الخدمات المعاونة ، والعكس صحيح ، متغيرات شق الخدمات المعاونة يؤثر ويتأثر بمتغيرات الشق الطبى ، ولا يمتد التأثير والتأثر للعلاقة بين الشقين فقط ، بل يمتد داخل الشق الواحد كلا بمفرده ومفرداته ، ومحصلة ذلك تصب على أداء الخدمة ومتلقيها ، وهنا تأتى أهمية المدير العام للمستشفى ، الذى يكون على وعى تام بهذه المتغيرات ، ودراستها ، ووضعها تحت الميكروسكوب ، مكبرا  صغيرها ، ومدققا فى تفاصيلها ، وأيضا ينظر إليها نظرة تلسكوبية ، مقربا لبعيدها ، ومحلقا بينها ، بحيث يضمن تناسقا وتناغما بينها وبين البعض ، فى سبيل تحقيق الغاية المنشودة .

فالإدارة فى المستشفيات ، هى إدارة للمتغيرات ، وبالتالى تحتاج على مداراليوم لقرارات وإجراءات لمواجهة أى ظروف طارئة ، أو محو أى سلبيات تعيق المسافة البينية بين المريض كمتلقى خدمة ، والطبيب كمقدم للخدمة ، فلا يمكن تصور مستشفى بلا أطباء أو بلا تمريض أو بلا مهندسين أو فنيين أو معاونى أمن أو بلا عمال أو موظفين لكافة الخدمات المعاونة والمؤدية لتسهيل العمل فى المسافة البينية بين المريض والطبيب ، وكل هذا أمثلة على سبيل المثال لا الحصر .

فالمدير الواعد والناجز ، هو من يدير بين هذه المتغيرات ، ويجعلها تتكامل ولا تتعاند ، وفى إتجاه واحد بلا تشتت أو نشاز ، وحتى وإن بدت للعين أنها متقابلة من إتجاهات مختلفة ، إلا أنها تتقابل لتلتقى فى نقطة واحدة ، نقطة تلقة الخدمة للمريض بأقل مجهود وبأقل وقت وبأقصى رضاء ممكن له ، يخرج من المستشفى شاكرا وراضيا لا ساخطا وناقما .

والله تعالى أعلى وأعلم.

 

المصدر: الإدارة بالمستشفيات وإدارة المتغيرات .. بقلم حسين عبدالعزيزعبده
husayn-abdelazi

حسين عبد العزيز عبده ..مجرد إنسان دائم البحث عن الإنسان بداخله والحفاظ عليه

عدد زيارات الموقع

42,741