نفس تبكى الربيع
عندما تذبل أوراقى ويحين خريفى
وتسكبها أغصانى وتكف عن الحفيف
والقلب باك ويشوى من هجير به
ويقيم ماتما بليل على ظل وريف
والسحب تركض بالسماء وتمطر حزنها
والنجم تاه عن الدرب وضاع بريقه
والبدر يبدو من قبوه شاحب ونحيف
والطير يشدو بالوداع منرنما
بأحلام الصبا شيدت كقصر منيف
والزهر يأفل فى ريعان شبابه
يبكى شذاه بكاء إلف على أليف
والدهر ياتى وقد أناخ بحمله
واستوى على الحصير لدينا والقطيف
وبحر الحياة طغى عنوة علينا
حطم المجداف فينا وصرنا بلا تجديف
وصرنا نرمق الحياة بعين خوف
كمن يخاف ظله وما هو بالمخيف
عندها أودع الوجود وما حالفته
وأبفى أنا ! وحدى أنا ! والموت حليفى