الأسباب الجذرية الكامنة في منبت ظاهرة الاتجار بالأشخاص متباينة، وكثيراً ما تختلف من بلد إلى آخر فالأشخاص المحرومون من المزايا إذ يسعون إلى البحث عن حياة أفضل في أماكن أخرى كثيرة ما يستدرجون إلى الوقوع رهن سيطرة المجرمين الذين ينتهزون الفرصة السانحة في وقوعهم بين أيديهم وهم فى حالة سيئة فيعمدون إلى استغلالهم. كما إن المشقة الاقتصادية والنزاعات والجريمة والعنف الاجتماعي، والكوارث الطبيعية، وسائر الضغوط المشابهة، هي كلها عوامل ينجم عنها حالة من اليأس تعتري الملايين من الناس وتجعلهم مستضعفين وعرضة لشتى أشكال الاستغلال والاستعباد. وفي كثير من المجتمعات، تعتبر الفتيات أقل قيمة من الفتية، ويتوقع منهن أن يضحين بتعليمهن لكن يأخذ على عاتقهن القيام بمسئوليات منزلية، كالعناية بواليهن وأشقائهن وشقيقاتهن. وهذا التمييز القائم على نوع الجنس يجعل النساء والفتيات عرضة لخطر الاتجار بالأشخاص، على نحو غير متناسب في المجتمع.
على أن من العوامل الأخرى التي تسهل الظروف لظاهرة الاتجار بالأشخاص: إمكانية النفاذ عبر الحدود. ووجود موظفين حكوميين من الفاسدين. وضلوع جماعات أو شبكات إجرامية منظمة دولية في هذه الجرائم والقدرة المحدودة أو الالتزام الضئيل لدي بعض ضباط الهجرة وإنفاذ القانون فيما يخص مراقبة الحدود، وعدم وجود تشريعات مناسبة ولا إرادة سياسية والتزام على نحو واف بالغرض لإنفاذ التشريعات الحالية والقيام بالمهام المسندة
ساحة النقاش