<!--[endif]-->عمّان – آيات الحبال
رغم تحدثها الأردنية بطلاقة مع أبنائها الثلاثة ، إلا أن ملامحها المصرية الأصيلة تجعلك تستطيع من الوهلة الأولى أن تفرقها عن كل من حولها في الدار.. فهى أم مصرية ساقتها الظروف إلى أن تسكن مأوى النساء بعمّان ،الذي يضم جنسيات متعددة، هربا من جحيم الحياة مع زوجها الأردني وزوجته وأبنائه السبعة.
عايزة أرجع بلدي
بدأت (م.ن ) كلامها مع بوابة الوفد التى حاورتها بمقر المأوى بعمان بهذه الجملة " أنا عايزة أرجع بلدى، أكبر غلطة عملتها إنى اتجوزت أردنى " ..
ثم تعود لتروى حكايتها: " كان زوجى صديق لوالدى وكان يكبرنى بـ 30 عاما، نحن أسرة ميسورة الحال وكنت فى الثانوية العامة عندما تقدم لخطبتى، وكنت أعلم أنه متزوج ولديه أبناء ولكنى وافقت عليه بعد أن اشترط أبى عليه أن أعيش فى مصر وألا أذهب للأردن .
وبالفعل أحضر لي سكنا فى مصر الجديدة وكان يعاملنى أفضل معاملة، وسمح لى أن أكمل تعليمى وساعدني كثيرا حتى حصلت على بكالريوس التجارة بالرغم من إنجابى توأم فى بداية زواجنا . وكان يحضر لمصر 3 شهور بالسنة وباقى العام يعيش فى الأردن مع زوجته وأبنائه السبعة .
وتابعت: المشكلة بدأت بعد مرور 8 سنوات من زواجنا فى شهر ديسمير الماضى عندما حدثت مشاكل فى عمله بمصر ، مما اضطره إلى إنهاء أعماله فيها والاستقرار بالأردن بعد أحداث الثورة، فاضطررت بالطبع للذهاب معه، وكان الاتفاق أن أسكن فى منزل زوجته الأولى أنا وأبنائى وأتمتع بكامل حقوقى، ولكن ما إن وصلت إلى الأردن حتى أنجبت ولدى الثالث وتم السماح بمنحه جنسيتى المصرية واستخرج له والده أوراقا مصرية مثل إخوته..
بعدها بدأت رحلة العذاب ، فقد ظللت 9 أشهر حبيسة فى الطابق الأخير بفيلا زوجته الأولى وتم منعي من الخروج أو حتى الجلوس مع أبنائي خارج غرفتي. وكانت زوجته وابنه الأكبر يعتدون على بالضرب دائما، وإذا ما اشتكيت لزوجى يقول " أنت مصرية.. وهو ده مقامك.. انت جايه هنا تخدمينا "
تحملت كل إهانات زوجته المتكررة والتى وصلت إلى حد حرمانى من أبنائي شهرا بأكمله ، لكن ما لم أستطع تحمله هو حبس أبنائى الثلاثة بالطابق الأخير دون طعام أوشراب.. حاولت الصراخ والاستغاثة ولكن لم يستجب أحد، وفى آخر الليل تمكنت من الخروج من الغرفة ووجدت باب الفيلا مفتوحا فقررت الهرب أنا وأبنائى، وتوجهت إلى السفارة المصرية فورا فقاموا بتحويلى على مأوى النساء .
وتستطرد: قامت السفارة بالاتصال بزوجي وتم التفاوض معه على الطلاق ، وفي المأوى قاموا بعلاجى من آثار الضرب ووفروا لنا كل وسائل الراحة، وما زلت في انتظار إنهاء إجراءات الطلاق لأعود وأبنائى إلى مصر .
البيه نوري..!
لم تكن (م.ن ) الحالة الوحيدة المصرية التى تعرضت للعنف والإنتهاك في الأردن ، فداخل نفس المأوى قابلنا ( س .ه ) فتاة مصرية عمرها 22 سنة ،حضرت للأردن بعد زواجها من أحد الأثرياء الذي أخبرها أنها زوجته الوحيدة ، وبمجرد وصولها للأردن اكتشفت أنه متزوج وأنه من طائفة ( النَوَر ) "مثل الغجر في مصر " ليقوم بتسليمها لزوجته التي استولت على جواز سفرها وحاولت إجبارها على أعمال مخلة بالآداب.
وبعد مرور شهرين من التعذيب والضرب والإهانة تمكنت الفتاة المصرية من الهروب والذهاب إلى السفارة المصرية، التى بدورها حولتها إلى مأوى النساء حيث أثبت الطب الشرعى كل الانتهاكات التى تعرضت لها.
تقول الفتاة: في المأوى ساعدوني في رفع قضية على زوجي وبالفعل أخذت حكما بالطلاق والسفارة سوف تعيدني إلى مصر .
أما (ف.س) عمرها 19 سنة .. فقد تزوجت من نورى آخر أراد إجبارها على التسول، ولأنها طالبة جامعية رفضت كل محاولاته وتواصلت مع السفارة المصرية وأقامت بالمأوى حتى حصلت على الطلاق .
يقولون عنها داخل المأوى: هذه الفتاة بالذات تعتز بمصريتها بشدة ودائما ما تقول " انا بنت ناس محدش يعمل في كده أبدا " وبالفعل بعد طلاقها عادت واتصلت بنا لتخبرنا أنها سوف تحول دراستها إلى كلية الحقوق .
معظم الضحايا من مصر
عن دور المأوى المخصص للمعنفات تقول ناجية الزعبى ،مديرة برنامج خط الإرشاد ، المأوى تابع لإتحاد المرأة الأردنى، وقد تم افتتاحه 1999 ومن قبله خط الإرشاد الذى يقدم خدمات الدعم القانونى والنفسى للنساء المعنفات سواء الأردنيات أو الجنسيات الأخرى، ومنذ تأسيسه حتى 2010 دخل المأوى مايقرب من 1046 سيدة منهم 100 سيدة من جنسيات مختلفة، من جنوب شرق آسيا وسيريلانكا والفلبين، ولكن الملاحظ أن النسبة العالية التى تستفيد من خدمات المأوى وخط الإرشاد هم المصريات وذلك بسبب فئه اسمها ( النور) ..!
وتشرح: والرجل في هذه الفئة لا يعمل ويجبر زوجته على التسول أو العمل في الدعارة وتوريد 50 دينارا يوميا ، وإذا لم تأت بهذا المبلغ تعاقب بالطرد أو الضرب أو الحرمان من الأكل وأخيرا الاعتداء الشاذ من الزوج .
ولأن معظم هؤلاء الفتيات يعانين من ظروف اقتصادية متدنية للغاية وأغلبهن أميات فمعظمهن يخضعن للزوج وأسرته، ولكن بعد عملنا مع الكثير من السيدات بدأ ينتشر الوعى بينهن وبالتنسيق مع السفارة نحاول التواصل مع الأطراف المعنية ونصل إلى تسوية ودية لكى تتمكن من العودة إما إلى زوجها أو إلى بلدها بصحبة أطفالها لأن القانون الأردنى يمنع خرو ج الأبناء الى أى بلد إلا بموافقة الأب فى حالة حصول الأبناء على الجنسية الأردنية .. أي أننا فى النهاية نسير حسب رغبة السيدة .
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - مصريات في قبضة "النَوَر" على الأراضى الأردنية