منذ تعداد 1996 وحتى الآن..
البطالة تتسبب فى تزايد أعداد خادمات المنازل 6 أضعاف
ناولت الدكتورة إنعام عبد الجواد رئيس شعبة بحوث الريف بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية البعد المحلى لخادمات المنازل من خلال خبرتها معهم من خلال ورقة عمل تحت عنوان "خادمات المنازل كأحد أنماط الاتجار بالبشر".
وأشارت ورقة العمل الخاصة بالدكتورة إنعام الى اهتمام الأعمال الدرامية السينمائية والتليفزيونية بعض قضايا خادمات المنازل وكشفت عما تعانية الخادمة من قهر واستغلال ، متخذة من رائعة الدكتور طه حسين فى فيلم دعاء الكراون وفيلم الزوجة الثانية نموذج لذلك ، حيث جسدت آمنه وهنادى الخادمتان وضع الخادمة فى البيت المصرى رغم مرور أكثر من 60 عاما على الفيلم.
ورصدت إنعام وجود تغيرات اجتماعية أثرت فى أنتشار ظاهرة خادمات المنازل، فى ظل نزوح الخادمات من الريف للمدينة، والخادمات المقيمات فى الحضر عند اسر قادرة ماديا ، وإسهام البطالة على دخول الحاصلات على التعليم المتوسط والجامعى إلى سوق عمل الخادمة بالمنازل ، وتغير أساليب تشغليهن لفترات أو مدة محدودة فى الأسبوع أو طوال الشهر، وارتباط ذلك بارتفاع معدلات الفقر.
ورصدت إنعام تزايد حجم الظاهرة إلى 6 أضعاف منذ آخر تعداد تم عام 1996 حتى الآن قائلة "ارتفع عددهن من 11193 عام 96 أى بنسبة 5% من إجمالى الملتحقات بالأنشطة الاقتصادية ليصل الآن إلى 96455 بنسبة 3% ، مع الوضع فى الاعتبار أن هذه الأرقام اقل من حجمها الواقعى.
وحاولت إنعام من خلال ورقة العمل رصد بعض مظاهر استغلال الخادمات وأساليب قهرهم قائلة "إن الخدمة فى المنازل تعد أحد أنماط التشغيل فى القطاع غير الرسمى ولا تخضع إلى قوانين منظمة للعمل وعدم توافر فرص حماية قانونية تشريعية تضمن لهن حق العمل والأمان الاجتماعى ، إضافة إلى تفاوت المعاملة اليومية للخادمة مابين معاملة إنسانية أو إقصائها فى المنزل، وتضاعف أعباء الخادمة فى بيت المخدوم وبيتها، كما تتعرض خادمات المنازل إلى سوء الاستغلال الجنسى والذى يعد أعلى درجة من درجات الاستغلال ويصاحبه آثار نفسية وجسمية بشعة إضافة إلى أنه يساهم فى تواجد ظاهرة الأطفال غير الشرعيين.
واختتمت إنعام ورقة عملها بطرح تساؤل حول الوضع فى حال تفنن بعض الأسر فى أساليب قهر مخدوماتها ما بين عنف لفظى بالإشارة أوالسب والإهانة ومادى مباشر يجمع بين الإيذاء البدنى والنفسى يصل إلى حد التشويه والقتل، وتعرض الخادمة للطرد فى أى لحظة من عملها، يجعلها تخضع لابتزاز سماسرة خدم المنازل وتحولهن إلى سلعة للمتاجرة فهن بذلك يدخلن ضمن ملف الاتجار بالبشر.