غابة الدهشة : قصائد الشاعرة هدى حاجي

أكاليل روحي أقدمها لك أيها المتلقي رذاذاً من الكلمات

authentication required

 

أبنــــــــــوس الغيــــــــــاب

 

 



أنا الشاعرة

ظبية من ندى الكلمات

أعدو مع مهرة الغيم

و وعول الذاكرة

أرعى قطعان

حملانها الذاهلة

أرويها من شفاه الينابيع

مياه قلبي الماسية

و أزهاره الذهبية

و شهد ما يقطر

من ثغر تينة ناهدة

و أطلقها تقضم في نشوة

تفاح غوايتي الأخيرة

وشهوة عشبة للحنين

تتشرب ندى أسرارك

نقطة ضوء من لؤلؤ السماء

تتدلى من أشجار عنبرية

بحدائق بلورات الأسئلة

فاكهة بمذاق الدهشة

تهدهد أبوابك المفتونة بجنوني

و بحلم من جمان

 

***

تتعتق في قمقم الزمان

مباخر من أيقونة السحر

تشعل جذوة انطفاءاتها

لوشاح عبق أزلي

يقبس مهجته

مشاعل تضئ كتاب الأوطان

ترفرف في صفحاتها

يمائم روحي

طوقا معراجيا من اشراق

وتمضي في موشحاتها

العربية الأوشام

أنغاما أندلسية

من عزف كمان

تطير اليك من النوافير المنسية

فراشات لوعة ذاهلة

بساحات بابل العتيقة

و آهات شوق من ضباب

تتسلق الحيطان الموجوعة

بقصر الحمراء

ظمآى لأنخاب الفاتحين

لنسغ السرول في هامتك

يكسو خواء روحي

بنمنمات من نسيب

وحدائق غرناطة

بتويجات زمردية من مديح

و ياسمينها المعرش في الوله

عقودا باعناق الصبايا

يلفها العاشقون

كي تينع في بياضه الدري

زهرات همس

من أنفاس أرجوان

 

****

 

و أفتح بابا يفضي اليك

الى رسوم من رماد الريح

الى أبنوس أبوابك المشرعة

ينقش في جبينك العالي

وطنا لنسر أحلامي

و حوريات مدن ترفل حالمة

في موصلي دمك

و شهقة حرفي في المراثي

ترسل ضفائر لوعتها

لتشد القلوع الذاهلة

و ما تهاوى من أحجار قلبي

في هبة ريحك العاتية

 

°°°°°°°°°°

أدثر بفرو سلالتي الشاحبة

عراء طفل حزين

ينام ملء غربتك

تهديه النوافذ

قضبانها الثلجية

و توسده ستائر الحلم

نهودها المكتنزة

بحليب الاغنيات

كي لا تستيقظ

آيائل طفولته فزعة

و تبكي خمسين عاما

بلاذنب اقترفته الكمنجات

 

****

لا ضفة انتظرتها المراكب

كي تغزل المسافات

حضنا استوائيا

يرتق جداول الدمع بالعراق

انهار عناق سومري

في دروب من شتات

و احتراق

تسكب جرار الحكايا

من لمع كحل أهداب السبايا

فتضيء دمعة حارقة

بعين قنديل أعياه

همس العتمة

باسوار عكا القديمة

و سقوف أقواس الناصرة

 

****

قمر عربي أغمض أهدابه

كي يمر المغول في نعاسه

لحدائق من أزهار الشمس

و ذهب المعلقات السبع

ما عاد ينقط ماساته

في مخمل الضياء

ولا يهدي نشيد حداته

لأرض من سلالات الانبياء

كي يرحل الانتظار فيك الي

ومني يؤوب اليك

نقيض دروب الطرق

و يسكب شواظ غضبته الخامدة

في شعاع الالق

ويسكر بالتيه والخيلاء

زمانا تنامى بباحة نصر,

ترجل من صهوة المجد

كي يورق الخطو دغلا

من العابرين

الي نخلة روحك السامقة

والذاهلين في كبرياء ليلكة

تخبئنا توأما عاشقا

في مشيمة الانتماء

 

***

كي أحيا مرة اخرى

أو يسكر المارون على نعشي

من عبق أعواد الند

ويشعلوا لجنازتي شمعة الرؤى

ليغتبط في سرير الورد موتي

أنا العاشقة التي تسورت

أسوار عينيك المضاءة بالنجوم

خبأت صبوتي في حمأة الرمل

وقلت للصحراء ارحلي

في دمي اغنيات

أنا العاشقة

علمت همسي لغة القمر

و تسللت في خيوط الضوء

ايقاعا يراقص كعب المفردات

و اعرت نجمة صبح وصيتي

كي تينع الوردات في حمرة

كرز شفاه العاشقات .

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 695 مشاهدة
نشرت فى 27 سبتمبر 2011 بواسطة houdahajji

ساحة النقاش

هدى حاجي

houdahajji
مساحة للبوح و الذوبان في ملكوت الكلمة، أرسم فيها تجليات روحي و أقواس أحلامي الملونة و أستسلم لجاذبية النص ليقذفني على شواطئه التي ينتقيها . »

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

15,267