.
.
من أين أبتدأ الحديث وكلما
أرسلت حرفا بالبيان تلعثما
من أين أبدأ في مديح المصطفى
فالشعر يعجز عن معانقة السما
لما أراد الله خيرا للورى
بعث النبي إلى العباد معلما
فاستبشرت بطحاء مكة واحتفت
لما أطل هلال أحمد في الحمى
وأضاءت الدنيا بفجر ينتشي
نورا .. يبدد كل أصناف العمى
لاشك أن الله أرسل أحمدا
يهدي الحيارى التائهين النوما
أرسى تعاليم العقيدة والتقى
والخير أسفر في الدنا وترنما
ونمت أزاهير الفضيلة والنهى
والدهر للفجر السماوي انتمى
فعلى ربا آكام مكة صافحت
أنسامها وحي النبي الأعظما
بضيائه الزاهي استنار جبينها
من بعد أن كانت فضاء مظلما
وتنكست رايات من عبدوا الدجى
وتمرغوا دهرا بمحراب الدمى
حمل الرسالة هاديا ومبشرا
وأقام للأكوان دينا قيما
ما كان فظا في تعامله مع
من جرعوه وتابعيه العلقما
وأجاد تربية الرجال وحسبهم
أن أصبحوا للعالمين الأنجما
كان شمائلهم تفيض نداوة
وسجية تسمو وفيضا مفعما
من حاد عن وحي النبي وصحبه
فلقد تغشى بالقبائح وارتمى
من لم يعلم نفسه أخلاقهم
هو سامد في الجهل لن يتعلما
مهما تعالى في المعارف وارتقى
يبقى مع الهفوات رقما مبهما
* * * * *
ياسيدي إن العروبة أصبحت
ينتابها صيف النوازل والظما
وشموسها عمياء منذ تزملت
ليلا شتائي الزوابع معتما
تركت هداك وضعت أمجادها
وتلفعت داء العقوق المؤلما
هم يعرفون بأن عودتهم إلى
ينبوعك السامي يكون البلسما
لكن تشبثها بآلية الهوى
ستظل عائقها ولن تتقدما
لما ذكرتك يا حبيب تناغمت
روحي وأحسست الزمان تبسما
حب الرسول عقيدة قدسية
ولأجله دمعي على خدي همى
يارب قربنا لنهج نبينا
فبغيره تبقى الحياة جهنما
وبغير نهج الله نبقى أمة
مغمورة في الذل.. تسرف في الدما
نشرت في صحيفة مأرب برس عدد هذا اليوم