مديرية كعيدنة.. بين أهداف الثورة واستبداد الأسرة
صحيفة 26سبتمبر
عبدالله محمد نبهان جبران

قامت الثورة اليمنية المجيدة للقضاء على الظلم والكهنوت وإزالة الفوارق والطبقات التي كانت سائدة في عهود الأئمة عهود الظلم والاستبداد ثم تحققت الوحدة اليمنية المباركة في الثاني والعشرين من شهر مايو عام 1990م على يد فخامة الاخ رئيس الجمهورية -حفظه الله- الذي كان له قبل ذلك دور كبير في الدفاع عن الثورة والجمهورية وبنى دولة يمنية حديثة دعائمها الحرية والديمقراطية، والعدل والمساواة وحفظ الحقوق وصون الحريات ومحاربة الجهل والتخلف والأمية حتى اصبح الشعب في جميع أنحاء اليمن شعباً متعلماً حراً شريفاً يتمتع بكامل حقوقه التي كفلها له الدستور والقانون، وينعم بالمنجزات العظيمة والعملاقة التي تحققت في عهد فخامته -حفظه الله.
أما في مديرية كعيدنة بمحافظة حجة فما تزال مخلفات الأمامة وعهدها البائس مخيماً على المديرية رغم مضي أكثر من سبعة واربعين سنة على قيام الثورة حيث يحكم هذه المديرية المسالمة أسرة متنفذة مستبدة ظالمة استغلت مالية المديرية وما يجبى من ضرائب وزكاة من المواطنين وقامت بإنشاء مؤسسات وشركات تجارية خاصة بهم من المال العام واستثمرت داخل اليمن وخارجه حتى اصبحت تمتلك قوة ونفوذاً وارصدة في البنوك، فأحكمت سيطرتها على المديرية وتولت جميع مرافق المديرية من صحة وتعليم وكهرباء وضرائب ومواصلات وصارت الوظائف الإدارية للمديرية حكراً على هذه الاسرة لا يشاركها فيها أحد من المواطنين مما مكنها من ممارسة الفساد دون حسيب أو رقيب وممارسة الظلم والاستبداد واذلال المواطنين الشرفاء وانتهاك حقوقهم وحرياتهم.
هذه الاسرة المتنفذة جعلت من نفسها سلطة قضائية وتنفيذية بالمديرية، فهي الخصم والحكم واليها ترجع امور ابناء المديرية مستغلة ضعفاء النفوس من موظفي الدولة ومسؤوليها بالمديرية لتعميد وتأييد احكامها التي تصدرها ضد المواطنين وتنفيذ اوامرها في اذلال ابناء المديرية وسجنهم واهانتهم حتى وصل الحد بها بأن تشتري مواطن حر من ابناء مديرية كعيدنة بنصف مليون ريال وامتلكت بصيرة بذلك مسجلة بسجل البصائر برقم 98/1428ه في محكمة كعيدنة ومعمدة بقلم رئيس محكمة كعيدنة، وقد كشف المرصد اليمني في حينه عن هذه العملية واعتبرها حالة رق تخالف الدستور والقانون الدولي الذي يحرم الرق، وتم احالة رئيس المحكمة الى التفتيش القضائي واتخذت ضده الاجراءات اللازمة، وتم توقيفه عن العمل وبقيت هذه الاسرة المتنفذة والمتورطة في قضية حالة الرق هذه بدون مساءلة ولا محاسبة.
واذا ما وجد مسؤول شريف ونزيه في المديرية رفض الانصياع لأوامر هذه الاسرة تجمع هذه الاسرة المتنفذة اعوانها وزبانيتها وتقوم بحملة شعواء ضد هذا المسؤول النزيه والشريف وتشويه سمعته وارهابه، وبعد ذلك ابعاده من المديرية مستغلة اموالها ونفوذها وقربها من مصدر القرار مما خلق لدى المواطنين داخل المديرية ثقافة مفادها بأن هذه الاسرة المتنفذة بيدها كل شيء وانها المسؤول الأول والاخير عن ابناء المديرية وأن اي مسؤول لا يستجيب لها ولا ينفذ رغباتها في اذلال المواطنين واهانتهم فانها حتماً ستقوم بابعاده من المديرية واستبداله بآخر لما تتمتع به من نفوذ لدى صناع القرار.
للعلم بأن هذه الاسرة المتنفذة والمستبدة لأبناء المديرية الاحرار لم يكن لها في أي يوم من الايام موقفاً في الدفاع عن الوطن ووحدته المباركة حيث لم تشارك أو تدافع عن الثورة والجمهورية مثل كثير من الاسر التي شاركت وقدمت تضحيات جليلة في الدفاع عن الجمهورية ومبادئ الثورة اليمنية وعندما اشعل الانفصاليون حرب صيف 94م شارك أبناء مديرية كعيدنة بأموالهم وارواحهم في الدفاع عن الوحدة كغيرهم من أبناء اليمن مع قواته الباسلة، ولم يكن لهذه الاسرة المتنفذة اية مشاركة في الدفاع عن الوحدة والحفاظ عليها، والاشد غرابة أن الحروب الستة التي اشعلتها عصابة المتمرد الحوثي لم تشارك هذه الاسرة بأي دور فيها رغم التفاف جميع القبائل وابناء اليمن بشكل عام في المحافظات والمديريات وهبتهم في التصدي لهذه الشرذمة الضالة والمتمردة ضد الدولة، الخارجة عن الدستور والقانون، فكان لهذه القبائل دور مؤثر ومشرف ما عدى هذه الاسرة التي لم تشارك ولم يكن لها أي دور في حرب من الحروب الستة التي اشعلها الحوثيون مما عزز الشكوك لدى مواطنين من ابناء المديرية بأن لهذه الاسرة المتنفذة في مديرية كعيدنة دور في دعم ومساندة الحوثيين خاصة وأن هناك علاقة وثيقة وحميمة كانت تربط هذه الاسرة بالصريع حسين بدر الدين الحوثي.