<!--<!--<!--

أكيد سمعتم عن الشافعيّ

صاحب المذهب الفقهيّ

هذا الرجل العصاميّ

مجدد القرن الثاني الهجريّ

لكن حد يعرف إيه هيَّ

قصة هذا الميت الحيّ؟

الشافعي اتولد في غزة

ونفسه كانت مليانة عزة

***

وبعدين راح لمكة

وهو ابن 3 سنين

وكان يتيم فقير

بس حلمه كان كبير

وعزمه كان أكيد

وإرادته من حديد

ودته أمه الكُتَّاب

عشان يحفظ أشرف كتاب

ومكنش مع أمه مال

فلاقي من المعلم الإهمال

فراح لأمه يبكي

فقالت له اقعد جنب المعلم

وهو مع الغني بيتكلم

واسمع كويس ولا تتكلم

فبأي أشطر واحد

ويصحح لكل واحد

فنال من الأستاذ الإعجاب

وقال له تساعدني في الكتاب

ومش هاخد منك أجر

فجري علي أمه وسُرّ

وكان حفظ كتاب الله

قبل ما يكمل من العمر عشره

وكان صوته عميق مؤثر

وأدائه فصيح معبر

***

حفظ تفسير القرآن

وأحاديث سيد الأنام

وكان فقير لدرجة

مش قادر يشتري ورقة!

لدرجة كان بيطلب

ياخد الصدقة ورقا

بس باردو  مش كافي

عاوز ورق إضافي

فقالت له أمه لا تبالي

أنا هتصرف يا غالي

وهاجيب الورق الفايض

من ديوان الوالي

وكان بيكتب كمان

علي عظام الجمال

ولا يهمه اللي بيتقال

***

وبعدين عاش مع هُذَيْل

حوالي 4 سنوات

ومن الشعر حفظ

آلافات الأبيات

وكان بيجيب عشر رميات

من العشر رميات

***

وكان نفسه يروح لمالك

فحفظ له الموطأ هدية

عشان ميروحلوش إيده فاضية

أصله كانت أخلاقة عالية

ودي تربية أمه الواعية

قال له مالك: اقرأ عليّ

فقرأ وسكت شوية

فقال له كمل يا بنيّ

وقال له ده نور من ربنا وهدية

اوعي تطفئه بالمعصية

وكان ميقولش علي مالك إلا "الأستاذ"

لحد ما أنفاسه وصلت للنفاد

***

وحب يروح العراق

يتعلم فقه الأحناف

عشان يعمل بينه

وبين فقه المالكية ائتلاف

بس العلم عاوز مال

فشد لليمن الرحال

ليقوم ببعض الأعمال

ويكسب بعض المال

وهناك التقي بالشيعة

ومع إنه اختلف معاهم

في بعض مسائل العلم

إلا إنه رفض

يقع عليهم ظلم

فاتهمه الوالي بالتحريض

وقيده بالقيود

وأرسله للرشيد

في العراق السعيد

وماكانش جمع نقود

واتقتل أمامه تسعة

بتهمة التحريض

فأخذ يدعو الله

باسمه اللطيف

وجاء الدور عليه

قال الرشيد ليه

بتألب الناس ليه؟

قال له ده انا ابن عمك

فأنت عباسي

وأنا الشافعي قرشي

وأنا خايف الظلم عليك

يكره الناس فيك

خليك منصف يا رشيد

تحبب الناس فيك

قال له رأيك رشيد

بس إزاي أعرف

إن صدقك أكيد؟

وكان مين في المجلس قاعد؟

محمد بن الحسن

تلميذ الإمام الأعظم

فقال للرشيد

ده هيبأي أعظم عالم

في الأرض دي أكيد

فأعطي له الرشيد

كثيراً من النقود

***

وبعد ما في العراق اتعلم

رجع مكة يتكلم

ويفتي الناس ويعلم

ومجلسه كان جنب زمزم

وكان كل يوم

يشرب من البير الأعظم

ويقول: زمزم شربنا

للعلم فتعلمنا

ولو للتقوي شربنا

لكان خيرا لنا!

وكان عنده فراسة في اللي بيسمعوه

وميديهمش إلا اللي يستحملوه

وألف الشافعي

"الرسالة" و"الأم"

عشان يعلم العالم

ازاي يستنبط الحكم

من السنة والكتاب الأم

***

وأخيراً شرف مصر

وكان درسه في جامع عمرو

من بعد صلاة الفجر

لما بعد صلاة الظهر

مقسم لأجزاء كتير

ما بين لغة وحديث وتفسير

وفقه وأنساب وشعر

وبعدين يقعد يؤلف

لحد المغرب من العصر

وقبل وفاته بسنه

راح إسكندريه

مرابط في سبيل الله

وفي يوم الوفاه

قال لربيع تلميذه

افرأ علي كتاب الله

فبكت وبكت عيناه

ثم أنشد أبيات شعر

عن عفو ومغفرة الله

ثم فاضت روحه

رضي الله عنه وأرضاه

وبكي أهل مصر بكاء

لم يبكوه علي أي من العظماء

من بعد سيد الأنبياء...

 

المصدر: كلمات/ هدي الرافعي - المعلومات: كتاب "دعوة للتعايش" لدكتور عمرو خالد، وكتاب "الشافعي" للإمام أبو زهرة
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 175 مشاهدة
نشرت فى 24 يناير 2011 بواسطة hoda-alrafie

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

47,983