الــســرعــة
تعتبر السرعة أحد أكثر العوامل الرئيسية المسببة للحوادث المرورية المروعة والتي ينتج عنها وفيات وإصابات خطيرة ، نظراً لقوة التصادم أو التدهور الشديد الدي تحدثة السرعة الزائدة .
ويميل كثير من الشباب بصفة خاصة للقيادة بسرعات مفرطة أو غير مناسبة وذلك يرجع لاندفاعهم وطيش بعضهم ، حيث من الملاحظ أن أكثر الحوادث الناتجة عن السرعة يكون الشباب عادة طرفا فيها .
وقد عمد المشرعون إلى تحديد السرعة على الطرق سواء الداخلية منها أو الخارجية بعد إجراء الدراسات التي راعت الظروف المحيطة بالطرق والمؤثرات المختلفة مثل مساحة وطول الطريق والأحوال الجوية والكثافة السكانية وحركة السير عليه وغيرها من العوامل ، الأمر الذي يحتم على مستخدمي الطريق من السائقين التقيد بالسرعة المحددة حفاظاً على سلامتهم وغيرهم من مستخدمي الطريق .
وعلمياً أدى الإقلال من سرعة المرور بمقدار 1 كم /ساعة إلى نقص مقداره 4-5% من التصادمات القاتلة ، كما أن الإقلال من السرعة التي يتحرك بها المرور تحمي المشاة أيضاً .
ومن الحقائق الثابتة أن السرعة لها تأثير مباشر على تحديد مجال الرؤية أمام السائق ، فمع السرعة البطيئة يتركز نظر السائق على الأشياء القريبة منه ، ومع زيادة السرعة يتجه نظره إلى الأشياء الأكثر بعداً ، ودلك لأن عيني السائق تغيران آلياً من بؤرة التركيز تبعاً لزيادة السرعة .
والقاعدة العامة التي يمكن استخلاصها من ذلك أنه " مع زيادة السرعة يكون اتجاه العين على الرؤية البعيدة وتكون الرؤية بالنسبة للمسافة القريبة أقل وضوحاً " .
والسرعة على هذا النحو يمكن أن تتحول إلى خطر محقق خاصة إذا استخدمت في المكان الخاطئ ، فإذا كانت حركة المرور متوسطة أو كثيفة يكون السائق بحاجة إلى رؤية التفاصيل القريبة منه حتى يتفادى حوادث الصدم أو الدهس ، ولابد له عندئذ من تخفيض السرعة إلى الحد الذي يسمح للعين من تغطية المسافة التالية للسيارة مباشرة ، وملاحظة ما يدور فيها بوضوح تام .
السرعة ومسافة الوقوف
عندما يلوح اي خطر أو ظرف طارئ يتطلب الوقوف بالسيارة لتفاديه ، فإن السيارة لا تتوقف لحظة رؤية هذا الخطر ، أو حتى بمجرد الضغط على الفرامل ، وإنما لابد من أن تقطع السيارة مسافة قبل أن يتمكن سائقها من إيقافها وهو ما يسمى بـ " مسافة الوقوف " .
ويمكن تعريف مسافة الوقوف بأنها المسافة التي تقطعها السيارة من اللحظة التي يدرك فيها السائق حاجته إلى الضغط على الفرامل لإيقاف السيارة وحتى اللحظة التي تتوقف فيها بالفعل ، ويتوقف تحديد مسافة الوقوف على خمس عوامل :
1- مدى سرعة السيارة .
2- حالة الطريق وما إذا كان مستوياً أو يتجه نحو الارتفاع أو الانحدار .
3- ظروف الجو.
4- حالة الفرامل والإطارات .
5- قدرة السائق ومهارته ومدى انتباهه ويقظته .
ويمكن تجزئة مسافة الوقوف إلى مرحلتين ، الأولى هي المسافة التي تقطعها السيارة بين اللحظة التي ينتبه فيها السائق إلى وجود خطر أو أي ظرف طارئ يستدعي الوقوف وبين اللحظة التي ينقل فيها قدمه للضغط على الفرامل ، وهي فترة تبلغ سبعة أعشار ( 0,7 ) الثانية إذا كان السائق في حالته العادية ، وتطول هده الفترة إذا كان الشخص مسناً أو مجهداً أو مشتت الدهن لتصل إلى ثانية أو أكثر ، والمسافة التي تقطعها السيارة خلال هده الفترة يطلق عليها اسم " مسافة رد الفعل " .
والمرحلة الثانية هي المسافة الأخرى التي تقطعها السيارة بين اللحظة التي يبدأ السائق فيها بالضغط على الفرامل واللحظة التي تتوقف فيها السيارة بالفعل ، حيث تبلغ الفترة اللازمة لذلك نحو الثانية ، وتقطع السيارة خلالها مسافة أخرى يطلق عليها اسم " مسافة الفرامل " وتزيد هذه المسافة ، بل ويمكن أن تتضاعف عندما تكون الطريق زلقة أو تغطيها الرطوبة أو الرمال ، كما تزيد هذه المسافة عندما تسوء حالة الفرامل والإطارات .
والمسافة الكلية التي تقطعها السيارة عندما يلوح خطر أو ظرف طارئ أمام السائق هي التي يطلق عليها " مسافة الوقوف " وتتألف من مجموع مسافة رد الفعل ومسافة الفرامل .
وتكون سرعة السيارة هي العامل الحاسم في تحديد هذه المسافة ، وبالتالي تحديد مدى قدرة السائق على تفادي وقوع حادث أو إخفاقه في ذلك وتعرضه لكل ما يترتب على ذلك من نتائج قد يكون هو نفسه أول ضحاياها.
فإذا كان السائق في حالته العادية يسير على طريق جاف ، وكانت حالة الفرامل والإطارات جيدة ، فإن السيارة لابد أن تقطع 10.8 متراً قبل الوقوف إذا كانت تسير بسرعة 30 كليومتراً في الساعة .
وفي نفس الظروف فإن المسافة الكلية للوقوف تصل إلى 32.4 متراً إذا زادت سرعة السيارة إلى 60 كليومتراً ، كما تصل مسافة الوقوف إلى 77.7 متراً إدا وصلت سرعة السيارة إلى 100 كيلومتراً وهكذا .
والسائق الحريص على تفادي الحوادث يضع هذه الحقائق الهامة في اعتباره حتى يكون مستعداً لأي مفاجأة قد تصادفه على الطريق ، وحتى يتيح لنفسه الفرصة الكافية لتفادي الخطر .
وإدراك هذه الحقائق المرتبطة بالمسافة التي تقطعها السيارة قبل الوقوف يفرض على السائق مراعاة الأمور التالية :
1-ضرورة تخفيض السرعة داخل المدن ، حيث يتزايد ضغط السيارات والمشاة ، وذلك تفادياً لحوادث الصدم والدهس .
2-ضروة تحديد السرعة على الطرق الخارجية ، بحيث يكون بإمكان السائق إيقاف السيارة في اللحظة المناسبة ، وقبل الوقوع في خطر صدم السيارات أو الحيوانات السائبة .
3-تركيز الانتباه أثناء القيادة والتوقف عنها في حالة الشعور بالارهاق أو تشتت الدهن ، فالحالة الجسمانية والنفسية للسائق لها أثر كبير في سرعة الانتباه للخطر ، وسرعة الوقوف بالسيارة قبل ارتكاب حادث صدم أو دهس .
4-ضرورة الاهتمام بصيانة السيارة ، وبصلاحية الفرامل والإطارات بوجه خاص ، حتى يمكن الوقوف بأقصى سرعة عندما يلوح الخطر
5-إيجاد مسافة اتباع كافية بين كل سيارة وأخرى ، وزياردة هذه المسافة بما يتناسب مع زيادة السرعة ، ووفقاً لحالة الجو وظروف الطريق ، بحيث يكون في إمكان السائق التوقف بسيارته في حالة اضطرار السائق الذي أمامه للوقوف المفاجئ دون أن يتعرض للصدم من الخلف .
ويوضح الجدول التالي مسافة الوقوف الكلية التي تقطعها السيارة على الطريق الجاف وفقاً لمتوسط مدة رد الفعل التي تبلغ سبعة أعشار ( 0,7 ) الثانية ، وعندما يكون السائق في حالته العادية ، مع مراعاة أن مسافة الفرامل يمكن أن تتضاعف إذا كان الطريق زلقاً ، وأن مسافة رد الفعل يمكن أن تزيد أيضاً كلما زادت مدة الاستجابة للخطر بتأثير الحالة الجسمية أو الذهنية للسائق .
السرعة في الساعة |
مسافة رد الفعل |
مسافة الفرامل |
مسافة الوقوف |
30 كم |
5.5 م |
5.3 م |
10.8 م |
50 كم |
9.2 م |
14.8 م |
24 م |
60 كم |
11 م |
21.4 م |
32.4 م |
80 كم |
14.7 م |
38 م |
52.7 م |
100 كم |
18.3 م |
59.4 م |
77.7 م |
120 كم |
22 م |
85.5 م |
107.5 م |