"من نتاج اقلام وابحاث سورية"

"داعش بسوريا....و خوارج هذا العصر"

كتبت هند العربي

من المعروف ان داعش ماهي الا تنظيم مسلح يتبع جماعة تنظيم القاعدة والذي أسسه الأردني أبو مصعب الزرقاوي بعد الغزو الأمريكي للعراق والذي كان ينطلي تحت شعار مقاومة الاحتلال، ثم تطور بعد الثورة السورية ليطال سوريا كذلك، ويضم هذا التنظيم أفرادًا مقاتلين من جنسيات مختلفة عربية وغيرها، وهدف هذه الجماعة الجهادية هو إقامة ما يسمونه “دولة الخلافة الإسلامية”.

جماعة “داعش” ظهرت في عام ٢٠١٣ في سوريا، وهي أبعد كل البعد عن أهداف الثورة السورية أو الثوار السوريين الذين ابتدأوا ثورتهم بثورة غير مسلحة، وانتهى بهم المطاف إلى تأسيس الجيش السوري الحر وأصبحت المعارضة السورية معارضة مسلحة تواجه النظام السوري وقوات جيش الأسد، إلى هنا والأمور كانت على ما يرام في هذا النطاق، حيث إن اعترف المجتمع الدولي بالمعارضة السورية وأضفوا عليهم صفة الشرعية فهم يمثلون شريحة كبيرة من المعارضين للنظام السوري، لكن تغيرت هذه الصورة وتبدلت المعادلة بدخول داعش على خط الثورة السورية، وأصبح اليوم المشهد السوري معقدًا أكثر من أي وقت مضى.

"الذبح ....باسم الدين"

الثورة السورية اليوم تتمزق وتتقطع أشلاؤها على أيدي المقاتلين في تنظيم داعش، فزاد الحمل الملقى على أكتاف الشعب السوري الذي لم يعد يحارب نظام الأسد فحسب بل يحارب تنظيم داعش معه، الذي يتحدث بالإسلام والأيدولوجيات الأصولية الدينية وهو أبعد ما يكون عن الإسلام أو حتى الإنسانية، فالبشاعة التي تتعامل بها داعش وعمليات القتل وقطع الرؤوس وغيرها من المشاهد التي نراها أو نتفادى رؤيتها نظرًا لوحشيتها ودمويتها، أعطت الغطاء والشرعية لبشار الأسد لمقاتلة ما يسميه الجماعات المتطرفة التي يحاربها والتي بنظره تشمل الثوار السوريين والمعارضين للنظام السوري، وبالتالي فأصبحت داعش التي دخلت عرضًا على الثورة السورية همًا آخر من هموم الثوار السوريين.

إن تنظيم داعش الوحشي سرق بفكره المتطرف الكثير من الشباب الذين غرر بهم تحت اسم الدين وتحت اسم “الدولة الإسلامية” التي يسعى داعش لتأسيسها، فأكثر من جاءوا للدخول إلى هذا التنظيم والقتال هم أناس مهمشون في مجتمعاتهم التي قدموا منها، يعانون من الفقر والبطالة ومشاكل اقتصادية جمة، وأكثرهم شباب صغار زج بهم الى معركة لا علاقة لهم بها ولا يعون خفاياها وأهدافها أو مآربها، فضحكت عليهم داعش والجماعات المتطرفة المماثلة تحت اسم خدمة الدين، بينما في الحقيقة هي محاولة لتشويه الدين وتدمير الثورة السورية التي أصبحت مدمرة بسبب الدعم الذي يتلقاه الأسد من جماعات ودول مثل حزب الله وإيران، بالإضافة الى تخاذل المجتمع الدولي الذي ساهم صمته في تنامي الجماعات الأصولية الجهادية المتطرفة مثل داعش وجبهة النصرة.

"القتل بغلاف ثوري"

وقد استعانت داعش -في حملتها للسيطرة على المناطق المحرّرة- بعامل مهم جداً، وهو الدعاية لـ : "الفكر الداعشي" وهذه الدعاية تروج للداعشيين إعلامياً بأن القتال عندهم مؤسَّس على تصنيف الخصم من حيث الديانة والاعتقاد ، لا من حيث علاقته بالثورة أو النظام ، كما يبثون دعاية أخرى تقول أن الكفّار هدف مشروع للقتال عندهم ، لأنهم كفار ، وليس بسبب أفعالهم، ويشيعون أيضاً بأنهم يقاتلون النظام النصير

"داعش...وخوارج العصر"

لقد انتقلت داعش إلى سورية بعد أن أنشبت مخالبها في بلاد الرافدين ، وقد خُدِع الناس بها في بداية أمرها ، لرفعها راية براقة خداعة مضللة باسم الإسلام والجهاد ، وبقيت كذلك إلى حين رفعها السلاح في وجه الثورة السورية ، ولذلك ما عدنا نعرف هوية هذه الجماعة ومذهبها ودينها، فإننا إذا نظرنا إلى كذبها وخيانتها قلنا إنها جماعة وفئة منافقين ، وإذا نظرنا إلى تكفيرها ، قلنا : خوارج، وإذا نظرنا إلى تَقِيّتها ، قلنا : روافض وباطنيون ، وإذا نظرنا إلى عدوانها قلنا بغاة. وبالرغم من ذلك كله فما يزال فريق من المخدوعين يتوهم أنها دولة الإسلام الراشدة المأمولة التي ينشدونها ويتلهفون للتنعم بعدالتها ، ويتوقون للاستظلال برايتها ،لأنها رفعت راية التوحيد ، وسمّت نفسها دولة الإسلام.

"استيقظوا ...ياامة"

 ما أسهل ما تخدع الشعارات والأسماء السذج المغفلين ولكن المؤسف أنهم لا يستيقظون إلا بعد فوات الأوان !! فهل نشهد قريباً استيقاظ من تبقى منخدعا بداعش بعد زوال كل الستائر والأقنعة التي خبأت وجهها خلفها ، وغلفت ارتباطها بإيران المجوسية الخداع والكذب باسم الإسلام ، فما لبثت أن افتضحت حين انتهكت الحرمات ، وما انفكت أن فضحها الدم الطاهر الزكي الذي سفكته هذه الفئة الباغية داعش من أبناء سورية ، ليمضي قدر الله في القريب بهذه الثورة وهذا الجهاد نحو النصر والخلاص بإذن الله ، ويومئذ تقر أعين كل الأحرار والمؤمين بعدالة الله وبتأييده ، وتتحرر سورية من كل أعدائها، ويفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم ، ويسألونك متى هو قل "عسى ان يكون قريباً ".

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 81 مشاهدة
نشرت فى 22 فبراير 2015 بواسطة hendelarabi

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

14,632