ضاق صدري وهمّتي في سعود
الحمد لله الذي لا إله إلاّ هو أذهب عنّي البأس وشفاني من مرض عينيا فعدت كما كنت قبل سبع سنوات أبصر الأشياء في راحة ودون عناء، فلا شفاء إلاّ شفاء اللّه تعالى. فأبشّر أصدقائي وأحبّتي من زملائي وتلاميذي الذين زاروني عندما رقدت في المستشفى أربع مرّات وخاصة صديقي المولدي القاسمي(المندوب الجهوي للتربية بتطاوين حاليا) وأخي الأستاذ الكبير محمد الأمين بن عبد الرحمان وصديقي رياض بن بوبكر الذي لقيت منه كلّ دعم حين كان معي في قربة والصديق حسين حسني وابني محمد الزيادي وأحبابي محمود الحصاد وعبد العزيز المسعدي وفتحي بوخزر وابني بكار الصالح و أخوتي زبير الجمني ونبيل الجمني وزوجتي وأبنائي وكل من انشغل بقلب محبّ صادق عليّ وزارني وساعدني ولو بكلمة طيبة وهم كثير والحمد لله.
وإنّي لأعشق من أجلكم
نحولي وكلّ امرئ ناحل(1 )
لقد أذهب اللّه عنّي السّقم فأعوذ به تعالى من شرّ كلّ حاسد إذا حسد ممّن سرّه مرضي وقال عندما وصله خبر إصابتي في عيني سنة2005 « هذه عقبة قد انزاحت...تلك نتيجة الخدمة المميتة ... يمشي لا رحم»، لقد ساءه أنّي كنت دائما قبله في الترتيب( في مناظرة التفقد وفي مناظرة متفقد أوّل وفي السنة التحضيرية بالمرحلة الثالثة جامعة...). مُت بغيظك، اليوم لقد عدت والحمد لله وسوف لن يدوم لك ما نلته بالكذب والتعامل مع التجمعيين وخونة الوطن. لن تغلب رجلا رفض لقب بنعلي منذ1989 وغيره بحكم من المحكمة بلقب الجمني، لن تغلب رجلا لم يقبل مطلقا أن يكون عضو شعبة دستورية ولا دفع يوما ثمن بطاقة اشتراك ممّا كان يوضع تحت بابه، لن تغلب يوما حفيد الشهيد براهيم الجمني وابن المقاوم علي بنعلي الذي عرف السجن الفرنسي في1939 وفي1951 والنفي في1953.
ولا بقومي شرفت بل شرفوا بي
وبنفسي فخرت لا بجدودي
وبهم فخر كلّ من نطق الضّــــــــــــاد
وعوذ الجاني وغوث الطريد
أحببت هذا الوطن بشيبه وشبابه ،أحببت العامل بالساعد مع العامل بالفكر وخاصة رجال ونساء التربية (مدرسين ومتفقدين) إلاّ قلّة من الخونة والانتهازيين والمنافقين الذين عرفتهم من لحن القول والمواقف الفاجرة وتلوّن وجوههم عند النظر، قاتلهم الله أنّى يؤفكون .
يقول فيهم أبو الطيب:
ومن البليّة عذل من لا يرعوي
عن جهله وخطاب من لا يفهم
وجفونه ما تستقرّ كأنّها
مطروفة أو فتّ فيها حصرم
وإذا أشار محدّثا فكأنّه
قرد يقهقه أو عجوز تلطم
وتراه أصغر ما تراه ناطقا
ويكون أكذب ما يكون ويقسم
كانوا يضعون يدا مع التجمع ويدا مع النقابة، لا يقضون أسبوعا واحدا دون ركوب مصعد وزارة التربية لتوزيع نكت خضراء بائخة مثلهم ودعوات لسهرات خمرية ماجنة، لا يعرفون من التربية إلاّ اجترار مقولات الكنديين في نسخ ركيكة تقليدية ومتفسخة، واليوم يسابقون على الخطط الإدارية ويتظاهرون بالثورية ويتخفّون عند ملاقاة من اتفق المتفقدون على مقاطعتهم... أقول لهم ما كنت أعمى عن أفعالكم، وإنّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور...
وإذا كانت النفوس كبارا
تعبت في مرادها الأجسام
وسأكشفكم بعد 23 أكتوبر2011 ولن تطول لكم سطوة فقد عافاني الله وسأقف لكم فردا فردا وبكلّ طريق(قرطاج الحجامة ونهج9 أفريل تونس وقبلي وجربه ونابل وجندوبة وغيرها).والله لأمنعنّكم بكلّ جهدي من الركوب على الثورة. من يختبئ سوف أخرجه من جحره ومن يخرج غير مستح سأفضحه.انسحبوا وإلاّ فضحت أوسمتكم الغير مستحقة التي نلتموها من زين العابدين بن علي وعضويتكم في شعب حزب التجمع اللاديمقراطي وسهراتكم مع أعداء المربين وغشكم وتزويركم وما أستحي الآن عن ذكره من الموبقات .
إن آنستك المخازي فإنّها لك نسبه
وإن عرفت مرادي تكشّفت عنك كربه
وإن جهلت مرادي فإنّه بك أشبه
لقد عاندتُ المرض وفعلتُ الكثير لصالح أبناء وطني في أعمال لن ينساها أهل قربة المناضلة والمعلمين الشبان أبناء المعهد الأعلى لتكوين المعلمين، والآن سأكون بعون الله أكثر استعدادا للعمل والنضال على درب آبائي والمصلحين في هذا الوطن العزيز مع الصادقين من أبنائه. فلا نامت أعين الجبناء.
ولقد رأيت الحادثات فلا أرى
يقفا (شيبا) يميت ولا سوادا يعصم
والهمّ يخترم الجسيم نحافة
ويثيب ناصية الصبيّ ويهرم
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
هذا
وإنّي مؤمّل بعض ما أبلغ
باللّطف من عزيز حميد
رحم الله أبا الطيب
د.حسن الجمني في 26/09/2011
------------------------------------
(1 )- كلّ الأبيات الشعرية لأبي الطيب المتنبي، وأرجو أن يكون فعلها كما أراد المتنبي:
إنّ هذا الشعر في الشعر ملك سار فهو الشمس والدنيا فلك
فإذا مرّ بأذني حاسد صار ممّن كان حيّا فهلك
ساحة النقاش