محمد شهاب- المزارع السمكية Mohamed Shihab -Aquacultures

يعرض الموقع الأحدث من ومقالات و صور و مواقع تخص الاستزراع السمكى

أسماك الإسكندرية تطفو علي المشكلات

إعداد/ محمد شهاب

تعاني المزارع السمكية بالإسكندرية من المشكلات التي أدت الي خسائر تقدر بعشرات الملايين من الجنيهات لأصحابها حتي وصل الأمر الي هروب العديد من مستأجري المزارع السمكية في وادي مريوط بعد نفوق عشرات الأطنان من الأسماك كل موسم بسبب ارتفاع مناسيب المياه بالوادي ما أدي الي غرق المزارع فغرق معها المستثمرون في بحر الديون التي تتراكم سنه تلو الأخري حتي أصبحوا مطاردين من قبل شرطة تنفيذ الأحكام بعد أن قامت الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية بالإسكندرية بمقاضاتهم وصدور أحكام بالحبس عليهم‏.‏

يقول علي حجاج أحد المستثمرين بالوادي هناك(3000) فدان مؤجرة من الهيئة العامة للثروة السمكية للمستثمرين كمزارع سمكية بلغ عددها حتي أواخر التسعينيات ألف مزرعة سمكية كانت تنتج نحو(2000) طن سنويا وحاليا لايتجاوز إنتاج المزارع بعد أن تقلص عددها إلي(90) مزرعة مازالت تعمل في ظل ظروف صعبة للغاية نحو(50) طنا فقط سنويا, أما عن الأسباب التي أدت إلي إغلاق المزارع المؤجرة فهي كثيرة ولكن أهمها مشكلة ارتفاع منسوب المياه بالوادي.

ويضيف في بداية مشروع الاستزراع السمكي بالوادي كانت المياه جارية لاتتوقف وبمنسوب ثابت وكان لها خط سير من الوادي وحتي طلمبات صرف المكس حيث تقوم المحطة بسحب المياه والتخلص منها بإلقائها في البحر دون ادني مشكلة وكانت وزارة الري في ذلك الوقت هي صاحبة الولاية والمسئولة عن صرف المياه من وادي مريوط...ومع بداية التسعينيات قامت وزارة الزراعة ممثلة في الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية ومشروع مريوط لخدمة المزارع السمكية بالسيطرة علي وادي مريوط وقامت بتشغيل محطات طلمبات صرف جديدة علي مصرف غرب النوبارية بدلا من طلمبات المكس مما ترتب عليه غرق المزارع الحكومية بالوادي بسبب سد سحارات مصرف غرب النوبارية وفي هذه الحالة لم تتعرض مزارعنا نحن المستثمرين لأية مشاكل, وتابع كان لابد من إيجاد حل لمشكلة المزارع الحكومية التي غرقت حيث تفتق ذهن المسئولين وقتها عن سد السحارات الغربية أسفل جسر سوميد وطريق مطار برج العرب وجسر ميدور والنتيجة كانت كارثية علي كافة المستثمرين بالوادي حيث ارتفع منسوب المياه بالوادي والنتيجة غرقت مزارعنا وضياع شقي العمر بعد ان أهدرت المياه عشرات الملايين من الجنيهات ممثلة في تجهيزات ومرافق ومحصول سمكي يالمزارع...كان ذلك من وجهة نظر المسئولين حلا لإنقاذ المزارع الحكومية ولكن للأسف الواقع شهد كارثة وهي غرق المزارع الحكومية والمؤجرة ايضا, بل وتعاظمت الكارثة باجتياح المياه لطريق مطار برج العرب ما أدي الي غرقه وتهدمه بعد خمس سنوات فقط من إنشاءه وتم تعليته مع طريق الذراع البحري بتكلفة بلغت نحو(40) مليون جنيه بالإضافة الي غرق مشروع الاسكان الوظيفي لشركة النصر للملاحات
احتباس المياه
ويضيف أيمن فهمي أحد المستثمرين لقد لحقت بي خسارة تقدر بـ4 ملايين جنيه طوال الفترة الماضية, مشيرا إلي أنه علي الرغم من بناء محطات طلمبات جديدة علي مصرف النوبارية إلا ان ذات الجهة الحكومية التي تقوم بتشغيلها لم تتغير وبالتالي اسلوب العمل لم يتغير في التعامل مع مزارعنا السمكية التي أنفقنا عليها ملايين الجنيهات فكان منع المياه واحتباسها خلف الجسور بالوادي مع عدم تشغيل محطات الطلمبات القديمة والجديدة سببا في غرق المزارع بما فيها من محصول سمكي بالغ التكلفة..
ويفجر فهمي مفاجأة غاية في الخطورة بقوله إن الأمر لم يتوقف عند كارثة غرق المزارع فقط بل ازداد الأمر سوء بسبب احتباس المياه خلف الجسور والتي تغطي المزارع فتصبح غير صالحة علي للاستزراع السمكي حيث تتركز فيها الملوثات مع زيادة الأمونيا والمعادن الثقيلة وقلة الأكسجين والنتيجة الطبيعية تقزم الأسماك وترهلها ثم نفوقها,ويضطر معها أصحاب المزارع لاستخدام التكنولوجيا الحديثة في علاجها ولكن للأسف النتائج غير طيبة بالمرة والخسائر تزداد...ونتيجة للارتفاع الشديد لدرجات الحرارة في الوقت الحالي وعدم تجدد المياه نتيجة حبسها أصاب الأسماك مرض الفيبرو علي نطاق واسع جدا وقد تسبب خلال الفترة الأخيرة في نفوق كميات كبيرة من الأسماك تقدر بملايين من الجنيهات
ويقول مؤمن فؤاد عفيفي- مستأجر مزرعة سمكية بوادي مريوط- إن هيئة الثروة السمكية علي علم بملايين الجنيهات التي نقوم بإنفاقها من اجل تجهيز المسطح المائي من مرافق ومعدات وجسور للبدء في عملية الاستزراع ليس هذا فحسب بل الجميع بوزارة الزراعة يعلم حجم الخسائر التي لحقت بنا كمستثمرين والتي تقدر بعشرات الملايين من الجنيهات إلا ان ما نتعرض لهم بسبب العجز عن سداد الإيجارات أمر غير مقبول بالمرة....فقد قامت الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية بتحرير محاضر ضد عدد كبير من مستاجري المزارع وصدر ضد(31) مستأجرا أحكاما بالسجن,
ويضيف المهندس مدحت الشريف أحد المستثمرين بالوادي: مازلت أكافح لاستمرار مشروعي رغم الخسائر المتلاحقة والتي وصلت إلي نحو(35) مليون جنيه علي مدار السبع سنوات الماضية حيث قمت بعمل مفرخ للأسماك البحرية والجمبري وبسبب المياه غير الصالحة نفق ملايين من الزريعة, ورغم ما أتعرض له من خسائر إلا انني اقوم بسداد الإيجارات بانتظام حتي نهاية هذا الشهر.
ومن الحلول المقترحة كما يقول الشريف فتح السحارات وعودة سير المياه من المزارع الي محطات طلمبات صرف المكس وللعلم هذا سيوفر للدولة أكثر من(20) مليون جنيه قيمة الكهرباء التي تستهلكها المحطات الي جانب تحسين إنتاجية المزارع السمكية الحكومية التي تلاحقها الخسائر منذ زمن.
من جانبه أكد المهندس احمد حلمي وكيل وزارة الزراعة ورئيس المنطقة الغربية لتنمية الثروة السمكية بالإسكندرية أن المزارع السمكية بوادي مريوط تعاني من ارتفاع منسوب المياه وهذه المشكلة منذ سنوات ولذلك قامت الهيئة بوضع حلول عاجلة منها تخفيض المناسيب للمياه عن طريق تجديد وحدات رفع المياه بمشروع مريوط مع تسليك المواسير التي تمر أسفل الطريق الدولي من الغرب للشرق كما تم جدولة المديونيات الخاصة بمستأجري المزارع, أما عن الحلول الأجلة فجاري دراسة إقامة هدار يقوم بصرف مياه الوادي بالتدفق الطبيعي علي مصرف غرب النوبارية ومنه للبحر.
وعن بحيرة مريوط يقول المهندس احمد حلمي أنه علي مدي سنوات طويلة وبحيرة مريوط تتعرض لعمليات الردم والتجفيف من قبل المواطنين وأصحاب الشركات حتي أصبحت تعاني من انخفاض مناسيب المياه بها حتي وصلت الي درجة التصحر.
وعن الحلول المقترحة لإنقاذ البحيرة أوضح حلمي أنه تم وضع خطة تتضمن وضع الحفارات داخل مياه البحيرة لإزالة البوص والهيش كما تم رفع منسوب المياه من(50) سم الي متر تقريبا مع إلقاء ملايين من الزريعة لتعويض الثروة السمكية بالبحيرة
وحول المشكلات التي يعاني منها صيادو الأسماك بالبحر المتوسط يقول أحمد عبد الجليل احد الصيادين بالميناء الشرقي ان الصيد بالبحر أصبح بلا جدوي فعلي طول الساحل هناك فقر في الأسماك وهذا نتيجة الصيد الجائر باستخدام شباك الشنشيلا والجر وهي شباك ذات عيون ضيقة للغاية عند رميها بالبحر تحمل الأسماك الكبيرة والزريعة معها لذلك لاتوجد زريعة بمياه البحر حتي تكبر وتصبح أسماكا صالحة للصيد, بالإضافة الي ارتفاع أسعار الغزول والشباك والزيادة الكبيرة في سعر السولار.
ويطلق السيد عوض السوهاجي صياد صرخة صرخة تحذير قائلا البحر يعاني من فقر في الثروة السمكية نتيجة تقاعس وزارة البيئة عن مواجهه أرنب البحر( القراض) وهو من نوعية الأسماك السامة التي تؤدي الي وفاة عدد كبير من المواطنين بعد تناولها الي جانب ان ارنب البحر يلتهم معظم الأسماك بالبحر ويلحق أضرارا بالغة بالغزول والشباك, مشيرا إلي أن المشكلة الكبري انه يتكاثر بشكل كبير في حوض البحر المتوسط منذ سنوات طويلة ولم يتم مواجهته حتي الأن.
ويؤكد ناشد المالكي رئيس الشعبة العامة لقطاع الثروة السمكية بالغرفة التجارية سابقا أن ما يدعو للأسف ان مهنة الصيد في طريقها الي زوال وذلك بسبب المعاناة والمشاكل التي تواجه هذا القطاع والعاملين به....فهناك عدد كبير من مراكب الصيد تركت المهنة وتوجهت الي عملية نقل البضائع والبشر ومنها ما اتجه الي عمليات التهريب, مشيرا إلي أن عدم تطوير او تنمية قطاع الصيد البحري منذ سنوات طويلة أدي الي هروب الجيل الجديد من ابناء الصيادين من البحر ومهنة الصيد,
وطالب المالكي بالاهتمام بهذا القطاع الحيوي وتنميته بزيادة مراكب الصيد الجديدة ومنح الصيادين حقوقهم الاجتماعية من تأمين صحي ومعاشات, مشيرا إلي أن هناك دولا كثيرة مثل النرويج واليونان وإيطاليا وقبرص وأيضا الدول العربية تستعين بالصيادين المصريين والفنيين للاستفادة من خبراتهم في مجال البحر
.

المصدر: الأهرام المسائى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 242 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

2,285,478