محافظ البنك المركزى: استوردنا منها بـ800 مليون دولار، فى عام 2016
إعداد/محمد شهاب
سليمان جودة: أسماك حمدى بدين!
قبل عامين من الآن، شاع خبر فى البلد، عن أن اللواء حمدى بدين سوف يجرى تعيينه رئيساً لهيئة الثروة السمكية، وأن القرار سيكون بداية نحو تحويل مصر من دولة مستوردة للأسماك إلى دولة مصدرة لها!
وقتها.. نشرت إحدى صحف الدولة خبراً، أقرب إلى الخيال منه إلى أى شىء آخر!
كان الخبر يقول إن مصدراً فى وزارة الزراعة التى تتبعها الهيئة قال إن رئيسها هو فلان، وسماه بالاسم، وليس حمدى بدين، ولا غير حمدى بدين!.. هكذا بالضبط!
وبدا من الخبر أن الوزارة تنبه على الذين يعنيهم الأمر أنها متمسكة بوجود فلان، الذى جاء اسمه فى الخبر المنشور، على رأس هيئة الثروة السمكية، وأنها بشكل أو بآخر ترفض وجود شخص آخر على رأسها، حتى ولو كان هذا الشخص هو حمدى بدين!
ولم أصدق فى ذلك الوقت أن تكون قوة وزارة الزراعة قد بلغت هذا الحد.. حد أن تقرر هى أسماء رؤساء هيئاتها.. لا الدولة، ولا أصحاب القرار فى الدولة!
أغرب ما فى القصة أن الدولة تقبلت الخبر المنشور ومعناه بصورة عادية جداً، وقيل فى المقابل إن هيئة موازية للثروة السمكية سوف يتم إنشاؤها، وأن اللواء بدين سوف يكون هو المسؤول عنها!
وقد نشأت الهيئة الموازية فعلاً، وسمعنا وقرأنا كلاماً عنها، وعن نشاطها، وعن مزارعها، وعن أن الأسماك سوف تكون متاحة من خلالها للمصريين بأسعار فى متناول يد الفقراء منهم!
وقد كان هذا هو الأمل، ولايزال، لأنه عيب كبير جداً فى حق كل مسؤول مصرى أن تملك مصر شواطئ شمالية لألف كيلومتر، وشرقاً لمسافة مثلها، وفى وسطها لألف كيلومتر أخرى على النيل من الجانبين، ثم على بحيراتها المتناثرة على أرضها.. وفى نهاية المطاف تستورد أسماكاً من دول لا تطل على واحد على عشرة من هذه الشواطئ!
إننا نستورد أسماكاً بمبالغ لا يمكن للعقل أن يستوعبها، وعندما عرفت أننا استوردنا منها بـ800 مليون دولار، فى عام 2016 وحده، لم أصدق ما سمعته، لولا أن صاحب المعلومة هو الأستاذ طارق عامر، محافظ البنك المركزى، شخصياً!
هذه الأيام.. يطالع المصريون كلاماً عن أن الأسماك غير موجودة فى الأسواق، وإذا كانت موجودة فهى فوق طاقة أى مواطن كان يتمنى أن يجد فيها سلواه عن اللحوم التى صارت بالنسبة له من المحرمات!.. فأين اللواء بدين، وأين أسماكه، وأين أسماك شواطئنا التى يحسدنا عليها العالم كله.. أين؟!
الله أعلم.. وأرحم!
ملاحظات محمد شهاب:
- الكاتب يقصد بـ (هيئة موازية للثروة السمكية) الشركة الوطنية الثروة السمكية و الأحياء المائية و يراسها اللواء حمدى بدين و رأس مالها مليار جنيه 65% من القوات المسلحة و 30% من هيئة الثروة السمكية
- جاء بنص مقال سليمان جوده: نشأت الهيئة الموازية فعلاً، وسمعنا وقرأنا كلاماً عنها، وعن نشاطها، وعن مزارعها، وعن أن الأسماك سوف تكون متاحة من خلالها للمصريين بأسعار فى متناول يد الفقراء منهم!(- سنلاحظ علمة تعجب فى العبارة الأخيرة لماذا؟؟)
- أخطر مافى المقالة :(نستورد أسماكاً بمبالغ لا يمكن للعقل أن يستوعبها، وعندما عرفت أننا استوردنا منها بـ800 مليون دولار)، فى عام 2016 وحده (14.4 مليار جنيه باأعتبار الدولار=18 جنيه) و صاحب المعلومة هو الأستاذ طارق عامر، محافظ البنك المركزى، شخصياً!
-أنا غير متأكد هل يقصد محافظ البنك المركزىالسمك فقط أو يقصد كل المأكولات البحرية سمك و غيرة فى كل صورها(مجمده-معلبه- مدخنه- مملحه- كافيار- فيليه..)
ساحة النقاش