أسماك السلمون تلد أسماك التروت
إعداد/محمد شهاب
طور علماء يابانيون طريقة جديدة لتناسل الحيوانات يمكن باستخدامها دفع نوع ما من الكائنات على إنجاب نوع آخر. فقد انتزع الفريق العلمي الياباني أجزاء من أجنة أسماك التروت وزرعوها في أجنة أسماك السلمون. وبعد ولادة أسماك السلمون ونموها ووصولها لمرحلة البلوغ والتزاوج أنجبت أسماك تروت. وأوضح العلماء في دورية "نيتشر" العلمية أن هذا الكشف قد يساعدهم في إنقاذ بعض أنواع الكائنات المهددة بالإنقراض. وفي بداية التجربة، قام الأطباء من جامعة التقنية والعلوم البحرية بطوكيو الخلايا الأولية من أجنة أسماك التروت التي ستصبح مع نمو الأجنة إما خصي أو بويضات، ثم زرعت هذه الخلايا في 60 جنينا من أجنة أسماك السلمون. وبعد نمو هذه الأجنة وخروجها للدنيا وتزاوجها كان أغلب نسلها أسماك تجمع بين صفات السلمون والتروت، إلا أنها ماتت بسرعة. لكن بعض النسل كان أسماك تروت فقط غير مخلطة، كما ثبت أنها لا تحمل أي من صفات أسماك السلمون عن طريق التحليل الجيني.
|
مزارع سمكية
ويسعى جورو يوشيزاكي إلى تطبيق هذه التجربة على أسماك التونة التي يربيها الصيادون اليابانيون في مزارع سمكية لكنهم يجدون صعوبة في الحصول على إنتاج وفير منها خاصة وأنها تستغرق الكثير من الوقت للتكاثر. وقال يوشيزاكي في حديث أدلى به لبي بي سي: "نحن نستهلك كميات كبيرة من التونة التي تدخل في طهي السوشي. وتعد تربية أسماك التونة الكبيرة للحصول على نتاجها مشكلة كبيرة في المزارع السمكية خاصة وأن وزنها يتراوح ما بين مائتي وثلاثمائة كيلوجرام، لذا فهي سمكة كبيرة للغاية."
وأضاف: "أعتقد أنه إذا استطعنا أن نجعل أسماك الماكريل تحمل بيض أسماك التونة وحيواناتها المنوية فإنه يمكن إقامة مزرعة سمكية للتونة بطريقة أسهل وأيسر."
ويعتقد يوشيزاكي أن هذه الطريقة قد تساعد في حماية بعض أنواع الكائنات المهددة بالإنقراض. فعلى سبيل المثال تتكاثر أسماك السلمون بصورة أسرع من التروت، لذا فإن النوع الأخير مهدد بالإنقراض. ومن هذا المنطلق يمكن استخدام الأسلوب الجديدة لإنتاج أسماك التروت بمعدلات أسرع من الطبيعي.
وفي المقابل، أكد نورمان ماكلين من جامعة ساوثهمبتون المتخصصة بدراسة جينات الأسماك أنه من الصعب التحكم في الأسلوب الجديد. وقال: "يتعين على المرء قبل أي شيء تحديد الشريط الجيني لجنين التروت من أجل استخراج الخلايا الأولية، ثم يجري بعد ذلك حقن الخلايا في الأجنة الأخرى." لكن ماكلين يرى إمكانية تحقيق فائدة تجارية من الأسلوب الجديد. وقال: "وتعد أسماك الحفش التي لا تستطيع التناسل إلا عند بلوغ سن العاشرة النوع الأبرز الذي يمكن تطبيق هذا الأسلوب عليه حيث يمكن تربية هذه الأسماك عن طريق نوع آخر يتكاثر بشكل أسرع." ولكن إلى أي مدى يجب أن تكون الأنواع متقاربة وهل يمكن تطبيق هذه الطريقة على الثدييات؟
يذكر أن هذا الأسلوب استخدم في عام 1999 مع الثدييات عندما حملت قطة عادية قطا بريا أفريقيا. لكن سوزان مينكا، مديرة برنامج الكائنات الحياة بالاتحاد الدولي للحافظ على الطبيعة، أكدت أن هناك بعض الكائنات المهددة بالإنقراض التي لا يصلح معها مثل هذا الأسلوب. وقالت مينكا في حديث أدلت به لبي بي سي: "حاول العلماء استخدام الدببة العادية لحمل الباندا، لكن هناك الكثير من الاختلافات بين النوعين." وشددت مينكا على أن مثل هذه التقنيات العلمية المتقدمة يجب أن تستخدم فقط كإحدى طرق حماية الكائنات المهددة بالإنقراض.
ساحة النقاش