إنتاج المزارع السمكية العملاقة هل هو للأغنياء أم للتصدير؟
محمد شهاب
عندما يعلن كل من لهم صلة بالمزارع السمكية العملاقة المستحدثة في مصر، عن إنتاج اسماك القاروص و الدنيس و اللوت و الوقار و معها الجمبري، فهل يقصد بأن سبب اختيار تلك الأنواع هو التصدير؟ أم هو إنتاج لصالح أغنياء مصر، و ذلك نظرا للأثمان الباهظة لتلك الأنواع؟ أم أنه يتوقع إنتاجا غزيرا يخفض سعر المعروض منها في السوق المصري؟
أما عن التصدير، فعند التطلع لأسواق، يسعى منتجي الأسماك و المأكولات البحرية في العالم لدخولها، فهناك قواعد و قوانين و معاهدات يلتزم بتطبيقها بصرامة، و أيضا شهادات (يجب الالتزام بالحصول عليها أولا)، و هي قواعد أفقدت الجمبري الهندي السوق الأمريكي بسبب وجود آثار المضادات الحيوية بها، و أيضا تايلاند المنتجة للجمبري، فقدت أسواقها لسنوات بسبب التمييز في العمل ضد المرأة و التجارة بالبشر، و عمالة الأطفال. ثم أننا حتى الآن لا يوجد في مصر مزرعة سمكية واحدة، حصلت على شهادة من الشهادات التي يفترض من يبغى التصدير لتلك الأسواق أن يحصل عليها مثل ASC,BAP و غيرهما. و هي تأخذ بعض الوقت حتى يتم الحصول عليها، علما بأن المزارع السمكية العملاقة في مصر تكلفة الإنشاء باهظة(بين نصف مليون إلى ثلاثة أرباع مليون جنية للفدان عدا ثمنه كعقار) مما يجعل تكلفة الإنتاج باهظة، و من ثم تنافسيتة مع المنتجين الدوليين أصعب، و يحتاج لدراسة جيدة،و عموما التصدير ممكن عن طريق مشاريع المزارع السمكية البحرية العملاقة الجديدة، و لكن بمزيد من الجهد و الجدية، عندها سنصفق لإدارات تلك المشاريع.
ومن ثم عند الحديث عن اختيار الأنواع المرباه بالمزارع السمكية العملاقة، و هي مزارع بحرية، خاصة و أن هناك تضحية بالسوق المصري، و الذى يفضل أنواع أساسية كالعائلة البوريه و البلطي(للعلم هناك طلب عالمي كبير على البلطي) و أصبحت هناك أنواع بلطي يتحمل الملوحة كالبلطي الأحمر و كذلك البرودة.
ملاحظة: الصورة المرفقة لرئيس هيئة الثروة السمكية لم يخرج عن المألوف، عند حديثة(الأهرام التعاوني 26/10/2016) عن الأنواع التي ستربى في المزارع العملاقة التي تقوم بها الشركة الوطنية للثروة السمكية و الأحياء المائية و هيئة قناة السويس(اللوت و القاروص و الدنيس و الجمبري).
ساحة النقاش