تأثير الملوثات غير العضوية على البيئة المائية والأداء لبعض الأسماك فى بحيرة البرلس- إعداد/محمد شهاب

تأثير الملوثات غير العضوية على البيئة المائية والأداء لبعض الأسماك فى بحيرة البرلس

إعداد/محمد شهاب

ملخص عربى رسالة دكتوراة د سمير زين
الملخص العربى

تعتبر بحيرة البرلس واحدة من بحيرات دلتا نهر النيل التى تقع على ساحل البحر المتوسط وهى بحيرة ضحلة ومياهها شروب وتتوسط فرعى دمياط من جهة الشرق ورشيد من جهة الغرب، وتمتد بين خطى طول º30 30′ ، º31 10′ شرقاً وخطى عرض 531 21′ ، º 31 35′ شمالاً، ويتراوح طول البحيرة من 60 إلى 70 كم وعرضها من 6 إلى 16 كم، كما يتراوح عمق البحيرة من 50 سم إلى 160 سم، حيث تعتبر المنطقة الوسطى أكثرها عمقاً والمنطقة الشرقية أكثرها ضحالة . وقد تغيرت مساحة البحيرة تدريجياً من 140.000 فدان عام 1913 إلى 136.00 فدان عام 1956 إلى أن بلغت مساحتها الحالية 95.000 فدان وذلك نتيجة لإستصلاح الأراضي لزراعتها خصوصاً على أطرافها الجنوبية ، وتتصل بحيرة البرلس بالبحر المتوسط عن طريق بوغاز البرلس والذي يسمح بدخول مياه البحر أحياناً كما تستقبل البحيرة سنوياً كميات كبيرة من مياه الصرف من خلال خمسة مصارف رئيسية تصب فى الأطراف الجنوبية للبحيرة بالإضافة إلى مصرف البرلس وهو مصرف صغير يقع فى الجزء الشمالي الشرقى من البحيرة، وأيضاً ترعة البرمبال التى تصل بين الطرف الغربى للبحيرة ومصب رشيد. وينتشر فى البحيرة عدد من الجزر مختلفة الأحجام وتقدر بنحو 75 جزيرة. كما يبلغ متوسط صرف المياه السنوى داخل البحيرة حوالى 3,6 متر مكعب سنويا.

وقد تناولت هذه الدراسة الاتى:
1- تقييم الخواص الطبيعية والكيميائية والبيولوجية لمياه البحيرة.
2- تقدير متبقيات بعض العناصر الثقيلة مثل الزنك والنحاس و الحديد والكادميوم والرصاص فى مياه وتربة البحيرة بالإضافة إلى بعض أعضاء الأسماك المنتشرة فى البحيرة.
3- بعض القياسات الخاصة بنمو الأسماك مثل الوزن الحي- طول السمك الحي- معامل الحالة.
وقد تم اختيار 15 موقع ( محطة ) تمثل البيئات المختلفة للبحيرة وقسمت البحيرة إلي ثلاث مناطق هى:
1- الجزء الشرقى للبحيرة :-
ويتمثل فى المحطات أرقام 1 – 5 ويصب فيه مصرف البرلس فى الشمال الشرقى ومصرف ناصر فى الجنوب.
2- الجزء الأوسط للبحيرة :-
ويمثل وسط البحيرة ويشمل المحطات أرقام 6 – 12 وهو يتصل بمعظم المصارف التى تصب فى الأطراف الجنوبية ويعتبر هذا الجزء أكثر أجزاء البحيرة اتساعاً.
3- الجزء الغربى للبحيرة :-
ويتمثل فى المحطات 13 – 15 ويصب فيه مصرف 11 الى جانب اتصاله بمصب رشيد عن طريق ترعة برمبال.
وفيما يلى عرض لنتائج هذه الدراسة:
أولا- المواصفات الفيزيوكيميائية: تم دراسة المواصفات الفيزيقية والكيميائية لمياة بحيرة البرلس شهريا خلال العام 2002 بغرض معرفة مدى تفاعل هذه العوامل مع العوامل البيولوجية وتأثيرها على صلاحية البيئة المائية والإنتاج السمكى وفيما يلى ملخص للنتائج التى تم الحصول عليها:
-درجة حرارة المياه: تتأثر درجة حرارة المياه بدرجة حرارة الجو حيث تتعرض لتغيرات موسمية وأخرى يومية ورصدت أقل درجة حرارة للمياه (14.6م° ) خلال شهر ديسمبركما رصدت أعلى درجة حرارة (28.8م( °فى شهر يوليو. وموسميا تراوحت درجة الحرارة بين (16.4م° ) فى الشتاء، (27.5م° ) فى الصيف. بينما بلغ المتوسط السنوى (22.6م (°
-تراوحت درجة تركيز الأيون الهيدروجينى بين 8.48 فى المنطقة الوسطى و8.71 فى المنطقة الغربية وموسميا سجلت أقل قراءة (8.3) خلال موسم الشتاء بينما سجلت أعلى قراءة (8.68) خلال موسم الربيع والصيف. بينما بلغ المتوسط السنوى 8.71.
-النفاذية: تعتبر مياة بحيرة البرلس متوسطة النفاذية وتتراوح قراءة قرص السيكى بين 19.17سم فى المنطقة الشرقية و23.92سم فى المنطقة الغربية. وموسميا سجلت أقل قراءة خلال (16.4 سم) فى موسم الشتاء بينما سجلت أعلى قراءة خلال (27.2 سم) فى موسم الصيف. بينما بلغ المتوسط السنوى 20.9سم.
-الكلوريدات الذائبة: تراوح كمية الكلوريدات الذائبة فى البحيرة بين 0.53 جم/لتر فى المنطقة الغربية إلى 2.6 جم/لتر فى المنطقة الشرقية وموسميا سجلت أقل قراءة (1.33 جم/لتر) خلال الربيع بينما أعلى قراءة قد لوحظت أثناء الخريف (1.83جم/لتر). بينما بلغ المتوسط السنوى 1.58 جم/لتر.
-الأكسجين الذائب: المياه بصفة عامة كانت مشبعة بالأكسجين على مدار العام وتراوحت قيمته بين 6.66 مجم/لتر فى المنطقة الوسطى و 8.44 مجم/لتر فى المنطقة الغربية وموسميا سجلت أقل قراءة (6.76 مجم/لتر) خلال موسم الصيف بينما أعلى قراءة قد لوحظت أثناء موسم الخريف (7.9 مجم/لتر). وقد بلغ المتوسط السنوى 7.29 مجم/لتر.
-القلوية: إختلفت قيمة البيكربونات فى مياه البحيرة بين 193.5 مجم/لتر فى المنطقة الغربية إلى 248.9 مجم/لتر فى المنطقة الوسطى. وموسميا سجلت أقل قراءة (196.4 مجم/لتر) خلال الصيف بينما أعلى قراءة لوحظت أثناء الخريف (267.5 مجم/لتر). بينما بلغ المتوسط السنوى 0.13 مجم/لتر. وبالنسبة للكربونات كان هناك تباين بينها وبين البيكربونات حيث تراوحت قيمة الكربونات فى مياه البحيرة بين 23.92 مجم/لتر فى المنطقة الغربية إلى 14.67 مجم/لتر فى المنطقة الشرقية. وموسميا سجلت أقل قراءة (12.0 مجم/لتر) خلال الشتاء بينما أعلى قراءة قد لوحظت أثناء الخريف (22.2 مجم/لتر). بينما بلغ المتوسط السنوى 18.0 مجم/لتر.
-الكالسيوم: تغيرت قيمة الكالسيوم فى مياه البحيرة بين 193.5 مجم/لتر فى المنطقة الغربية إلى 248.9 مجم/لتر فى المنطقة الوسطى. وموسميا سجلت أقل قراءة (64.7مجم/لتر) خلال الربيع بينما أعلى قراءة لوحظت أثناء الخريف (92.1مجم/لتر). بينما بلغ المتوسط السنوى 75.0 مجم/لتر.
-الأملاح المغذية: زاد تركيز الأملاح المغذية بصفة عامة بدرجة كبيرة عن الأعوام السابقة ويرجع ذلك إلى زيادة كميات المياة المنصرفة من المزارع السمكية المنتشرة بكثافة فى الأجزاء الجنوبية من البحيرة والتى تحمل تركيزات عالية من هذه المغذيات الإضافة لمياه الصرف الزراعى.
-النترات: تراوحت كمية النترات فى البحيرة بين 0.15 مجم/لتر فى المنطقة الغربية إلى 0.17 مجم/لتر فى المنطقة الوسطى. وموسميا سجلت أقل قراءة (0.16 مجم/لتر) خلال الربيع والصيف بينما أعلى قراءة لوحظت أثناء الشتاء (0.19مجم/لتر). بينما بلغ المتوسط السنوى 0.16 مجم/لتر.
-النيتريتات: تراوحت كمية النيتريتات فى البحيرة بين 0.15 مجم/لتر فى المنطقة الغربية إلى 0.17 مجم/لتر فى المنطقة الوسطى. وموسميا سجلت أقل قراءة (0.0.04 مجم/لتر) خلال الخريف بينما أعلى قراءة قد لوحظت أثناء الشتاء (0.06مجم/لتر). بينما بلغ المتوسط السنوى 0.06 مجم/لتر.
-الأمونيا: تغيرت كمية الأمونبا فى البحيرة بين 0.07 مجم/لتر فى المنطقة الشرقية إلى 0.08 مجم/لتر فى المنطقة الغربية. وموسميا سجلت أقل قراءة (0.0.04 مجم/لتر) خلال الشتاء بينما أعلى قراءة قد لوحظت أثناء الصيف (0.11مجم/لتر). وبلغ المتوسط السنوى 0.07 مجم/لتر.
-الفوسفور الذائب: إختلفت قيمة الفوسفور الذائب فى مياه البحيرة بين 0.12 مجم/لتر فى المنطقة الشرقية إلى 0.14 مجم/لتر فى المنطقة الوسطى. وموسميا سجلت أقل قراءة (0.0.12 مجم/لتر) خلال الربيع والصيف والخريف بينما أعلى قراءة قد لوحظت أثناء الشتاء (0.16 مجم/لتر). وبلغ المتوسط السنوى 0.13 مجم/لتر.
- نسبة أملاح النتروجين الذائب زادت عن أملاح الفوسفات ولكنها أقل عن الأعوام السابقة حيث بلغت نسبة النتروجين الذائب إلى الفوسفور 2.23: 1

ثانيا-العناصر الثقيلة: تم تقدير بعض العناصر الثقيلة (الزنك-النحاس-الحديد-الكادميوم-الرصاص) فى المياه ورسوبيات القاع للبحيرة. وأيضا بعض الأنسجة (عضلات-خياشيم-كبد) للأسماك الأكثر شيوعا فى البحيرة (البلطى النيلى-البلطى الأزرق-البلطى الجاليلى) فى الثلاث مناطق خلال أربعة فصول متتالية (الشتاء-الربيع-الصيف-الخريف) من العام 2002 وقد أوضحت الدراسة النتائج التالية:
-كان تركيز العناصر فى الرواسب أعلى بكثير منه فى المياه والأسماك وكان ترتيب تركيزات هذه العناصر فى المياه كالآتى: الحديد> الزنك> الرصاص> النحاس> الكادميوم. بينما فى الرواسب والأسماك كالآتى: الحديد> الزنك> النحاس > الرصاص > الكادميوم.
- كان متوسط تركيز العناصر الثقيلة فى المياه 0.345, 0.057, 0.044, 0.039 0.004 مجم/لتر من الحديد، الزنك، النحاس، الرصاص، الكادميوم على التوالى. وفى الرواسب 27.6, 110.9 ، 67.6 ، 43.3 ، 1.6 ميكروجرام/جم وزن جاف من الحديد (مجم/جم) زنك ، نحاس ، رصاص ، كادميوم على التوالى. --بالنسبة للثلاث أنواع من الأسماك أظهرت الكبد والخياشيم قابلية كبيرة لإختزان العناصر الثقيلة المختبرة بينما أظهرت العضلات ميلا أقل لإختزانها. وبلغت قيمة متوسط تركيز هذه العناصر فى عضلات الأسماك كلآتى: 14.94، 4.83، 37.03، 0.044 و 1.71 ميكروجرام/جم وزن جاف، وبلغت 35.58, 9.61، 164.21، 0.35 و 4.30 ميكروجرام/جم وزن جاف فى خياشبم الأسماك، ووصلت إلى 47.18، 22.45، 260.89، 0.53 و 7.06 ميكروجرام/جم وزن جاف فى كبد الأسماك وذلك لكل من عناصر زنك ، نحاس ، حديد ، كادميوم ، رصاص على التوالى.
وكان متوسط تركيز العناصر الخمسة مجتمعة فى العضلات كالآتى: 10.4، 15.2 ، 9.48 ميكروجرام/جم وزن جاف فى كل من البلطى النيلى، البلطى الأزرق، البلطى الجاليلى على التوالى. وفى الخياشيم كانت 37.9، 51.9، 38.7 ميكروجرام/جم وزن جاف فى كل من البلطى النيلى، البلطى الأزرق، البلطى الجاليلى على التوالى. وسجلت أعلى قيمة فى الكبد حيث بلغ التركيز 60.6، 83.0، 59.3 ميكروجرام/جم وزن جاف فى كل من البلطى النيلى، البلطى الأزرق، البلطى الجاليلى على التوالى.

ثالثا:- الهائمات النباتية والحيوانية: تعتبر البحيرة من البحيرات الغنية فى محتواها من الكائنات الأولية الهائمات النباتية (الفيتوبلانكتون) والهائمات الحيوانية (الزوبلاتكتون).
- الهائمات النباتية: يختلف توزيع الهائمات النباتية من منطقة إلى أخرى ويعتبر الجزء الغربى من البحيرة أغنى المناطق بينما تقل كميتها تجاه الشرق. ومعظم هذه الهائمات يتكون من الطحالب الخضراء (41.92%) وبنسبة أقل من الدياتومات (28.16%) أما الطحالب الخضراء المزرقة ففى المرتبة الثالثة (21.96 %) أما اليوجلينا فهى ممثلة بنسبة أقل (7.96 %) من العدد الكلى. وتعتبر البحيرة من البحيرات الغنية فى أعداد تلك الهائمات حيث كان المتوسط السنوى لأعدادها 3192 x 310 كائن/لتر.
-الهائمات الحيوانية: تضم البحيرة أنواع متعددة من الهائمات الحيوانية والتى تتكون معظمها من ثلاث مجموعات رئيسية هى متفرعة القرون القشرية (الكلادوسيرا)35.44 %) والعجليات (الروتيفرا) (32.67 %) ومجدافية الأرجل (لكوبيبودا)22.97 %) بالإضافة إلى أعداد أقل من القشريات الصدفية (الإستراكودا) (8.92 %) من العدد الكلى لتلك الهائمات. ويعتبر أيضا الجزء الغربى من البحيرة أغنى المناطق بينما تقل كميتها تجاه الشرق. وقد بلغ المتوسط السنوى لأعدادها 1030 x 310 كائن/م3.
رابعا:- بيولوجيا الأسماك
تضمنت الدراسة العلاقة بين طول ووزن الأسماك بالإضافة إلى معامل الحالة لهذه الأنواع الشائعة فى بحيرة البرلس (البلطى النيلى-البلطى الأزرق-البلطى الجاليلى.)
-أظهرت الدراسة وجود توافق بين الأوزان المحسوبة والأوزان الفعلية للأسماك
-وقد أوضحت النتائج أن قيمة regression coefficient “n” لأسماك البلطى النيلى أكبر من ثلاثة (3.0042، 3.2940) فى المنطقة الوسطى والغربية، وعلى ذلك يمكن القول أن هذه الأجزاء من البحيرة تمثل أنسب الظروف المعيشية لهذا النوع من الأسماك وعلى الرغم من أن قيمة “n” للأنواع الأخرى أقل من ثلاثة (2.9036، 2.9471، 2.9864 للأوريا)، (2.8668، 2.9179، 2.958 للجاليلى) فى المنطقة الشرقية والوسطى والغربية على التوالى، إلا أن هذا النقص محدود مما يشير إلى أن الظروف المحيطة بالنوعين تقترب هى الأخرى من الظروف المعيشية المناسبة لهما فى هذه البيئة.
-سجل معامل الحالة أعلى قيمة له فى المنطقة الغربية وأقلها فى المنطقة الشرقية وموسميا سجلت أعلى قراءة خلال موسمى الشتاء والخريف بينما سجل أقل معامل للحالة أثناء موسم التفريخ (الصيف)
بناء على النتائج التى تم الحصول عليها تعتبر بيئة بحيرة البرلس صالحة لتنمية الثروة السمكية فى مصر ويجب الإهتمام بهذه البحيرة وتنميتها ولهذا

يوصى بالاتى:
- وقف عملية التجفيف المستمرة بها خاصة عند الأطراف الجنوبية كما يجب تطوير طرق الصيد بها وتطبق القوانين اللازمة التى تمنع صيد الأسماك الصغيرة وأيضا الأمهات بطريقة غير منظمة تقضى على المخزون السمكى للبحيرة.
- يجب تنظيف البوغاز الحالى بصفة دورية لرفع مستوى ملوحة مياه البحيرة وزيادة الأسماك البحرية عالية القيمة الإقتصادية عن طريق دخول مياه البحر.
- إزالة النباتات المائية المنتشرة بالبحيرة والتى تؤدى إلى تقليل المساحة المتاحة للصيد وذلك بزراعة أسماك مبروك الحشائش التى تعتمد فى غذائها على بعض النباتات المائية.
- منع الصيد الجائر للأسماك الصغيرة وخاصة عند منطقة البوغاز وإستخدام الشباك المناسبة للصيد والتى لاتخل بالإنتاج السمكى للبحيرة.
- منع إلقاء مياه الصرف الصحى داخل البحيرة وخاصة فى المنطقة المجاورة لمدينة بلطيم لما تسسببه من تلوث البحيرة وتجفيفها.
- مداومة الرقابة على المزارع السمكية جنوب البحيرة وتوعية المزارعين بأهمية حماية البحيرة لما يسببه صرف هذه المزارع من تلوث البحيرة.
- تقليل جهد الصيد (صيادين و مراكب) وذلك بإيقاف منح تراخيص جديدة للصيادين وتطوير مراكب الصيد لزيادة المحصول السمكى الناتج من البحيرة.
- توافق جميع الأنشطة داخل وخارج البحيرة لحمايتها من التلوث خاصة مع إعلانها محمية طبيعية عام 1998 لذلك يجب أن تحظى بالرعاية من الجهات المعنية حكومية وأهلية.