وقد طبق هذا النظام في كثير من دول العالم، بعد أن ارتفعت أسعار البترول وما يحدثه من تلوث عند احتراقه، وفي مصر تعتبر الأجواء مهيئة لزراعته خاصة بعد أن نجحت وزارة البيئة في زراعة أشجار الجتروفا، التي يستخرج منها الوقود الحيوي في الأقصر على مياه الصرف الصحي.
وفي البحيرات الشمالية وهي المنزلة والبرلس وإدكو ومريوط، يصب كثير من مصارف الصرف الصحي في البحيرات بما يقرب من 10 ملايين متر مكعب من مياه الصرف الصحي سنويا، ما يلوث المياه ويتسبب في كثير من الأمراض، ويقتل الثروة السمكية حتى أن كثيرا من الصيادين قد هجروا البحيرات بعد موت الثروة السمكية، وهذه المصارف لو عدلنا مسارها لتصب في الصحراء لأمكننا زراعة أكثر من مليون فدان بالجتروفا، التي يستخرج منها الوقود الحيوي.
إن هذا المشروع إضافة إلى ثمن الوقود، فإن له آثار اجتماعية كثيرة مثل عودة آلاف الأسر التي هجرت البحيرات بعد تلوثها والقضاء على الأمراض الناتجة من التلوث، التي تصيب الأطفال خاصة لقلة مناعتهم؛ حيث وصلت نسبة الإصابة بهم 80%.
لكي تعود الثروة السمكية إلى البحيرات المصريةن التي كانت تعد من أنقى البحيرات في العالم، وتعيش بها أغلى أنواع الأسماك، التي كانت تصدر للخارج ويعيش عليها آلاف الأسر، يستلزم الأمر تطهير البواغيز لدخول مياه البحر إلى البحيرات، وهذا يعتبر أكبر مشروع للثروة السمكية في مصر.
إنني أدعو الحكومة إلى عمل دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع وعدد الأيدي العاملة التي ستعمل بهذا المشروع، وتحديد المسارات الجديدة لمصارف الصرف الصحي وحفرها بالشركات التي تنهي عملها في حفر قناة السويس وتحديد المناطق الصحراوية التي ستزرع بها بعد تنقيتها؛ لتصبح صالحة للزراعة وإعداد الأيدي العاملة بالمشروع وتدريبها، وهناك العديد من الشركات المصرية والأجنبية العاملة في مجال تنقية المياه ولديها التكنولوجيا الكفيلة بذلك.
د مصطفى سعيد
ساحة النقاش